الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مستمرون في النأي بالنفس وتدخلات «حزب الله» «فردية»!

مستمرون في النأي بالنفس وتدخلات «حزب الله» «فردية»!
22 مارس 2016 00:09
دينا مصطفى (أبوظبي) أكد السفير اللبناني لدى الدولة، حسن سعد وقوف لبنان الدائم مع التضامن العربي، وتفهمه مشاعر الغضب في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وقال في تصريحات لـ«الاتحاد» إن بلاده مستمرة في سياسة النأي بالنفس المعتمدة منذ بداية الأزمة السورية في 2011، معتبرا في هذا الصدد أن تدخل «حزب الله» في سوريا «فردي» خارج عن قرار الحكومة اللبنانية رغم مشاركته الفعلية في هذه الحكومة كأحد المكونات الأساسية. ولفت في الوقت نفسه إلى عدم قدرة لبنان على تبني قرار الجامعة العربية اعتبار الحزب منظمة إرهابية قائلاً، «إن المعيار الذي تتبناه الدولة اللبنانية هو معيار الأمم المتحدة التي لم تصنف في رأيه هذا الحزب بالإرهابي، كما أن اعتماد مثل هذا الموقف سيحتم عليه عدم وجود الحزب في الحكومة». واعتبر سعد أن الحرب السورية وتشعباتها في اليمن والعراق أكبر من قدرة لبنان على استيعاب الموقف، وقال «نحن لا نتدخل في شؤون الدول الأخرى، ولسنا مسؤولين عمن يتدخلون من خارج الدولة»، آملاً في انتهاء الحرب في سوريا وبقية أزمات العالم العربي، لأن هذا التشرذم لن يفيد أحداً، ومؤكدا أن لبنان يعول على حكمة قادة الإمارات ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لحل الخلافات، والوصول إلى حلول تفضي إلى الحفاظ على العالم العربي موحداً. ورأى السفير اللبناني أن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان لا يزال في انتظار إجماع ثلثي المجلس على مرشح ، قائلاً «إن الأوضاع في الداخل معقدة، فلبنان بلد صغير يتأثر بالصراعات من حوله، وبالتالي فإن الحلول دائماً ما تكون وسطية ولا تحكم بغالب ومغلوب». وأكد ضرورة استمرار دعم الدول الصديقة والشقيقة للجيش اللبناني والقوى الأمنية بالسلاح والمعدات العسكرية، قائلاً ،«إنه كلما تم إعطاء الجيش السلاح، بسط نفوذه أكثر على الأراضي اللبنانية، وكلما كان الجيش قوياً، ضعفت القوى الأخرى». وقدر سعد عدد اللاجئين السورين في لبنان بمليون ومائتي ألف تقريباً، إضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين، وقال«إن لبنان لا يتلقى مساعدات دولية كافية لمواجهة هذا النزوح الذي يتطلب قوى أمنية إضافية للتصدي للمخاطر، وخاصة محاولات بعض الدواعش دخول لبنان». وأضاف«أنه إذا لم يتم الحل السياسي في سوريا، لن يتم حل أزمة اللاجئين»، معرباً عن أمله في تفهم الأشقاء في دول الخليج وضع لبنان والصعوبات التي يمر بها، وإعادته إلى الخريطة العربية كأولوية، ومؤكداً عدم قبول الحكومة اللبنانية أي إساءة أو ضرر للأهل والأشقاء في دول الخليج. من جهته، أكد رئيس مجلس العمل اللبناني سفيان الصالح، أن الإمارات هي الوطن الثاني للجالية اللبنانية، مشددا في هذا الصدد على العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، ومعتبراً أن ما عكر صفو هذه العلاقات هو ما وصفه بـ«بعض التصرفات الخاطئة من قلة لا تمثل إلا نفسها (في إشارة غير مباشرة إلى حزب الله)، وهي تصرفات شاذة قامت بها بحق دول الخليج عامة». وقال في تصريحات لـ«الاتحاد»، «إن وفدا من المجلس قام بزيارة خاصة إلى لبنان التقى خلالها عددا كبيرا من المسؤولين، بينهم رئيس الوزراء تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل للمطالبة بإيجاد آلية واضحة تعيد تصويب العلاقات اللبنانية الخليجية إلى وضعها الصحيح. ولفت إلى أن المسؤولين وعدوا باتخاذ الخطوات اللازمة لحل الأزمة، وأولها العمل على وقف التصريحات المهينة والمشينة التي تصدر من بعض الأطراف والتي تعكر صفو العلاقات اللبنانية الخليجية. وقدر الصالح عدد اللبنانيين في الخليج بنحو 500 ألف شخص قائلاً :«عندما نتكلم عن حفظ السلم الأهلي من المهم الأخذ في الاعتبار هؤلاء اللبنانيين الذين يمثلون كتلة أساسية في الكيان اللبناني، وهم أيضاً الكتلة المالية التي تنقذ لبنان من خلال تحويلات تبلغ نحو 7 أو 8 مليارات دولار سنوياً إلى جانب الاستثمارات». وأضاف«إن التعامل مع هؤلاء ليس من باب التحرك الاقتصادي فحسب، ولكن لأنهم يرفضون أي إهانة توجه إلى دول الخليج باعتبارها بمثابة إهانة لهم». وأكد أن المسؤولين في لبنان أبدوا تفهمهم كليا للموقف، وقال:«كانت هناك رسالة واضحة برفض التسليم بالوضع القائم، وهناك أمور يجب أن تنجز ويجب إيجاد السبل المفيدة وفي طليعتها إيجاد آلية للجم التطرف في المواقف والتهجم الذي يصدر عن بعض الفئات في لبنان، والبدء في بحث الأمور بهدوء لوضع آليات إيجابية تخفف من الاحتقان للعودة بالعلاقات مجدداً إلى بر الأمان والى ما كانت عليه من وئام وتكامل»، لافتاً إلى أن أغلب اللبنانيين يرفضون التطرف، ومستبعدا أخذ اللبنانيين في الإمارات بذنب أي طرف لبناني لا يحترم الأنظمة والقوانين ووضع الجميع في نفس الكفة. وشدد الصالح على ضرورة إظهار الحكومة اللبنانية الطرف الشاذ الذي لا يمثل الأغلبية، وقال «يجب التعامل معه من هذا المنطلق، فهو لا يمثل إلا نفسه، ولا ناقة ولا جمل لبقية اللبنانيين بتصريحاتهم، ويجب عزل هذا الطرف وعدم التعامل معه». وأكد ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، لأنه عنصر الأمان الأساسي الذي بمقدوره الحفاظ على علاقات لبنان مع أشقائه ويمنع التوترات، لأن عدم وجود رئيس يؤثر على لغة التخاطب وما نشهده من تأزم». وشدد على أن الوجود اللبناني في دول الخليج هو وجود للبنانيين بين أهلهم، ويعيشون بكامل كرامتهم وحقوقهم، ويعتبرون انتماءهم ووفاءهم لهذه الدول ضرورة لإبقاء العلاقات قائمة على أحسن حال، ويجب الضغط على الطرف اللبناني الذي يتصرف بطريقة خاطئة من خلال لجمه، وعزله إعلاميا وسياسياً، ومنعه من متابعة هذا النهج المسيء، والأخذ بعين الاعتبار أهمية إعلاء مصلحة لبنان العليا، لأن دستور لبنان ينص أنه دولة عربية مع الإجماع العربي.?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©