الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجزائر: الائتلاف الحاكم يحتفظ بـ قبضة البرلمان

الجزائر: الائتلاف الحاكم يحتفظ بـ قبضة البرلمان
19 مايو 2007 02:13
الجزائر-انشراح سعدي: على عكس التحليلات التي توقعت غياب عنصر المفاجأة في الانتخابات التشريعية الجزائرية ،2007 كشفت النتائج التي أعلنها وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني أمس جملة من المفاجآت التي لم تكن في الحسبان لا على مستوى الأحزاب نفسها ولا في توقعات المراقبين والأوساط الإعلامية· فحسب الأرقام، حافظت الأحزاب الرئيسة الثلاثة التي تشكل الائتلاف الحاكم على الاغلبية المطلقة داخل البرلمان (249 مقعدا من اصل 389) لكنها لم تحقق النسب التي كانت تطمح اليها حيث خسرت 35 مقعدا اذ كانت تشكل في المجلس السابق 284 مقعدا· ورغم بقاء الحزب الحاكم ''جبهة التحرير الوطني'' القوة الأولى بحصوله على 136 مقعدا الا انه فقد الأغلبية التي كان يتمتع بها بعدما خسر 63 مقعدا وهو ما لم يكن ينتظره زعيم الحزب عبد العزيز بلخادم· في حين تمكن شريكاه في الائتلاف من زيادة عدد مقاعدهما بحصول ''التجمع الوطني الديمقراطي'' الذي يقوده رئيس الحكومة السابق أحمد أويحي على 61 مقعدا مقابل 48 مقعدا في 2002 أي بزيادة 13 مقعدا، وحصول الحزب الإسلامي المعتدل ''حركة مجتمع السلم'' على 52 مقعدا معززا مكانته البرلمانية بـ 12 مقعدا، وهي نتائج تظل بالنسبة لهذين الحزبين أقل ايضا من توقعاتهما السابقة حيث كان يطمح أبو جرة سلطاني الوزير بدون حقيبة أن يحصد حزبه (حمس) 30 % من المقاعد· ولعل المفاجأة الكبيرة التي كانت بمثابة الصاعقة بالنسبة للتيار الإسلامي داخل البرلمان، هي فقدان أول قوة سياسية إسلامية داخل البرلمان وهي ''حركة الإصلاح الوطني'' لـ 40 مقعدا، حيث تدحرج الحزب من 43 مقعدا في 2002 إلى 3 مقاعد فقط، وهو ما كان يتوقعه زعيم الحزب السابق الشيخ عبدالله جاب الله الذي أطيح به قبل الانتخابات من على رأس الحزب بمساعدة السلطة عن طريقة حركة تصحيحية لم تفلح في الإبقاء على مكانة الحزب داخل البرلمان على خلفية دعوة جاب الله مناضليه والمقربين منه الى مقاطعة الصناديق لضرب المنشقين عنه· ولم يكن نصيب الحزب الإسلامي الآخر ''حركة النهضة '' التي أسسها جاب الله أيضا العام 1989 وانشق عنه خصومه أفضل حظا من الإصلاح، حيث لم يحصل سوى على 5 مقاعد مقابل مقعد فقط في تشريعيات ·2002 اما المفاجأة الثالثة التي لم ينتظرها المراقبون فكانت حصول الحزب البربري العلماني ''التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (الأرسيدي) على 19 مقعدا دفعة واحدة وهو الذي قاطع زعيمه الدكتور سعيد سعدي انتخابات 2002 ولم يكن له حضورا تحت قبة البرلمان· وقال مراقبون إن الحزب عرف كيف يستثمر الغياب الذي أفرزته مقاطعة الحزب البربري العتيد ''جبهة القوى الاشتراكية'' لزعيمها حسين آيت أحمد للانتخابات الحالية، وهو ما عكسته المشاركة المعتبرة لمنطقتي تيزي وزو وبجاية التي سجلت نسبة مشاركة بلغت بين 14 و16%، وهو ما كان مفاجأة في حد ذاته بالنظر إلى التدني الكبير لنسب المشاركة على مستوى هاتين الولايتين منذ الاستقلال إلى اليوم· وخابت توقعات الزعيمة التروتسكية العمالية لويزة حنون، المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية 2004 حيث لم يحصل حزبها ''العمال'' (اليساري) سوى على 26 مقعدا أي بزيادة 5 مقاعد فقط عن انتخابات ·2002 وظلت حنون تردد أن حزبها سيكون ضمن الثلاثة أحزاب الأولى وتحدت الحزب الإسلامي المعتدل (حمس) عندما صرحت قبل انطلاق الانتخابات أنها ستحصل على المرتبة الثالثة· فيما ارتفع عدد النواب المستقلين ''الاحرا'' الى 33 بعدما كان 30 في البرلمان السابق رغم العراقيل الادارية التي فرضت على ترشيحاتهم مثل زيادة عدد الراعين وتعدد الاستمارات والضمانات· إلى ذلك، اعترف وزير الداخلية الجزائري في المؤتمر الصحفي الذي عقده لاعلان النتائج بالمشاركة الضعيفة في الانتخابات، لكنه اعتبر نسبة المشاركة الوطنية التي بلغت 51,36 % هامة ومحترمة· ولم يتردد زرهوني في التأكيد على أن الإقبال الضعيف على الصناديق لا يعني غياب الاهتمام أو الرفض لكنه يعكس واقعا يتعلق بزيادة الوعي السياسي لدى المواطن الجزائري الذي بات أكثر صرامة في اختياراته· وعاود التأكيد مجددا على أن النشطاء السابقين في الحزب الإسلامي المحظور ''جبهة الانقاذ'' أو ما يعرف بـ ''التائبين'' لا مكانة لهم في الخريطة السياسية لجزائر ما بعد المصالحة الوطنية قائلا إن عودة هؤلاء ''مستحيلة'' لأن الجرح ما زال مفتوحا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©