بغداد ـ حمزة مصطفى:
تضاربت الأنباء في العراق بشأن الزيارة الحالية التي بدأها الى واشنطن زعيم المجلس الأعلى الاسلامي في العراق عبدالعزيز الحكيم· ففي الوقت الذي اعلنت مصادر رسمية داخل المجلس الأعلى ومكتب الحكيم ان زيارة الأخير لواشنطن لاتتعدى كونها اجراء فحوصات طبية روتينية، فطبقا لمصادر سياسية داخل حزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي فإن الزيارة المفاجئة للحكيم الى واشنطن إنما هي زيارة ذات أبعاد سياسية كونها تأتي عشية انطلاق المباحثات بين واشنطن وطهران في 28 مايو الجاري في بغداد، وهو الدور الذي بات يعول عليه الحكيم لاسيما بعد ابتعاده عن مرجعية خامنئي وارتباطه بمرجعية السيستاني، وهو مابدا بالنسبة للمتابعين والمختصين في شؤون المرجعيات الشيعية انقلابا أبيض على طهران من قبل المجلس الأعلى الذي رفض فكرة الثورة، وهو ما لاينسجم مع الاستراتيجية الايرانية التي مازالت تعتبر نفسها انها في حالة صراع وثورة مع خصومها حتى تتحقق الاهداف التي تسعى الى تحقيقها·
وبينما ربطت مصادر أخرى بين زيارة الحكيم لواشنطن وبين التغييرات التي حدثت داخل جبهة الأحزاب الشيعية مثل ''الدعوة'' الذي اختار المالكي امينا عاما له، والمجلس الأعلى الذي كرس الحكيم زعيما له، فإن مصادر اخرى ربطت بين هذه الزيارة المفاجئة وبين رفض الزعيم السني البارز طارق الهاشمي دعوة الرئيس الأميركي بوش لزيارة واشنطن وإصراره على إجراء تغييرات اساسية، بما في ذلك اشراك العديد من الجماعات المسلحة في الحكم، وهو مايرفضه بشدة الائتلاف العراقي الموحد الذي لايزال يملك الأغلبية داخل البرلمان العراقي· وكانت مصادر المجلس الأعلى قد قالت إن ''إجراء الفحوصات كان مقررا قبل هذا الوقت، لكن انشغال الحكيم في التحضير لانعقاد مؤتمر الهيئة العامة للدورة التاسعة للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي حال دون ذلك في حينه''·
عدد اليوم
