الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نحو مزيد من المساعدات العسكرية للعراق

18 ديسمبر 2015 22:46
في إطار سعي إدارة أوباما للبحث عن أساليب جديدة لتدعيم المجهود الحربي للدولة العراقية ضد تنظيم «داعش»، منح وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر العراق مساعدات عسكرية إضافية خلال زيارته بغداد الأربعاء الماضي. وكانت بغداد المحطة الثالثة لزيارته منطقة الشرق الأوسط قبل نهاية العام الجاري، وهي الزيارة التي تأتي في وقت تستعد القوات العراقية للتوغل أكثر في الرمادي عاصمة محافظة الأنبار الغربية التي بقيت تحت سيطرة «داعش» منذ شهر مايو الماضي. وتعتبر العمليات العسكرية في الرمادي اختباراً مهماً لقدرة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على حشد القوات العراقية ضد التنظيم، وأيضاً لاستراتيجية أوباما التي تقضي بالاعتماد على الشركاء المحليين لخوض المعركة ضد التنظيم الإرهابي الذي انتشر أتباعه في مناطق شاسعة تمتد من ليبيا إلى أفغانستان. وسيسمح الانتصار في مدينة الرمادي، التي تقع على بعد 128 كيلومتراً غرب بغداد، لقوات الأمن العراقية بإعادة التركيز على عملية تحرير مدينة الموصل التي تقع إلى الشمال والتي تعد بمثابة عاصمة التنظيم الإرهابي في العراق. وقال كارتر مخاطباً العبادي خلال اجتماع عقد في القصر الحكومي الذي يقع في المنطقة الخضراء الحصينة في بغداد: «نحن نسعى لمساعدتكم على تحقيق النجاح في الرمادي ثم التقدم بعد ذلك إلى الموصل». وقال «كارتر» خلال اجتماع لاحق مع وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي: «إنه انتصار لكم أنتم، وتقدم لكم أنتم. ولقد تزايدت الفرص أمامكم، بناء على طلبكم وموافقتكم عندما قررنا مساعدتكم في إنجاز هذه المهمة». وخلال حديث صحفي نظم عقب انتهاء محادثاته مع العبادي، قال كارتر إن رئيس الوزراء العراقي لم يتقدم «بطلب محدد» لطائرات هيليكوبتر هجومية لاستخدامها في حملة الرمادي، ولكنّه أشار إلى أنها ستستخدم بكل تأكيد في المعارك المقبلة. وخلال الأسبوع الماضي، أخبر «كارتر» أعضاء الكونجرس أن الولايات المتحدة ستزوّد العراق طائرات هيليكوبتر هجومية أو مستشارين عسكريين لإدارة المعارك إذا طلبتها الحكومة العراقية وإذا اتضح أن الظروف تؤكد الحاجة إليها. وعلى أن استخدام طائرات الهيليكوبتر مثل الأباتشي القاذفة سيسمح للقوات الأميركية بتقديم دعم جوي فوري ودقيق للجنود العراقيين. ويمكن لهذه الطائرات أن تعمل بفعالية أعلى من الطائرات المقاتلة ذات الأجنحة الثابتة لمساعدة القوات الأرضية. ومن شأن قرار استخدام الهيليكوبتر أن يدفع الولايات المتحدة للتدخل بشكل أعمق في الحرب ويعرض الجنود الأميركيين لمخاطر أكبر. وينطبق هذا الحكم ذاته على خطة إشراك مستشارين عسكريين في عمليات الوحدات العسكرية العراقية ذات المستوى الأدنى. وقال مسؤولون أميركيون إن القادة العسكريين في كلا البلدين اعتبروا هذه الخطوات غير ضرورية في الوقت الراهن لأن القوات العراقية تحقق تقدماً حقيقياً في معركة الرمادي. وتتوفر أمام العبادي الآن فرصة لا يجوز تفويتها لأن يثبت بأن حكومته قادرة على استعادة السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي. ومنذ تقلّد منصبه العام الماضي، كان يتوجب عليه أن يحقق نوعاً من التوازن فيما يتعلق بالمساعدات التي يتلقاها من حلفاء العراق بما فيهم الولايات المتحدة وإيران، وأن يوحي بأنه لا يعتمد على الغرب بشكل كبير. وخلال حديثه في بداية الاجتماع بوزير الدفاع كارتر، قال إن القوات العراقية أصبحت «على وشك كسر ظهر» تنظيم «داعش» في بعض الأماكن، مشيراً إلى أنه أمر قواته بتحقيق «تقدم هائل» في الرمادي. وخلال الأيام الماضية، تمكنت القوات العراقية من تحرير أجزاء من الرمادي، وتصدت لهجوم معاكس لقوات التنظيم في معركة وصفها مسؤولون أميركيون بأنها بطيئة، وتمثل محاولة متواضعة لاختراق دفاعات التنظيم. ومنذ شهور عدة، عبر مسؤولو إدارة أوباما عن أملهم في أن ينجح العبادي في تقديم العون إلى السنّة العراقيين حتى يبرئ نفسه من ممارسات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وخاصة لأنه ينتمي إلى حزبه ذاته. ويتوجب عليه أن يتصرف بحرص شديد في أثناء دفعه قوات الأمن العراقية بشكل أعمق في محافظة الأنبار التي تتميز بالتواجد السنّي العالي. *ميسي ريان* لافداي موريس *محلل أميركي مختص بالقضايا العسكرية **محللة سياسية أميركية مقيمة في بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©