محمود الحضري (دبي)
أكد خبراء الفنادق بالسوق المحلية، ارتفاع أسعار الغرف خلال احتفالات الكريسماس ورأس السنة، حيث ستسجل أعلى مستوى خلال عام 2014، وتضاعفت الأسعار في الفترة من 24 ديسمبر وحتى نهاية الأسبوع الأول من يناير، وأكد مسؤولو الفنادق أن الأسعار تخضع لطلب السوق والمواسم، كما أن استراتيجية التشغيل تستند إلى تحقيق الفنادق الاستفادة من المواسم السياحية الرئيسية التي تشهد إقبالاً مرتفعاً، موضحين أن السعر الأقل سعر البيع لوكالات السياحة، يليه سعر البيع عبر الإنترنت.
وقال جيمس كوراتزوبولس مدير عام مجموعة فنادق إنتركونتيننتال دبي فستيفال سيتي: من الناحية الاستراتيجية، يحق للفنادق الاستفادة من المواسم السياحية الرئيسية التي تشهد إقبالاً مرتفعاً، وبالتالي تحديد أسعارها بما يتوافق مع هذه المواسم لتحقيق القدر المطلوب من الربح، كما تضع بعين الاعتبار الالتزام الصارم بأحكام وشروط التعاقد.
وأوضح: الإقبال القوي خلال المواسم السياحية الرئيسية يشكل فرصة لرفع أسعار التجزئة بما أن نسب الإشغال ترتفع، ونسبة توفر الغرف في الفنادق إجمالاً تنخفض، وبالطبع العكس صحيح أيضاً، ففي الفترات المنخفضة الإقبال تقوم الفنادق بخفض أسعارها ويتم تطبيق شروط أكثر مرونة لاستقطاب عدد أكبر من الضيوف لتحقيق مزيد من الإشغال.
وبين جيمس أن مجموعة فنادق انتركونتيننتال دبي فستيفال سيتي لا تعتمد فقط على النظام العالمي للتوزيع لرفع الطلب، بل لديها أيضاً إدارة حقيقية للواردات إلى جانب أدوات العمل المطلوبة، الأمر الذي يساهم في تحقيق واردات أعلى للغرفة المتاحة أو ما يسمى عالمياً بـ»إيرادات الغرفة المتوفرة». وأضاف: الفنادق تجد نفسها عرضة للخسارة في أي وقت، وهذا يعني أن كل يوم لا يبيع أي غرفة بأفضل سعر ممكن يعتبر خسارة، وضياع لفرصة الكسب لأصحاب الفنادق، وبالتالي لتحسين الإيرادات، نقوم بتحليل ديناميكيات العمل في السوق، وأنماط الطلب والأسعار المنافسة، بحيث نصبح قادرين على اتخاذ قرارات حاسمة ودقيقة في الوقت المناسب، فيما يخص سياسات التسعير والعوائد.
وأشار شريف الإبراشي مدير التسويق والمبيعات في فندق تماني مارينا دبي إلى أن العرض والطلب أهم معيار في تحديد سعر بيع الغرف، ونظراً لأن فترة الكريسماس ورأس السنة من أفضل وأعلى فترات الطلب، فإن السعر المتاح من منتصف الأسبوع الحالي وحتى الأسبوع الأول من يناير ترتفع الأسعار المتاحة الى ضعف قيمتها الحالية، في مؤشر على نمو الطلب، كما تسعى الفنادق لاستغلال الفرص للبيع بأفضل سعر وتعويض فترات الهبوط الكبيرة في الشهور الماضية.
ونوه إلى أن تراجع السياحة الروسية، وبعض دول الخليج، ومناطق أخرى حول العالم في الفترة الماضية، يدفع الفنادق لتحقيق أكبر استفادة ممكنة، خصوصاً أن الطلب على الفنادق خلال فترة أعياد السنة الجديدة مرتفع للغاية، ولا يمكن المرور دون الاستفادة منها.
ولفت إلى أن المطاعم في دبي التي لها اطلالة على مواقع احتفالات رأس السنة الجديدة، مثل برج خليفة والنخلة جميرا، ترفع أسعارها إلى أكثر من الضعفين، ربما ثلاثة أضعاف، وهو أمر طبيعي في موسم مثل هذا، منوهاً إلى أن السعر يتحدد حسب المنطقة والموقع، والمنافسين، كما نأخذ بعين الاعتبار الأسواق المنافسة.
من جهته قال محمد خوري، مدير عام سلسلة جولدن ساندز الشقق الفندقية: نتبع استراتيجية أفضل أسعار متوفرة التي نقدمها إلى ضيوفنا، وبالتأكيد تختلف وتخضع لطلب السوق والمواسم، وكما هو الحال في أي صناعة، تعتمد أسعار الغرف على الطلب، وبالتالي فإنها تزيد أو تنقص بناء على نسبة الحجوزات. وأضاف: عادة الدافع وراء الزيادة في أسعار الفائدة من قبل الضيوف، يعتمد على الخدمات والامتيازات المقدمة، ولضمان الحفاظ على ولاء الضيوف للمجموعة، نقدم العديد من برامج الولاء والعروض الخاصة والموسمية بالإضافة لتنظيم المعارض ودعوة منظمي الرحلات السياحية لتجربة خدماتنا بهدف استقطاب سوق سياحية جديدة.
وبين حبيب خان مدير عام فندق وسبا إريبيان كورت يارد، أن جميع فنادق الدولة لديها معدلات قياسية لهذا الموسم، لذلك تستند أسعار الغرف القياسية على الموسم، كما تقدم العروض الترويجية الخاصة وخصومات الحجز المبكر وخصومات على طول مدة الإقامة وأسعار تنافسية للنزلاء الذين يحجزون عن طريق الإنترنت. وقال: تغير الأسعار يستند إلى صيغة بسيطة وهي العرض والطلب، وتنحصر السنة في 30- 40 يوماً فقط، تحصل الفنادق خلالها على أقصى نسبة بسبب الطلب الكبير، بينما نحافظ بقية العام على تسعيرة ثابتة للسياح.
وأشار سمير أرورا مدير عام رمادا داون تاون دبي الى أن هذه الفترة تاريخياً تشهد معدل طلب قوياً في دبي بوجه عام، كما أن العوامل التحفيزية تعطي معدلات ارتفاع في الأسواق مما يساعد الفندق في تحقيق أعلى معدل أسعار.
من جانبه يرى موسى الحايك، مدير عام مركز ورزيدنس البستان، أن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع الأسعار خلال أشهر الذروة هي طلب السوق، ومن الجانب الآخر الفعاليات التي تستضيفها دبي، كما أن احتفالات رأس السنة موسم طلب، ومن المهم الاستفادة منه.
وأكد وائل البهي مدير عام هاوثورن للاجنحة الفندقية - ويندهام، أنه وخلال فترات السنة الجديدة عموماً يتم تجميد أي عروض أو خصومات ومتوسط سعر الغرفة يصل أقصاه سعر متاح، ويتم الارتفاع تدريجياً خصوصاً في نسبة الـ10% الأخيرة من الأشغال، والتي قد يصل إلى سعر مضاعف ثلاث مرات، كما أن هناك شروطاً في البيع، بالحجز لعدة ليالٍ وليس ليوم واحد.
ولفت خالد شارباصي، مدير عام فندق تلال ليوا، إلى أن الفندق يطبق سياسة أفضل أسعار للغرف المتوفرة، والتي تستند إلى معدل أسعار الغرف في عطلة نهاية الأسبوع وأيام الأسبوع والأحداث وعطلات الأعياد. وبين أن هذه الاستراتيجية هي في الأساس لإدارة الإيرادات، التي تعطي نتائج للفندق، لافتاً إلى أن الطلب على الغرف الفندقية في تحسن من المقيمين والزوار من دول مجلس التعاون الخليجي لاستقبال الموسم، ومن هنا السعر يتوقف على نسب الأشغال.
85% الحد الأدنى للإشغال
دبي (الاتحاد)
أفاد سمير أرورا المدير العام لرمادا داون تاون دبي بأن نسبة الإشغال المتوقعة خلال فترة السنة، ما يعادل 80% أو أكثر من ذلك، كما نتوقع أن تزداد نسبة المبيعات مع طلب قوي خلال بدايات السنة من هذا العام، حيث إننا نستهدف أسواقاً جديدة، حيث قمنا بإصدار العديد من العروض التكتيكية لجذب أنواع جديدة من السياح. وبين أن 60% من الحجوزات تمت من خلال الشركات عن طريق قنوات متعددة، أما باقي الـ 40% فتمت عن طريق شرائح السياحة الترفيهية.
والى ذلك، قال وائل البهي مدير عام هاوثورن للأجنحة الفندقية - ويندهام، إن متوسط الإشغال خلال الفترة بشكل عام لا يقل عن 85? باستثناء فترة ليلة رأس السنة الذي لم يكن كما كان متوقعا.
وأوضح أن هناك العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على معدلات سعر غرف، منها على سبيل المثال الزيادة في عدد الغرف، والذي توفر للسياح العديد من الخيارات، والفنادق الآن أكثر تنافسية. ونوه بأن سوق الدول الكومنولث المستقلة، وبسبب الوضع السياسي بين روسيا وأوكرانيا قد تأثر بشدة لهذا الموسم، والآن وجهات، مثل تركيا ومصر أصبحت جاذبة جدا، حيث تقدم أسعاراً مشجعة، مثل الفنادق وشركات الطيران.
دبي محور مهم لاستقطاب سياح العالم
دبي (الاتحاد)
أوضح «جيمس كوراتزوبولس» أن أسباب زيارة السياح الى الامارات كثيرة ومختلفة، ويجدون فيها الكثير من العروض الفندقية التي توفر لهم خيارات واسعة، وتعتبر دبي اليوم محوراً هاماً للمسافرين عبر كافة أنحاء العالم، ورغم آليات المنافسة في السوق لاستقطاب السياح، خصوصاً في ظل وجود وجهات أخرى أكثر تنافسية في السعر، محور مهم في الترويج.
ولفت الى أن دوائر وهيئات السياحة تبذل جهداً رائعاً في بناء سمعة دبي العالمية التي تستقطب سياحة العائلات والمؤتمرات والأعمال، ومما لا شك فيه بأن تسويق الفندق يلعب دوراً هاماً في التعريف بالفندق، واستقطاب الضيوف عبر منصات الاتصال المتعددة لتحفيز الطلب وكسب ولاء الضيوف، وبالطبع يلعب التسعير دوراً هاما في اقتراح التقييم إلى جانب التسعير الديناميكي الذي يعتبر ذراعاً ناجحة للغاية في التأثير على سلوك الشراء.
وبين انه وخلال السنة الماضية وعلى امتداد السنة القادمة تشهد دبي زيادة ملحوظة في المعروض الفندقي، متوقعا بأن هذا الأمر سيشكل ضغطاً على الأسعار، في الوقت الذي تتنافس فيه الفنادق على النمو وزيادة الحصة الربحية.
وأوضح حبيب خان أن دبي تشتهر بكونها وجهة سياحية فريدة وأيضا رائدة في مجال دعم صناعة السياحة من خلال الترويج للإمارة بقنوات مختلفة والتي تساعدنا في المحافظة على الأعمال التجارية في الفندق. واحدة من أهم العوامل أيضاً هو الطيران والمطارات، سواء طيران الإمارات او الاتحاد للطيران كلهما يقومان بعمل رائع جنبا إلى جانب تسهيل وتشجيع المسافرين.
عدد اليوم
