الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حماية الشعاب المرجانية مسؤولية مجتمعية

حماية الشعاب المرجانية مسؤولية مجتمعية
9 ديسمبر 2013 14:16
من المكتسبات التي تحسب لدولة الإمارات العربية المتحدة، حماية الشعاب المرجانية من الضرر، رغم موت الكثير منها خلال السنوات الأولى عند تأسيس الدولة، نتيجة الطفرة العمرانية وبسبب النشاطات البشرية، ولم يكن ذلك الخطر يواجه المرجان في دولة الإمارات فقط، وإنما في مختلف أنحاء العالم، حيث كان يخشى على المرجان من الانقراض، فهناك دراسات لباحثون تقول إن 30% من الشعاب المرجانية، أصيب بأذى بالغ نتيجة النشاط البشري، و60% يحتمل أن يختفي بحلول عام 2030 بسبب الأعاصير والتلوث، ما يؤدي إلى أمراض تصيب المرجان. موائل مرجانية أحمد صالح النقبي، من أبناء المنطقة الشرقية وكان يشغل منصب رئيس لجنة حماية البيئة في المجلس البلدي في خورفكان، تم تكليفه في فترة ما بمتابعة مشروع استزراع المرجان في منطقة مرقة، وهو أحد أبناء البحر منذ عهد الأجداد، وبصفته أحد أبناء المنطقة المتعلمين، والمثقفين، فقد كان يتابع كل ما يتعلق بالمرجان، فهو ناشط بيئي متابع لدور الهيئات البيئية للحفاظ على التنوع، والظروف التي مرت خلال السنوات الماضية بالمرجان، خاصة بعد أن نشطت دولة الامارات في مجال دعم مشاريع المرجان، وهو يتحدث عن جانب مهم من جوانب البيئة البحرية، قائلاً إن البيئة المحيطة بنا لا تحتاج إلى موظف، وإنما إلى شخص مسؤول يحبها، ويعطي لها من وقته، وتجده دائماً موجوداً للإجابة على كل سؤال، ومتعاوناً مع مختلف الجهات لأجل بيئته ومكوناتها. ويضيف النقبي: عندما شهدت الإمارات في السنوات البعيدة الماضية، أضراراً في الشعاب المرجانية نتيجة عوامل عدة، ومنها تسبب بعض العاملين في صيد الأسماك في إتلاف جزء من الموائل المرجانية، كانت هناك تأثيرات سيئة على الشعب المرجانية، والتي كانت تعلق في شباك الصيد، وكان البعض يتعمد ترك تلك المعدات فترة طويلة لتلتقط أكبر قدر ممكن من الأسماك، وعندما يتم سحب الشباك تقوم بجرف المرجان، ومن الأضرار أيضاً أن مراسي السفن كان لها دور سيئ، حين تسقط مباشرة على المرجان فيتكسر، وعندما يتم سحب المرساة أو الأنجر تحطم مساحات كبيرة أخرى. بيئة قاتلة ويوضح النقبي: كما كان للعوامل الطبيعية أيضا تأثيرات سلبية، جعلت من الحفاظ على المرجان تحدياً كبيراً داخل دولة الامارات وأيضاً في معظم دولة العالم، والسبب أن درجة حرارة كوكب الأرض في ارتفاع، ما أدى لتبخر المياه وتغير حرارتها، وتركز درجة الملوحة، ما جعل منها بيئة قاتلة أو خانقة للمرجان، وكلنا يعرف أن تلك الشعاب المرجانية ليست مجرد منظر جميل، أو صخور ملونة وإنما هي أفضل مكان تعيش فيه الأسماك، ونحن من الدول التي تعتمد اعتماداً كبيراً على السمك كوجبة رئيسية، وكانت هناك مخاطر على المرجان نتيجة أعمال الردم باستخدام الرمال أو الصخور، مما يجعلها بيئة خانقة، وبالتالي قاتلة، إلى جانب تلوث المياه سواء من زيوت السفن، أو مخلفات البواخر العابرة، وهناك مياه المجاري التي تأتي مباشرة للبحر محملة بكل أنواع الكيماويات. كل ذلك جعل حكومتنا الرشيدة تعمل على سن قوانين تحمي البيئات البحرية، وخاصة الشعاب المرجانية لأنها تؤثر في كمية المخزون السمكي، ولذلك خلال كل السنوات عمل الجميع في الدولة للحفاظ عليه، وقد خرجت نتائج من جهات بيئية تبشر بإمكانية استعادة النظم الخاصة بالمرجان، والتي تعرضت للضرر، لأن صحة المرجان تعني زيادة المخزون السمكي، وهو أمر يعمل على عودة الأسماك إلى موائلها والتكاثر فيها. تأمين الغذاء للأسماك وقول النقبي، إن العناية بالموائل المرجانية بشعابها يجب أن تكون مسؤولية الجميع، لأنها مصدر رئيسي لتأمين الغذاء للأسماك، وتعتبر بدورها وجبة رئيسية مهمة للإنسان، خصوصاً أن في دولة الإمارات أنواع من المرجان لا توجد في دول أخرى، ويوفر الحيد المرجاني متعة النظر إلى المرجان، ولكن على السباحين والغواصين عدم الوقوف على المرجان، لأن ذلك يؤدي إلى تضرره بشكل كبير، وتعتبر أسماك القاع التي تسكن الموائل المرجانية من ألذ الأسماك، مثل الصافي والشعري، والصيادون يضعون شباكهم بالقرب من الشعاب المرجانية لاصطياد هذه الأنواع من الأسماك التي تتغذى على المرجان، ولكن على المجتمعات أن تؤمن أن الشعاب هي المخزن الذي يحفظ رأسمالهم من الأسماك، وعلينا أن نأخذ منه بمقدار حاجتنا، وهذا رأي جماعي لكثير ممن يعلمون قيمة الترشيد في الصيد، ويشعرون بمسؤولياتهم تجاه الكائنات التي توفر لهم الخير الكثير. المرجان يمرض ويوضح النقبي: من أحد أهم مشاريعنا التي نفخر بها كمواطنين، وكأبناء مناطق ساحلية وممن كبروا على الشواطئ، هو ما أنجز خلال السنوات التي كانت تتشكل فيها معالم دولة جديدة ومعاصرة، حيث كانت هناك تحضيرات لمساحات ومواقع مختلفة من الدولة لتكون مناسبة كبيئة بحرية تسهم في نمو الكائنات المختلفة التي تخدم المرجان، وبالتالي الثروة السمكية، ولكن في بعض الظروف تحدث ظواهر طبيعية مثل الأعاصير، والتي تؤدي إلى التأثير على بعض المناطق التي تعد مكاناً مناسباً كموائل، وأيضاً درجة حرارة الماء التي تلعب دوراً مهماً في سلامة الشعب المرجانية، لأن المرجان ينمو في البحار الدافئة، فإن ارتفعت الحرارة أو انخفضت تسببت في مرض المرجان، ويبدأ في فقد النباتات التي تعيش في الهيكل فيصاب المرجان بمرض ابيضاض اللون، ويسمى التبييض، كما تؤثر الأعاصير في المرجان الذي ينمو بعض أنواع منه في الأماكن الضحلة، فإن هلك المرجان فإن كل أشكال الحياة المصاحبة له تهلك معه، وتحتاج تلك البيئة إلى فترة زمنية كبيرة حتى تستعيد عافيتها من العوامل المؤثرة سلبياً عليها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©