الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رب العالمين أخبر عباده بمنزلة نبيه في الملأ الأعلى

رب العالمين أخبر عباده بمنزلة نبيه في الملأ الأعلى
31 يناير 2013 20:38
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، «سورة الأحزاب، الآية 56». ذكر الشيخ الصابوني في كتابه «مختصر تفسير ابن كثير» في تفسير هذه الآية: «قال البخاري: قال أبو العالية: صلاة الله تعالى ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء، وقال ابن عباس: يصلون يبركون، وقال سفيان الثوري: صلاة الرب الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار، والمقصود من هذه الآية، أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى، بأنه يُثْنى عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تُصلّي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين: «العلوي» و«السفلي» جميعاً. لقد أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بالصلاة والسلام على رسولنا محمد- صلى الله عليه وسلم- كما جاء في الآية السابقة؛ لأن الإكثار من الصلاة والسلام عليه- صلى الله عليه وسلم- قربة من أعظم القربات، كما أنه علامة على محبة العبد للنبي- صلى الله عليه وسلم-، فقد حثَّ نبينا- صلى الله عليه وسلم - على وجوب الصلاة والسلام عليه- صلى الله عليه وسلم- كلما ذُكر، حيث وردت أحاديث شريفة تؤكد ذلك. صيغ الصلاة لقد وردت صيغٍ عدةُ في كيفية الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم - منها: ما رُوي عن عبد الرحمن بن أبي لَيْلَى، قال: لقيني كعبُ بن عُجْرة، فقال: ألا أُهدِي لك هديةً؟ خرج علينا رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- فقلنا: قد عرفنا كيف نُسلِّمُ عليك، فكيف نُصلِّي عليك؟ قال: «قولوا: اللَّهُمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صلَّيتَ على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللَّهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد»، (أخرجه الشيخان). فضل الصلاة لقد وردت عدة أحاديث تبين فضل الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- منها: ? كفايةُ الهموم ومغفرةُ الذنوب: كما رُوي عن أُبَيِّ بن كعب - رضي الله عنه - قال: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ، اذْكُرُوا اللَّهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْتُ بمَا فِيهِ»، قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ»، قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاتِي كُلَّهَا، قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ»، (أخرجه الترمذي). ? رفعٌ للدرجات وحطٌّ للسيِّئات: كما رُوي عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صلَّى عليَّ صلاة واحدة صلَّى الله عليه عَشْر صلوات وحطَّ عنه عَشْر خطيئات ورُفِعَتْ له عَشْر درجات»، (أخرجه أحمد). ? صلاة بصلوات: كما رُوي عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ صلَّى عليَّ واحدة صلَّى الله عليه عشراً»، (أخرجه مسلم). مواطن الصلاة لقد وردت عدة أحاديث شريفة تبين مواطن الصلاة على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - منها: ? بعد الأذان: كما رُوي عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- أنه سمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلُّوا عليَّ فإنه من صلَّى عليَّ صلاة صلَّى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلَّت له الشفاعة»، (أخرجه مسلم). ? عند دخول المسجد والخروج منه: كما رُوي عن فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة الكبرى قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل المسجد قال: اللهم صلِّ على محمد وسلِّم، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج قال مثل ذلك، إلا أنه يقول: أبواب فضلك»، ولفظ الترمذي: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلَّى على محمد وسلَّم، (أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه). ? في الخُطَب: كخطبة الجمعة والعيدين وغيرهما: كما رُوي عن عون بن أبي جحيفة، قال: «كان أبي من شُرَط عليّ، وكان تحت المنبر، فحدثني أنه صعد المنبر- يعني عليًّا رضي الله عنه- فحمد الله، وأثنى عليه، وصلَّى على النبي- صلى الله عليه وسلم، وقال : خيرُ هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، والثاني عمر، وقال : يجعل الله الخيرَ حيث شاء»، (أخرجه أحمد). ? في آخر التشهد: كما رُوي عن فضالة بن عُبيد- رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- سمع رجلاً يدعو في صلاته فلم يُصلِّ على النبي- صلى الله عليه وسلم-، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «عَجِلَ هذا»، ثم دعاه فقال له أو لغيره: «إذا صلَّى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم ليصلِّ على النبي- صلى الله عليه وسلم، ثم ليدع بعدُ بما شاء»، (أخرجه أبو داود). ? في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية: كما رُوي عن أبي أُمامة بن سهل أنه أخبره رجل من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- «أن السُّنة في الصلاة على الجنازة أن يُكبِّر الإمام، ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سِرًّا في نفسه، ثم يُصلِّي على النبي- صلى الله عليه وسلم-، ويُخلص الدعاء للجنازة في التكبيرات لا يقرأ في شيء منهن، ثم يُسلِّم سِرًّا في نفسه»، (أخرجه الحاكم). ? يوم الجمعة وليلتها: كما رُوي عن أوس بن أوس- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ من أفضل أيامكم يوم الجمعة: فيه خُلِق آدم، وفيه قُبضَ، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ، قال: قالوا يا رسول الله، وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يقولون بليت، فقال: «إن الله عز وجل حرَّم على الأرض أجساد الأنبياء»، (أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة). ? عند الدعاء: كما رُوي عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: «كنتُ أُصلِّي والنبي- صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر معه، فلما جلستُ بدأتُ بالثناء على الله تعالى، ثم بالصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- ثم دعوتُ لنفسي، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: سلْ تُعْطَه، سلْ تُعْطَه»، (أخرجه الترمذي)، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله. الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيـب المسـجد الأقصـى المبـارك www.yousefsalama.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©