قد يكون طريفاً ونحن نتناول الأمراض التي تنتقل من القطط والكلاب إلى الإنسان، أن نتوقف عند بعض الطرائف عن أكثر أنواع الحيوانات ألفة.
? عندما تدخل القطة إلى مكان مزدحم بالناس فإنهم قد يسارعون بالاهتمام بها، ومداعبتها، أويتكلمون معها و يحاولون جذب اهتمامها، لكنها دائما تشعر بذلك الشخص الخائف منها والذي يشعر بعدم الراحة عند رؤيتها، وبحاسة غريبة تستشعر القطة أو القط ذلك، وتتعمد التقرب منه لأنها تشعر إلى جانبه بالأمان، لأنه لن يضايقها مثلما يفعل الآخرون دائماً، بل إنه سيتجنبها قدر الإمكان مهما فعلت، أو لعلها تنجح في كسب وده وثقته!.
? بالأمس القريب قضت محكمة مصرية لشؤون الأسرة بتطليق زوجة لأن زوجها اعتاد تربية بعض الحيوانات كالقطط والكلاب في منزل الزوجية، مما أصابها بضرر بالغ نتيجة حساسيتها الشديدة من مخالطتها هي وأطفالها مثل تلك الحيوانات وإصابتهم بأمراض معدية. وأخذت المحكمة بوقوع الضرر الذي يعد إساءة من الزوج لزوجته، بما لا يستطاع معه دوام العشرة، مما أباح لها طلب التطليق للضرر.
? من ملامح الإعجاز في السنة النبوية الشريفة، أن خصت الكلاب دون القطط بنقضها للطهارة، فما الفرق بين الكلب والقط؟
الحديث الشريف الذي رواه أبي هريرة، يقول: قال رسول الله- صلى الله عليه و سلم-: “طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرّات إحداهنّ بالتراب”. فقد ثبت أن الكلب يحمل الكثير من الأمراض المعدية بما يقارب خمسين مرضاً طفيلياً، وجلده يختزن ملايين الجراثيم الفتّاكة، وينقل معظم الأمراض بواسطة لعابه، وهو ما أكدته البحوث الطبية والبيطرية، وأن هذه الجراثيم لا يمكن القضاء عليها إلاّ بالتراب.
الغريب أن العلم الحديث يؤكد أن فيروس الكلب دقيق متناهٍ في الصغر، وكلما كان صغيراً زادت فعالية سطحه للتعلق بجدار الإناء والتصاقه به، ولعاب الكلب الذي يحتوي على الفيروس يكون على هيئة شريط لعابي سائل، وتأثير التراب هنا يتمثل في امتصاص الميكروب- بالالتصاق السطحي - من الإناء على سطح دقائقه. كما ثبت علميا أن التراب يحتوي على مادتين قاتلتين للجراثيم، هما “تتراكسلين”و”التتاراليت” ذات الفاعلية الكبيرة في عمليات التعقيم ضد كثير من الجراثيم.
? أمام إعجاز الخالق سبحانه وتعالى، قد يتساءل البعض: لماذا تحرص القطط على دفن برازها بعد قضاء حاجتها دون سائر الحيوانات الأخرى؟
الدراسات الطبية والبيطرية وقفت عاجزة عن التفسير، عندما تيقن الباحثون من وجود طفيليات معينة في براز القطط، وإذا أكل حيوان آخر هذا البراز، ستنتقل الطفيليات إلى جسم هذا الحيوان، وعندما يذبح ويؤكل لحمه، سينتقل المرض بدوره إلى الإنسان فيصاب بالعمى.
سبحان الله الذي جَبل هذا الحيوان عل دفن برازه بالفطرة، دون أن يعلمه أحد، وحتى لا تأكله الحيوانات الأخرى، وكأنه يخلي مسؤوليته، لذا استثنى دون الكلب في قوله صلى الله عليه وسلم عن القطط، في حديث صحيح رواه البخاري ومسلم: “إنها ليست بنجس، إنها من الطوافين عليكم”. وسلامتك.
المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
عدد اليوم
