الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الوقود الصخري تراهن على دورها في تخفيف الفقر

شركات الوقود الصخري تراهن على دورها في تخفيف الفقر
20 ديسمبر 2014 22:23
تراهن الشركات العاملة في قطاع الوقود الصخري حالياً، على حاجة العالم لطاقة رخيصة الثمن، وهو ما يعد تحولاً استراتيجياً في سوق النفط، حيث تسعى كل من «أكسون موبيل» و«شيفرون» و«بيابودي إنيرجي» و«جلينكور»، إلى إبراز الأدوار التي تقوم بها حيال تخفيف وطأة الفقر حول العالم، وتقول هذه الشركات، إن مليارات الناس في الدول النامية في حاجة للحصول على نفط وغاز طبيعي وفحم بتكلفة قليلة، للخروج من دائرة الفقر والدخول في الطبقة الوسطى. وخلال اجتماع وفود نحو 200 دولة في ليما لمناقشة الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، حثت «اكسون موبيل» الحكومات على التفكير فيما وصفته التقدم البشري الحتمي عند وضع القوانين الخاصة بالمناخ. وقضت «اكسون» سنوات تنكر فيها تماماً وجود تغير مناخي من صنع الإنسان، قبل قولها إنه من الممكن لهذا الإنسان التأقلم على ارتفاع درجات الحرارة، كما أن الوقوف إلى جانب الدول النامية، والمناداة بتناول أكثر توازناً، موقف فيه كثير من عدم الوضوح، وربما يقود إلى انقسام الحكومات الساعية للوصول إلى اتفاقية تساعد على التصدي للتغير المناخي. وباتت التوترات بين الدول الغنية والفقيرة، تشكل حجر عثرة دائماً في كل محادثات تدور حول التغير المناخي، وسجلت انبعاثات الغازات الدفيئة، التي تُعزى لاحتراق الوقود الحيوي، رقماً قياسياً غير مسبوق في 2013 بسبب ارتفاع رفاهية الطبقة الوسطى في الدول النامية وكافة أنواع الاستهلاك الذي يصحب ذلك، من سيارات وسلع وكهرباء وغيرها. ويتمثل التناقض في أن أسوأ الآثار الناجمة عن مخاطر التغير المناخي، تنعكس بشكل أكبر على الفقراء دون الأغنياء، ومن الممكن على سبيل المثال، أن ينجم عن الجفاف الذي ضرب محاصيل الدول الأفريقية جنوب الصحراء، نقص في المواد الغذائية واضطرابات سياسية، ومن بين الدول التي تواجه أكثر المخاطر المترتبة على التغير المناخي، بنجلاديش والسودان وبورندي وأفغانستان. وأكد كريس كوران، المتحدث باسم شركة بيابودي، أن أفضل السبل للحد من الكربون، لن تتم إلا من خلال الإسراع في تبني تقنيات الفحم المتطورة. وفي الوقت الذي حذر فيه العلماء من وقوع ضرر وشيك على البيئة لا يمكن إصلاحه، تعمل عدد من الدول على حماية الوقود الأحفوري والمليارات من الدولارات التي يدرها، وهي مهمة شاقة للغاية وتزيد تعقيداً، في حين اعترفت الحكومات من بكين إلى واشنطن، بضرورة تغيير قوانين الطاقة. وقللت المحاولات السابقة من آثار التغير المناخي أو حتى من حقيقته، ووصف ركس تيلرسون، المدير التنفيذي لشركة اكسون، الاحتباس الحراري في 2012، بأنه مشكلة هندسية يمكن للبشرية التأقلم عليها، في حين أنكر خلفه، وجود التغير المناخي كلياً. ويرى ألان جيفرس، المتحدث باسم «اكسون»، ضرورة فهم الناس لدور الطاقة في الاقتصادين الناشئ والمتقدم، وهو الرأي الذي يشاركه فيه جون واتسون، الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون، الذي يتوقع تحول ما يقرب من ثلث سكان العالم، من حرق الأخشاب إلى الوقود الأحفوري وهم يتحولون للطبقة الوسطى في غضون العقدين المقبلين، ويرى أن الأنواع الأخرى من مصادر الطاقة المتجددة، عالية التكلفة ويصعب للفقراء الحصول عليها. وأشارت جلينكور، أكبر شركة لتصدير الفحم لقطاع الطاقة في العالم، إلى ضرورة موازنة سياسة المناخ في الدول النامية بين التطلعات الاجتماعية والاقتصادية. بينما يُعزى التطور في صناعة السيارات الكهربائية للاستهلاك الكبير في الطاقة، لا يوافق خبراء الاقتصاد وخبراء الطاقة والبيئة، على ما إذا كانت بدائل الطاقة النظيفة قادرة على توفير سبل للرفاهية صديقة للبيئة، ورغم النجاحات التي تم إحرازها على نطاق الطاقة المتجددة والأسطول الصغير من السيارات الكهربائية المتصاعد، إلا أن استخدام السيارات الكهربائية على نطاق واسع، يعني عادة اعتماد محطات الطاقة التي تعمل بالغاز أو الفحم وسبل المواصلات، على محركات الاحتراق الداخلي كما حدث في أوروبا وأميركا الشمالية. ويشكل الوقود الأحفوري 80% من طاقة العالم في الوقت الحالي، وفقاً للبيانات الواردة من الوكالة الدولية للطاقة في باريس، ومن المرجح زيادة الطلب بنحو الربع بحلول 2030، حيث تجيء معظم هذه الزيادة من الدول النامية. وتقول ماريا فان دير هوفن، المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة: لا شك في أن الوقود الأحفوري سيشكل جزءاً أصيلاً من مزيج الطاقة في المستقبل في اقتصادات الدول النامية، إلا أنه ولأسباب تتعلق بتأمين الطاقة والاستدامة، ليس من المعقول سلك نهج الدول المتقدمة والاعتماد على هذه الأنواع من الوقود لدرجة كبيرة. وبناءً على السياسات القائمة حالياً، تتوقع الوكالة الدولية للطاقة، أن ثلاثة أرباع (75 ?) طاقة العالم لاتزال تجيء من النفط والفحم والغاز بحلول 2040، بيد أن سياسات المناخ الصارمة ستقلل من هذا الحجم، إلا أن نسبة الخفض خاضعة للنقاش. ولا تتصور شركات النفط المستقبل بدون لعب أشكال الطاقة البديلة دوراً فيه، إلا أنه فقط ليس من الممكن استغلال هذه المصادر على نطاق واسع بتكلفة معقولة. وجاء في آخر تقرير نشرته «اكسون»، رغم أن السيارات الهجين التي تتميز بكفاءة استهلاك الوقود ستشكل نصف المبيعات الجديدة بحلول 2040، إلا أن السيارات التي تعمل كلياً بالكهرباء، لا تزيد نسبتها عن 5% من إجمالي أسطول السيارات. وتراهن شركات مثل اكسون، على عدم حزم الحكومات في الصراع حول سياسات المناخ، ويقول ريتشارد بارون مدير الطاولة المستديرة للتنمية المستدامة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في باريس: من البديهي سعي شركات النفط لبيع المزيد من الوقود الأحفوري، إلا أنه لا ينبغي عليها إرغام الناس على استخدامها. وأشار خبراء البيئة لما أسموه بالتدابير الواضحة، التي تكفل لاقتصادات الدول الناشئة تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، مثل خفض دعم البنزين في بلدان تشمل إندونيسيا وفنزويلا التي تسمح للسائقين بتعبئة خزانات السيارات بتكلفة زهيدة بالمقارنة مع سعر السوق، كما ينادي الكثيرون بفرض سعر على الانبعاثات الكربونية، للتشجيع على الابتعاد عن استهلاك الفحم الذي يُعد أكثر عناصر توليد الطاقة مساهمة في انبعاث الكربون. وحاول بعض الأكاديميين تحديد التكلفة الاقتصادية النابعة من التحول لتبني تقنيات تتميز بانبعاثات كربونية أقل. نقلاً عن: «رينيوابل إنيرجي»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©