الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تونس والجزائر نحو جبهة موحدة في مواجهة الإرهاب

تونس والجزائر نحو جبهة موحدة في مواجهة الإرهاب
22 مارس 2016 10:36
عواصم (الاتحاد، وكالات) أعلنت السلطات التونسية أمس مقتل إرهابي متحصن في منزله في منطقة الصياح في مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا، بعد معارك عنيفة استمرت ساعات، أسفرت أيضا عن وقوع 11 جريحا في صفوف قوات الأمن والشرطة وضبط أسلحة وذخائر، وذلك بالتزامن مع تمكن الحرس الوطني بالتعاون مع الأهالي من القبض على ثلاثة عناصر بايعوا تنظيم «داعش» في منطقة رمادة في ولاية تطاوين جنوب شرق تونس. وعلى خط موازٍ، قتل الجيش الجزائري ستة إرهابيين خلال عملية أمنية واسعة في منطقة الواد القريبة من الحدود التونسية، أسفرت أيضا عن مصادرة أسلحة وذخائر، وذلك وسط تأكيد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عزم بلاده على توحيد جهودها مع تونس من أجل مواجهة خطر الإرهاب الذي يحدق بأمن واستقرار المنطقة. وأكدت وزارتا الداخلية والدفاع التونسيتان في بيان مشترك أن «وحدات أمنية وعسكرية حاصرت أمس الأول منزلاً يتحصن فيه عنصر إرهابي في منطقة الصياح في ضواحي مدينة بن قردان. وانتهت العملية بمقتل العنصر الإرهابي وحجز سلاح كلاشنيكوف وذخيرة ورمانات يدوية». وأشار البيان إلى إصابة ثلاثة عسكريين وعنصر في الحرس الوطني وستة شرطيين ومدني في العملية، موضحاً أن الإصابات ليست خطيرة. وقال المصدر الأمني: «إن العملية كانت تستهدف شخصاً يشتبه في أنه قتل مسؤولاً في قوات الأمن في هجمات مطلع الشهر في بن قردان». وكانت المعارك على قدر خاص من العنف خلال هذه العملية الأخيرة حسب المصدر وشهود، إذ استخدم المتطرف المتحصن أسلحة ثقيلة. وفي السابع من الشهر الحالي، نفذ عشرات الإرهابيين هجمات متزامنة على ثكنة الجيش ومديريتي الدرك والشرطة في بن قردان، وحاولوا إقامة «إمارة داعشية» في المدينة، حسب ما أعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد. وقتل 51 إرهابياً و13 عنصراً وسبعة مدنيين في المواجهات التي حصلت يوم الهجوم ثم في عمليات تعقب للمهاجمين خلال الأيام التالية. وبحث الرئيس الباجي قائد السبسي أمس «الوضع الأمني في بن قردان» مع رئيس الوزراء الحبيب الصيد، ومتابعة إجراءات وقرارات الحكومة التي وقع اتخاذها في علاقة بالجوانب الأمنية والتنموية» في المنطقة. وذكر تقرير إخباري أن أعوان الحرس الوطني في منطقة رمادة في ولاية تطاوين في جنوب شرق تونس، تمكنوا بالتعاون مع الأهالي من القبض على ثلاثة عناصر بايعوا تنظيم «داعش» الإرهابي. ونقل الموقع الإلكتروني لإذاعة «موزاييك» عن مصدر أمني قوله: «إن اثنين من الموقوفين طلبة في مرحلتهم الأخيرة من الدراسة والثالث عامل». وذكرت «موزاييك» أن من المقرر إحالة الثلاثة إلى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، فيما تتواصل عمليات التمشيط التي أسفرت حتى الآن عن إيقاف 11 شخصاً». إلى ذلك، تمكنت مفرزة للجيش الوطني الشعبي الجزائري أمس في الوادي شمال شرق البلاد من القضاء على ستة إرهابيين، واسترجاع كمية معتبرة من الأسلحة والذخيرة، حسب حصيلة أولية أوردتها وزارة الدفاع الوطني. وأوضحت الوزارة أن «في إطار محاربة الإرهاب، وتبعاً للعملية التي باشرتها مفرزة للجيش الوطني الشعبي، فإن الحصيلة تتمثل في القضاء على ستة إرهابيين، واسترجاع ثمانية مسدسات رشاشة من نوع كلاشينكوف، وثلاث بنادق رشاشة إف إم بي كيه، ومسدسين آليين، وعشر قنابل يدوية، وحزام ناسف، وكمية مهمة من الذخيرة من مختلف العيارات (3485 طلقة)، و46 مخزن ذخيرة، وأربع وسائل اتصال، وست نظارات ميدان، ومركبتين رباعيتي الدفع». كان الجيش الجزائري قد أطلق عملية واسعة يشارك فيها أكثر من 2500 عسكري مدعومين بمروحيات وقوات خاصة، لتعقب مجموعة إرهابية هاجمت فجر الجمعة الماضي منشأة غازية في منطقة الخريشبة جنوب الجزائر. وأكدت صحيفة «الخبر» الجزائرية في عددها الصادر أمس، أن هذه العملية التي أمر بها نائب وزير الدفاع قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، تعد العملية الأهم في جنوب البلاد منذ شهر مايو 2015، بسبب ضخامة تعداد القوات المشاركة وتجنيد قوات جوية كبيرة. وقال مصدر أمني: «إن العملية تتم حالياً في إقليم ثلاث ولايات جنوبية، هي أدرار وغرداية وتمنراست، وأن هدفها يتمثل أولاً في منع الإرهابيين من الانسحاب إلى معاقلهم في شمال مالي، وثانياً القضاء عليهم أو اعتقالهم مثلما جاء في توجيه عسكري أمر به قائد أركان الجيش. وأوضح المصدر ذاته أن طبيعة الأرض جعلت تعقب الإرهابيين صعباً، لأنهم انسحبوا على مسافة طويلة في منطقة صخرية «بلاتو تادمايت»، وهي الهضبة الصخرية الموجودة شمالي منطقة عين صالح. وقالت شركة «بي.بي»: إنها ستسحب جميع موظفيها من محطتي عين صالح وإن ميناس للغاز في الجزائر خلال الأسبوعين المقبلين، وذلك بعد هجوم وقع يوم الجمعة. وأعلنت شركة النفط والغاز النرويجية شتات أويل التي تشغل المنشأتين مع بي.بي عن خطط لتخفيض عدد موظفيها بعد الهجوم. وقالت الشركة البريطانية في بيان: «قررت بي.بي إجراء نقل مؤقت على مراحل لجميع أفراد طاقمها في مشروعي عين صالح وإن أميناس في الجزائر خلال الأسبوعين المقبلين». وجدد الرئيس الجزائري عزم بلاده على توحيد جهودها مع تونس من «أجل مواجهة خطر الإرهاب الذي يحدق بأمن واستقرار المنطقة». وقال بوتفليقة في برقية تهنئة بعث بها إلى نظيره التونسي، الباجي قايد السبسي، بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال بلاده: «لا يفوتني أن أؤكد لكم من جديد، عزمنا الراسخ على توحيد جهودنا من أجل مواجهة خطر الإرهاب المحدق بنا الذي يستهدف أمن واستقرار منطقتنا، وتعزيز تعاوننا في الميادين كافة للارتقاء به إلى أفق أسمى، بما يستجيب لتطلعات وطموحات شعبينا الشقيقين إلى النماء والازدهار».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©