باريس (أ. ف. ب) - رأى الفرنسي جان تود الذي أعيد انتخابه أمس الأول لولاية ثانية على رأس الاتحاد الدولي للسيارات “فيفا” وبالتزكية، بأن التحدي الأكبر الذي ينتظره يتمثل بتطوير رياضة السيارات انطلاقا من القاعدة.
وتحدث تود الذي انتخب للمرة الأولى في أواخر 2009 خلفا للبريطاني ماكس موزلي بعد أن حصل على 135 صوتا مقابل 49 فقط لبطل الراليات السابق الفنلندي أري فاتانن، عن ولايته الأولى قائلا: “كانت الولاية الأولى غنية بالتغييرات، مع المراجعة الكاملة لقوانينا وتحديث عملياتنا، وصولا إلى اتفاق كونكورد الجديد (الاتفاق الذي يوزع العائدات التجارية لبطولة فورمولا واحد)، العديد من الاجراءات في مجال النقل المستدام وسلامة الطرق”.
وفي رده على سؤال حول العامل الذي لعب دوراً مؤثراً في انتخابه بهذا الإجماع، قال المدير السابق لفريقي بيجو للراليات وفيراري لسباقات الفورمولا-1: “لم يكن عاملا واحدا حاسما، هناك دائما مجموعة من الأمور وعندما تكون ملتزما بشيء ما يجب ان تؤمن بما تقوم به، فنحن لم نرتجل في مسألة سلامة الطرق من أجل كسب ثلاثة أصوات (في الانتخابات)، يجب أن نأخذ في عين الاعتبار تطور المجتمع، العالم يتغير، ويجب ان نولي اهتماما كبيراً لمسألة احترام البيئة”.
وأضاف: “يجب على منظمتنا (فيا) أن تكون مثالا يحتذى به كمنظم ومشرع في رياضة السيارات في العالم. نحن مسؤولون أيضا تجاه السائقين اليوميين (أي في الحياة العادية وليس السباقات)، ولذلك هناك تآزر بين قسمينا (الرياضة والتنقل المستدام وما يشمله من سلامة الطرقات والسيارات الصديقة للبيئة)”.
وعن الطموحات المستقبلية، قال تود: “كل شيء مهم لكن بإمكاني القول بأن التحدي الأكبر هو تطور رياضة السيارات في القاعدة لأن هذه المسألة لا تهم أحدا، نحن هرم والجميع مهتم بالفورمولا-1، لكن يجب احترام جميع الفئات (السباقات) في جميع البلدان، يجب أن نركز على مشاكل التكاليف المرتفعة في كافة مستويات رياضة السيارات وليس فقط في الفورمولا-1، انه مشروع ضخم لكننا متحفزون وسنواصل تقدمنا”. وجدد تود موقفه السابق بضرورة أن يحتفظ كل سائق برقمه وأن يتم تغيير هذا الرقم استنادا إلى نتيجة فريقه في الموسم السابق، مضيفاً: “أنا اقترحت هذا الأمر وبالطبع أنا اسانده، أرى أنه سيكون من الجيد بأن يحتفظ كل سائق برقمه باستثناء بطل العالم الذي يجب أن ينال رقم 1، عندما أتابع سباق الفورمولا-1 فأنا لا أرى اسم أو رقم السائق، أنا أدرك بأنهم (الفرق) بحاجة إلى مساحة على السيارات من أجل الرعاة، لكني أعتقد بأن هناك حلولا بإمكاننا على سبيل المثال أن نضع رقماً أكبر على خوذة السائق”. وتحدث تود عن سباقات الفورمولا الكهربائية، وهي البطولة التي تتنافس فيها السيارات بمحركات كهربائية وتنطلق بطولتها الأولى رسميا في سبتمبر المقبل من العاصمة الصينية بكين وصولا إلى السباق العاشر والأخير في أواخر يونيو 2015 في لندن، قائلا: “أنا متفاجئ (من التهافت على المشاركة)، انه أمر واعد وأنا متلهف لمشاهدة السباقات في المدن الكبرى، لكن أشعر بالقلق بعض الشيء لأنه عندما تكون التوقعات مرتفعة جداً فهناك إمكانية للوقوع في الخيبة، وبالتالي أنا حذر في هذه الناحية، أعتقد بأن سائقي فورمولا الكهربائية سيكونون معروفين وموهوبين جداً، وإذا أراد أحد الفرق أن يقوم باستخدام سائق الفورمولا-1 لسباق أو اثنين، فلا أرى مانعا”.
يذكر أن تود حصد الكثير من النجاحات في عالم رياضة السيارات فكان مديراً عاما في فريق بيجو الفرنسي في بطولة العالم للراليات، حيث قاد الأخير للقب العالمي عامي 1985 و1986 مع نسخة 205 المزودة بشاحن هوائي “توربو” حيث كان الرجل الأساسي وراء تطوير هذه السيارة، ثم طرازات أخرى من بيجو وفي العديد من السباقات مثل “لو مان” في التسعينيات.
وكان تود، سائق الراليات السابق، وراء استقدام الأسطورة الألمانية ميكايل شوماخر إلى فيراري عام 1996 من بينيتون وإلى جانبه المدير التقني روس براون. وانضم تود إلى فيراري عام 1993، ولعب دورا أساسيا في عودة “الحصان الجامح” إلى ساحة الألقاب ابتداء من عام 1999 عندما توج الفريق الإيطالي بطلاً للصانعين، ثم في الأعوام الخمسة التالية بطلا للصانعين والسائقين مع شوماخر.
عدد اليوم
