الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أزمة ولفوفيتز تحد جديد لقيادة أميركا للبنك الدولي

19 مايو 2007 01:30
واشنطن - رويترز: تشكل الإطاحة ببول ولفوفيتز من رئاسة البنك الدولي في خلاف آخر بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين تحديا لم يسبق له مثيل للقيادة الأميركية للنظام المالي العالمي، ولم يتمكن الرئيس جورج بوش الذي أضعفته الفوضى السائدة في العراق وتراجع شعبيته من الحيلولة دون إجبار ولفوفيتز على الاستقالة ليصبح أول رئيس للبنك الدولي يضطر لترك منصبه بعد أسابيع من المقاومة والانتقادات العلنية لترقيته صديقته· وابدى بعض المسؤولين والخبراء الأميركيين قلقهم من ان الجدل الدائر قد يجبر الولايات المتحدة على التخلي عن عادة تعيين رئيس البنك المتبعة منذ زمن بعيد·· ويقول آخرون إن التغيير الجذري لنظام اختيار رئيس البنك وسياسات الاقراض هو السبيل الوحيد لان تستعيد المؤسسة مصداقيتها· وكان رئيس البنك الدولي بول ولفوفيتز قد أعلن مساء أمس الأول انه سيستقيل من رئاسة البنك ابتداء من 30 من يونيو المقبل منهيا معركة طويلة بشأن رئاسته فجرتها ترقية صديقة له، وقال ولفوفيتز في بيان أصدره مجلس ادارة البنك الدولي ''أفقر الناس في العالم يستحقون أفضل ما يمكن ان نقدمه·· ومن الضروري الآن ان نجد سبيلا للمضي قدما·· وأعلن اليوم انني سوف أستقيل من منصبي رئيسا لمجموعة البنك الدولي''· ويقول كينيث روجوف كبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي ''هناك استياء متنام من فكرة ان الولايات المتحدة هي التي تختار رئيس البنك الدولي دون مشاورات''·· وقال روجوف من مؤسسة بروكينجز إنه على الرغم من أن ولفوفيتز قد يكون شديد الذكاء إلا انه يفتقر للخبرة في مجال التنمية ومكافحة الفقر والتمويل وما كان يمكن أن يقع عليه الاختيار إذا كانت عملية الاختيار تتسم بالشفافية وتشمل مرشحين آخرين''· وتختار الولايات المتحدة رئيس البنك الدولي منذ أن قادت تأسيس النظام المالي الدولي بعد الحرب العالمية الثانية في مؤتمر بريتون وودز عام ،1944 وفي المقابل تختار أوروبا رئيس صندوق النقد الدولي، وكان اختيار ولفوفيتز للمنصب مثار جدل بسبب دوره في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق اثناء عمله بوزارة الدفاع الأميركية· والأوروبيون الذين أذعنوا مرغمين لتعيين ولفوفيتز قبل عامين غيروا موقفهم في الأسابيع القليلة الماضية باصرارهم على رحيله على الرغم من استماتة البيت الأبيض في الدفاع عنه، وقال البيت الأبيض إن بوش قبل ''على مضض'' استقالة ولفوفيتز، وقال توني فراتو المتحدث باسم البيت الأبيض ''بول ولفوفيتز رجل طيب ومتعاطف مع معاناة فقراء العالم، كنا نفضل أن يبقى في البنك الدولي''· وكان تعامل ولفوفيتز في مسألة ترقية صديقته شاها رضا الموظفة بالبنك وزيادة راتبها هو السبب المباشر للازمة لكن الكثيرين يرون انها مجرد غطاء لشكاوى أخرى، وقال ايفو دالار المشارك في إعداد دراسة عن سياسة بوش الخارجية في فترة ولايته الأولى ''ولفوفيتز لوى أعناق الجميع في 2005 والسبب الوحيد لنجاح ذلك هو أن الأوروبيين والأميركيين كانوا يأملون في طي الصفحة'' بعد الغزو الأميركي للعراق في عام ·2003 وتابع دالار في اتصال هاتفي أنه أعيد انتخاب بوش في 2004 ووجد الأوروبيون أنهم يجب ان يتعايشوا معه لمدة اربع سنوات أخرى فلماذا يعارضونه في ذلك، وقال إن تقريرا للبنك صدر منذ أيام اتهم ولفوفيتز بمخالفات اخلاقية كان بمثابة فرصة كذلك لحشد التأييد لفكرة أن الإدارة الأميركية أساءت التصرف دوليا، إنها حبكة فرعية في رواية أكبر عن أوروبا في مواجهة الولايات المتحدة في عهد بوش''· وقال جيمس ستاينبرج نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون إن واشنطن لن تفقد بالضرورة الكثير من نفوذها العالمي بقبول رئيس غير أميركي للبنك الدولي، وأضاف ستاينبرج عميد كلية ليندون بي· جونز للعلاقات العامة بجامعة تكساس في أوستن طالما أن خليفة ولفوفيتز ''سيعمل بشكل جيد مع الولايات المتحدة فإن كونه أميركيا أمر أقل أهمية بكثير·· نحن نحتاج لشخص يشترك مع الولايات المتحدة في وجهات النظر الأساسية فيما يتعلق بالتنمية''·· لكن مسؤولا من البيت الابيض قال ''لن يكون هناك أي تغيير في الأسلوب الذي يتم به اختيار رئيس البنك الدولي''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©