إعداد - محمد عبدالرحيم:
دخلت مجموعة من أكبر البنوك الأوروبية في مفاوضات لإطلاق نظام الدفع بالبطاقات الائتمانية الخاص بها من أجل منافسة فيزا وماستر كارد· وهذه البنوك التي تتضمن مصرف سوسيتي جينرال الفرنسي ومصارف كوميرز بانك ودوتش بانك ودريسدز بانك الألمانية ويونيكريدتو الإيطالي، بالإضافة الى بنوك آي إن جي ورابو بانك وإيه بي إن آمرو وجميعها هولندية أصبحت ترغب فيما يبدو في إنهاء سيطرة الشركات الأميركية على التعاملات الأوروبية بالبطاقات الائتمانية·
وكما ورد في صحيفة ''اندبندنت'' اللندنية مؤخراً، فقد أكد المتحدث الرسمي لمصرف كوميرز بانك في الأسبوع الماضي استمرار هذه المحادثات، إلا أنه ذكر أنها ما زالت في مرحلتها المبكرة، قائلاً ''لقد تم تبادل الأفكار المتعلقة، إلا أننا لم نخرج حتى الآن بنتائج واضحة''· أما جيمس باكلي رئيس إدارة البحوث في مجموعة لافرتي المعنية بتحليل أعمال المصارف، فقد ذكر من جانبه أن المحادثات تمثل اختراقاً في المساعي الأوروبية لكسر الاحتكار الأميركي والقبضة المتشددة لشركتي فيزا وماستر كارد على مدفوعات البطاقات الائتمانية· ومضى يقول: ''في الوقت الذي ظلت فيه البنوك الإقليمية والادخارية في منطقة اليورو تدعم ولفترة طويلة فكرة تطوير مشروع أوروبي بديل، إلا أن هنالك اعتقادا ظل سائداً بعدم وجود الإسناد الكافي من قبل البنوك التجارية لجعل هذه المبادرة حقيقية على أرض الواقع· لذا فإن الأنباء المتداولة التي تفيد بأن بعض كبريات البنوك الأوروبية أصبحت تعكف على دراسة الفكرة يجعل من بروز هذا المشروع أمر يتسم بالمزيد من المصداقية''· والى ذلك فإن المقترحات الجديدة لهذه المجموعات المصرفية قد جرى توقيتها فيما يبدو للاستفادة من خطة المفوضية الأوروبية الرامية لإطلاق منطقة موحدة للدفعات الأوروبية بحلول نوفمبر ·2009 وهو المشروع الذي تمت إجازته بشكل نهائي في بروكسل في مارس الماضي بعد سنوات عديدة من التردد والنزاعات·
ويذكر أن العديد من الدول الأوروبية لديها أنظمة البطاقات الائتمانية الخاصة بها والتي لا تعمل إلا بشكل محلي في داخل هذه الدول، بينما ظلت البنوك المحلية التي تدير هذه الدول بينما ظلت البنوك المحلية التي تدير هذه الشبكات هي التي تقرر مقدار الرسوم المفروضة على الزبائن وباعة التجزئة متى ما تم استخدام البطاقات الائتمانية في ممارسة التعاملات· وعلى سبيل المثال فإن بطاقات الائتمان الفرنسية التي تديرها شركة كارتي بيلو لنظام المدفوعات لا يمكن استخدامها في أي دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي· وكذلك فإن نظام ليزر المعمول به في ايرلندا استمر يعمل على نفس هذه الأسس· إلا أن حاملي البطاقات في معظم الدول الأوروبية اعتادوا على أن يتمتعوا بخيار طلب بطاقات ائتمانية محلية تنسجم مع شبكات فيزا وماستر كارد، بحيث يمكن استخدامها في وراء البحار· إلا أنه عند تسوية المدفوعات في وراء البحار بهذه الطريقة فإن شبكات البنوك المحلية سوف يتعين عليها آنذاك مفاوضة العملاقين الأميركيين على اتفاقية لتقاسم الأرباح·
والآن ومع اقتراب موعد إنفاذ منطقة الدفع الأوروبي الموحدة، فقد بات من المتوقع أن تعمد جميع الشبكات الوطنية الى إغلاق عملياتها· وكانت البنوك الأوروبية تتوقع أن تعتمد في أعمالها على شبكات فيزا وماستر كارد، إلا أنه أصبح بإمكانها الآن الانضمام الى الشبكة الجديدة المقترحة· ويذكر أن نظام المدفوعات العالمي الخاص بماستر كارد المعروف باسم ''مايسترو'' ظل يعتبر شبكة التسوية العالمية الرائدة والأكبر من نوعها في هذه السوق في التعاملات المالية العابرة للحدود لا ينافسه حالياً إلا مشروع ''في باي ويبت'' الخاص بشركة فيزا والذي تم إطلاقه في العام الماضي· وفي الوقت الذي أصبح فيه من المؤكد أن البنوك الأوروبية سوف تعمد الى إنشاء نظام البطاقات الائتمانية الجديد فإن هذا النظام سوف يصبح بإمكانه تحقيق إيرادات مماثلة لتلك التي ظلت تستدرها شركتي فيزا وماستر كارد من هذه السوق·
وقد عبرت المفوضية الأوروبية عن حرصها على تشجيع المنافسة في هذا المجال، حيث ذكر شارلي ماك كريفي المفوض الأوروبي المعني بتنفيذ مشروع منطقة الدفع الأوروبية الموحدة ان المبادرة المقترحة سوف توفر على الشركات والزبائن من الأفراد مبلغا يقدر بحوالي 100 مليار يورو كل عام·
عدد اليوم
