الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«واحة الاتحاد».. تواصل الأجيال في سحر الغروب

8 ديسمبر 2013 01:00
أبوظبي (الاتحاد) ــ تواصلت الفعاليات التراثية الحاشدة التي تشهدها الوثبة احتفاءً بالنسخة الرابعة من مهرجان الشيخ زايد التراثي، الذي أصبح من أكبر الفعاليات التراثية في الدولة، بما يحتويه من فعاليات ومناشط متنوعة استقطبت عشرات الآلاف من الجماهير. ومنذ انطلاقته في الثاني من ديسمبر الحالي، حقق المهرجان قدراً كبيراً من النجاح، جعل من زيارته والاستمتاع بفعالياته أمنية يسعى إلى تحقيقها الكثيرون من المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات. ومثلت “واحة الاتحاد”، التي توسطت ساحة الاحتفالات أيقونة المهرجان، بفعل العروض الشعبية والأهازيج الإماراتية وفنون الرزفة والعيالة التي تقدم عليها مع غروب شمس كل يوم حتى انتهاء فترة عمل المهرجان في الساعة التاسعة.?أخذت “الواحة” شكل دائرة واسعة يبلغ نصف قطرها 15 متراً، كي تسع أكبر عدد من الجمهور المتابع لألوان الفن الشعبي الإماراتي، والراغب في التعرف على جمال التراث المحلي والقصائد الشعرية والشلات، وغيرها من مظاهر الفرح والابتهاج التي عمت أبناء الإمارات احتفاء بنجاح المهرجان، الذي يحمل أغلى الاسماء، وهو اسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وتتزامن إقامته مع احتفالات اليوم الوطني؛ ما ضاعف من فرحة حضور المهرجان. وقال عابد سعيد النيادي، عضو اللجنة المنظمة للمهرجان، إن اختيار مكان الواحة، جاء بغرض إتاحة الفرص للجميع للتعرف على الفنون التراثية الإماراتية من خلال وجبة فنية كاملة تقدم في بقعة جغرافية معينة وفي زمن محدد، يبدأ من بعد صلاة المغرب كل يوم، وهو ما يخلق حالة كبيرة من التآلف بين مقدمي العروض وبين الجمهور. وأوضح أن مساحتها الواسعة جعلت منها أشبه بساحة احتفالات خاصة بالفنون والموسيقا الإماراتية التي تستخدم في المناسبات الوطنية والاجتماعية، مشيراً إلى أن الواحة اعتبرت من أكثر أماكن المهرجان ازدحاما منذ انطلاق فعالياته، وتعتبر ملتقى كبيراً للمهتمين بالفنون التراثية الإماراتية، الراغبين في الاستمتاع بمذاقها الأصيل النابع من أعماق البيئة الإماراتية. القرية التراثية وكان لنادي تراث الإمارات، بوصفه الراعي الرئيس للتراث في الدولة، حضوره المميز في الكرنفال التراثي، عبر قرية تراثية كاملة الأركان أقيمت في مدخل ساحة الاحتفالات، واشتملت على البيئات المختلفة، البدوية والزراعية والبحرية، والبدوية بمكوناتها المبهرة من بيوت الشعر والطوي والقوارب التراثية، فكانت القرية التراثية، قبلة للباحثين عن الأصالة الإماراتية. وقال الوالد سعيد المنصوري، الخبير التراثي في النادي: إن المشاركة أخذت أشكالاً متنوعة، ومنها الحرف البحرية ومجسمات تعكس ملامح البيئة القديمة التي عاشتها الأجيال القديمة، في الصحراء والبحر، وصيد اللؤلؤ بوصفه من الأعمال الأكثر انتشاراً آنذاك، والتي أسهمت في نمو الاقتصاد داخل المجتمع، فضلاً عن بيوت الشعر وهي المسكن القديم لأهالي الصحراء وبيوت اليوان المسكن الأساسي لأهل البحر. وأضاف: كما قدمت نساء المشغل التراثي، منتجاتهن اليدوية الصنع من السدو والخوص والتلي، وغيرها من الخامات التراثية الإماراتية التي نجحت في استخلاصها من البيئة المحيطة بها عبر الزمن. من ناحيته، أشار الوالد حثبور الرميثي الخبير في الحرف البحرية بنادي تراث الإمارات إلى أن النادي ساهم بعديد من الأنشطة في مهرجان الشيخ زايد التراثي، وهذا شيء يفخر به كل العاملين، موضحاً أن البحر يمثل أهمية خاصة لكل إماراتي؛ كون أغلب أهل الإمارات اعتمدوا عليه في أغلب شؤون حياتهم فترات زمنية طويلة سواء في صيد السمك وتمليحه واعتباره وجبة رئيسية في حياتهم، أو اللؤلؤ الذي فتح لهم مجالات واسعة للتواصل مع العالم الخارجي، وكان المورد المالي الأول لأهل الإمارات. وعبر الرميثي عن سعادته بالمساهمة في فعاليات المهرجان، وتعريف الآخرين بأهمية البحر لدى الإماراتيين، وكيف كان مصدر الخير لهم من خلال اللؤلؤ والأسماك بأنواعها، ونتيجة للارتباط به نشأت العديد من الحرف البحرية التي يعمل على تعليمها للأجيال الجديدة، ومنها الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وفلق المحار، وكيفية عمل المراكب باختلاف أحجامها وأنواعها، وصنع شباك الصيد المعروفة لدى أهل الإمارات باسم القراقير. توجيهات واهتمام قال الوالد سعيد المنصوري، الخبير التراثي في نادي تراث الإمارات، إن المشاركة في المهرجان جاءت بناء على توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس النادي، بضرورة الاهتمام بكل ما يتعلق بالتراث والحرص على إبرازه بأفضل صورة للأجيال الجديدة والجمهور من الجنسيات المختلفة المتطلع للتعرف على طريقة حياة أهل الإمارات في الزمن القديم، ومن خلالها يتم إدراك مدى الطفرة التي حققها أهل الإمارات في فترة زمنية قصيرة في عمر الشعوب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©