الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الصراع في جوبا.. عام ثالث وأفق مسدود

18 ديسمبر 2015 00:11
الخرطوم (شينخوا) دخل الصراع المسلح في جنوب السودان عامه الثالث أول من أمس، من دون أن تلوح في الأفق بوادر حل سياسي، يؤدى إلى استقرار أحدث دولة في العالم. واستعصى النزاع الذي اندلع في الخامس عشر من ديسمبر العام 2013 على كل محاولات التسوية سواءً داخليا أو إقليميا أو حتى دولياً، وفشلت سبع اتفاقيات في أن تسكت طبول الحرب التي اتخذت بعداً عرقياً، وأسفرت عن مقتل آلاف المدنيين، وتهجير الملايين إلى بلدان مجاورة. وانزلقت دولة جنوب السودان في أتون حرب أهلية منذ ذلك الحين، بعد أن اندلعت مواجهات بين الجيش الحكومي ومنشقين عنه يدينون بالولاء لرياك مشار النائب السابق لرئيس البلاد سلفاكير ميارديت. واتهم سلفا كير نائبه السابق بمحاولة الانقلاب عليه، وهو ما أثار موجة من أعمال العنف، امتدت من العاصمة جوبا إلى أنحاء البلاد كافة. وخلال دوامة العنف، ارتكب طرفا النزاع، وفقاً لمنظمات دولية وإقليمية، انتهاكات واسعة النطاق، بدءاً بتجنيد الأطفال ومروراً بالاعتداء على النساء، وانتهاءً بالقتل على أساس عرقى، وهو ما دفع مجلس الأمن الدولي إلى إصدار عقوبات بحق قادة في معسكري الحرب بجنوب السودان. ووفقاً لتقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، يوجد ما بين 15 إلى 16 ألف طفل، ربما استخدمتهم القوات والجماعات المسلحة في الصراع المستمر هناك. وتشير تقارير حقوقية إلى أن «16 ألف طفل انضموا إلى الجماعات المسلحة منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل عامين، وتم تجنيدهم قسراً، وفى كثير من الأحيان تحت تهديد السلاح». وأضافت التقارير: «إن 15 من القادة العسكريين المتحاربين في جنوب السودان يجندون الأطفال لكل من الجيش الحكومي وقوات الحركة الشعبية في المعارضة». وكان تقرير للأمم المتحدة قد صدر في 30 يونيو الماضي، اتهم جيش جنوب السودان ومليشيات تابعة له بارتكاب حوادث اعتداء على نساء وفتيات، وإحراقهن وهن على قيد الحياة، فضلًا عن عمليات نهب وتدمير وخطف. وأشار محققو بعثة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان إلى وجود «انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان»، ومن بينها عمليات تعذيب. واستند تقرير البعثة على شهادات 115 ضحية وشاهد عيان من ولاية الوحدة الشمالية التي شهدت أعنف المعارك في الحرب الأهلية المستعرة منذ ديسمبر من العام 2013. واتخذ الصراع بين حكومة جنوب السودان وحركة التمرد منذ البداية منحى عرقياً، إذ احتمى زعيم المتمردين رياك مشار بقبيلته النوير، بينما انحازت قبيلة الدينكا للرئيس سلفاكير ميارديت المنتمي لها. وقال وليم دينق الكاتب والمحلل السياسي من جنوب السودان، «إن استمرار الحرب ودخولها العام الثالث أمر مؤسف، يؤشر إلى فشل النخبة السياسية في الحكومة والمعارضة في معالجة أسباب الأزمة». وأضاف: «لم تفلح جهود السلام في إنهاء معاناة شعب جنوب السودان، ومن الواضح أن الطرفين المتنازعين لا يمتلكان أي إرادة سياسية تمكنهما من تجاوز خلافاتهما، وإيقاف القتال الذي دمر كل شيء في جنوب السودان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©