الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الجزائري كمال داوود يواجه فتوى بالقتل

الجزائري كمال داوود يواجه فتوى بالقتل
20 ديسمبر 2014 01:49
فائزة مصطفى (باريس) في الوقت الذي لا تزال روايته «ميرسو.. تحقيق مضاد» تصنع الحضور والنجاح والانتشار، صدم الوسط الثقافي الجزائري والفرنسي بصدور فتوى تهدر دم الروائي كمال داوود، وتطالب بإعدامه على خلفية تصريحات أدلى بها لقناة فرنسية، عبر فيها عن وجهة نظره حول مسألة الهوية الجزائرية وقضايا أخرى. لم يخف الروائي والصحفي الجزائري أفكاره ومواقفه ولم يغيرها، حيث يواظب على نشرها في عموده اليومي في صحيفة «لوكتديان دوران» الجزائرية، أو مجلة «لوبوان» الفرنسية، وطرح في مقالاته عدة مسائل كتلك التى صرح بها في مقابلته الأخيرة في برنامج ترفيهي بالقناة الفرنسية الثانية، وعبر عن وجهة نظره فيما يتعلق بالهوية الوطنية وضرورة انفصالها عن التبعية للآخر، وتحرير الإسلام من مخالب السياسة، ومساندة القضية الفلسطينية من جانب إنساني وليس لنعرات قبلية ودينية، كما تطرق إلى جراح الذاكرة بين فرنسا والجزائر، وطالب بتسوية هذا الصراع لقلب الصفحة لا بتمزيقها.. وكان كمال داوود صرح في كتاباته سابقاً: «لست عربياً، ولا فرنسياً، ولا إسبانياً، ولا رومانياً ولا واندالياً. فأنا الشيء الذي جاؤوا جميعاً للبحث عنه، فلم يقدروا على حمله في أمتعتهم»، معبراً عن إشكالية تؤرق الكثير من الجزائريين، خاصة تلك التي تتعلق بتلاشي أحلام الثورة، والشعور الجماعي باليأس من المستقبل. لكن تصريحاته الأخيرة لم تمر بسلام على النخبة المعربة في الجزائر، التي انتقدت مواقفه واعتبرتها إساءة إلى اللغة العربية، واعتبروا مواقفه من القضية الفلسطينية خيانة لا تغتفر. بينما ذهب الكثيريون منهم إلى التشكيك في مصداقية الجوائز التي تحصل عليها، معتبرين أن كل ما يأتي من فرنسا مشبوه. وقد نشر الدكتور عثمان سعدي مقالا لاذعاً يتهم فيه الروائي بتسخير قلمه لمحاربة الإسلام والعربية. ثم أصدر الشيخ عبد الفتاح حمداش زراوي ـ رئيس جبهة الصحوة السلفية غير المعتمدة في الجزائر ـ فتوى لقتل كمال داوود ونشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وناشد السلطات الجزائرية بتنفيذ حكم الإعدام عليه، ووصفه على حد تعبيره بالكاتب «الزنديق» و»الكافر». وقد حرك داوود من جهته دعوى قضائية لمحاكمة صاحب الفتوى، وانضم عدد كبير من الأدباء والإعلاميين في الجزائر وخارجها للمطالبة بالتصدي لمثل هذه الفتاوى. والملاحظ إن الروائي رشيد بوجدرة، الذي ندد بفتوى القتل، انتقد مواقف كمال داوود واتهمه بمحاولة استرضاء الفرنسيين، كما انتقد مضمون رواية «ميرسو تحقيق مضاد»، واعتبرها ضعيفة البنية الأدبية وبدون رؤية فلسفية. يذكر أن رواية داوود «ميرسو تحقيق مضاد» حصدت عدة جوائز، منها: جائزة القارات الخمس للفرنكوفونية، وجائزة رونودو الأدبية، وجائزة إيسكال الجزائرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©