السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سلطان بن زايد التراثي 2014» بانوراما حية تعرض أساليب حياة الأجداد

«سلطان بن زايد التراثي 2014» بانوراما حية تعرض أساليب حياة الأجداد
7 فبراير 2014 12:15
يواصل مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2014 عرض أشكال وفنون التراث الإماراتي مصحوباً بإقبال جماهيري لافت، عكس نجاح إدارة المهرجان في تحقيق أكبر قدر من التفاعل والتواصل مع جمهور المواطنين والمقيمين المهتمين بمطالعة أساليب حياة أهل الإمارات في الزمن القديم، عبر بانوراما حية تمثل خير شاهد على مجموعة القيم والأفكار والمظاهر الاجتماعية، التي سادت المجتمع الإماراتي على مدى مئات السنين. أحمد السعداوي (أبوظبي) - احتضنت مدينة سويحان بموقعها المتميز والقريب من المدن الرئيسية الثلاث في الدولة أبوظبي، والعين ودبي، فعاليات المهرجان منذ الأحد الماضي، واجتذبت أعداداً كبيرة من الزائرين من المراحل العمرية والعائلات كافة، بما وفرته من أجواء احتفالية وترحيبية باهرة، وتنوعت الاحتفالات التي جعلت من المهرجان الذي ينتهي يوم الخامس عشر من فبراير الحالي، عيداً تراثياً بامتياز ينتظره الجميع من عام إلى آخر، ويعدون له العدة للمشاركة فيه سواء كعارضين ومساهمين في فعالياته، أو زائرين يسعون إلى الإبحار في عوالم التراث الغنية، ولم تقتصر هذه المشاركة على الأفراد، بل امتدت إلى المؤسسات والهيئات المجتمعية والحكومية المختلفة، إيماناً منها بأهمية التواصل مع البيئة المحيطة بكافة مكوناتها. هدف واحد تنوعت الإسهامات المجتمعية غير أنها اتفقت على هدف واحد، وهو إنجاح المهرجان وتقديم ألوان الفن التراثي في قالب مبهج وجذاب، ومن هذه الهيئات إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية في أبوظبي، من خلال عرض منتجات النزلاء، وطرح ما أنجزوه خلال عملهم في الورش التأهيلية التابعة للقيادة العامة لشرطة أبوظبي، ومنها ورش الخياطة وميكانيكا السيارات وتصنيع أرقام السيارات والورشة التقنية، وورش المشغولات اليدوية المختلفة، بالإضافة إلى ورش النجارة. ويقول فهد عبدالله آل علي، مسؤول الجناح، إن مشغولات الأخشاب التي تمت في ورشة النجارة كان لها نصيب الأسد بين المعروضات، وارتبطت جميعاً بالتصميمات التراثية، مشيراً إلى أن الدافع من وراء المشاركة، هو الإسهام في نجاح هذا الحدث الإماراتي الكبير، بعيداً عن الأغراض التجارية وبيع منتجات النزلاء، والتعريف بتحول النزيل إلى شخص مفيد ونافع لنفسه ومجتمعه، وقدرته على تغيير نفسه من حال إلى آخر، حيث يمنح شهادة بعد إنهائه للدورات التدريبية، تتيح له إكمال الدراسة الجامعية في التخصص نفسه، كإنسان اعتيادي ويعمل كأي مواطن في سوق العمل. مشغولات ويبين أن المعروضات اشتملت على أنواع مختلفة من المندوس، بالإضافة إلى مشغولات أخرى تم إنجازها في ورشة النجارة، بجانب أشكال طاولات لأغراض مختلفة، بتصاميم متنوعة، منها المستطيلة، والملكية الدائرية، والملكية المستطيلة، وثُمانية، وثُمانية مميزة، وتراثية، وطاولة الفوالة، وطاولة العطور، بالإضافة إلى أشكال من حصالات الأطفال، وعربات الترولي والسلال، والكوار، والمباخر، ومباخر الملابس، والدلال مختلفة الأحجام. ونظراً لارتباط التمر بالتراث والموروث الحياتي والشعبي الإماراتي، كان التمر حاضراً بقوة ضمن فعاليات المهرجان من خلال شركة الفوعة للتمور، التي تسعى إلى جعل التمور جزءاً من الحياة اليومية، حيث ساهمت الشركة بجناح متميز احتل يمين مسرح الأنشطة داخل الخيمة الكبرى التي زينت ساحة المهرجان، وعملت من خلاله على توصيل رسالة تؤكد مكانة دولة الإمارات كمركز للابتكار، من خلال طرح مجموعة من أحدث منتجات الشركة تعكس قدرتها على الابتكار والتطوير في هذا المجال العربي الخالص، والذي ينظر إليه العالم باعتباره أحد مفردات البيئة العربية التي تمنحها تميزاً عن سائر مناطق العالم. ومن خلال المساهمة في مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2014، تحرص الفوعة على التعريف بقيمة العادات الغذائية القديمة، والتي أثبتت الأبحاث عبرها فوائد التمور إلى جانب مذاقها الطيب، حيث تتوافر التمور بأشكال جيدة ومبتكرة بطريقة تتماشى مع الحياة العصرية، وتؤدي إلى تحسين أنماط حياة الناس من خلال توفير التمور المبتكرة ذات القيمة الغذائية والفوائد الصحية. ضيوف الدولة الشرطة السياحية التابعة للقيادة العامة لشرطة أبوظبي، بصفتها إحدى الجهات دائمة الحضور في الفعاليات المختلفة التي تشهدها الدولة، خاصة التراثية، لقدرتها على تحقيق إقبال كبير من الجمهور من الجنسيات كافة إلى جانب أبناء الإمارات، شغل جناحها مدخل الخيمة التراثية الكبرى، فكان أول ما تقع عليه عين الزائر، فيسعى إلى هناك للتعرف على الخدمات التي يطرحها خلال المهرجان. ويقول الملازم محمد علي العفاري مشرف الجناح، إنّ الشرطة السياحية بأبوظبي، تستفيد من هذه المهرجانات كونها تدرك قيمة الحضور، خاصة من الأجانب ووفقاً لتوجيهات رئيس قسم الشرطة السياحية، المقدم مزيد فهد العتيبي بضرورة التواصل مع الجمهور واغتنام الفعاليات المختلفة التي تقام في أبوظبي، من أجل تحقيق التواصل الفعال مع الجمهور، وتوصيل رسائل وأهداف الشرطة السياحية بالعمل على تطوير السياحة وخدمة ضيوف الدولة، الذين يسعدون بزيارة الأحداث والفعاليات الناجحة ذات السمات الإماراتية الخالصة مثل مهرجان سلطان بن زايد التراثي، الذي يحقق تطوراً ملموساً عاماً بعد عام، حتى صار واحداً من أبرز الكرنفالات التراثية في المنطقة. ويورد العفاري، أنه من خلال المشاركة يتم توزيع كتيبات تعريفية ومنشورات توعوية، على الزائرين، تعرفهم بدور الشرطة السياحية وكيفية التواصل معها، والمقاصد السياحية والفنادق وغيرها من الخدمات التي يحتاجها ضيوف أبوظبي، مشيداً بفكرة تكاتف الجهات المختلفة في المهرجان والتي تشدد على نشر رسالة سامية، وهي المحافظة على التراث الوطني الذي خلده لنا مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وغرس قيم الوفاء والولاء للدولة والقيادة الرشيدة. المطبخ الإماراتي أما المؤسسة الأولى في الدولة الراعية للتراث، نادي تراث الإمارات، وبصفته منظم المهرجان، فقد كان الأكثر تمثيلاً في كل فعاليات الكرنفال التراثي عبر العديد من منتسبيه خاصة النساء، ومنهن الوالدة عائشة محمد سعيد النعيمي، التي دأبت منذ عشر سنوات حين التحقت بالنادي، على تقديم أطايب الطعام الإماراتي لضيوف المناشط التراثية المختلفة التي ينظمها طوال العام، حيث برعت في صناعة اللقيمات والحلوى وغيرهما من المذاقات الشهية للمطبخ الشعبي الإماراتي، ويقبل عليها الجمهور في حب، شغوفين بالتعرف على هذا اللون المميز من الأطعمة الإماراتية، فضلاً عن إتقانها الأشغال اليدوية مثل التلي والزرد المستخدمين في صناعة ملابس الصغار والكبار، وكذلك صناعة البرقع المعروفة به المرأة الإماراتية. وتؤكد النعيمي، شعورها بالفخر والاستئناس برؤيتها للناس تقبل على الطعام الإماراتي، ويفرحون بالمعاملة الكريمة من أهل الإمارات، وهذا وضع طبيعي أرساه فينا الوالد زايد رحمه الله. وتشير إلى أنها تعمل على نقل الأساليب التي عاش عليها أهل الإمارات منذ الزمن القديم إلى أبنائها وبناتها، حيث تتقن بناتها إعداد جميع الأكلات الشعبية والمشغولات اليدوية التراثية، وهن يستخدمنها في حياتهن العادية وليس في المناسبات فقط، كما أنها تقدم بعض أنواع الأطعمة الإماراتية «بالعافية»، بحسب قولها، كهدايا حين يطلب منها ذلك، حباً في المطبخ الإماراتي. عروس المطبخ عن اللقيمات، التي تعتبر عروس المطبخ الإماراتي لشهرتها الواسعة وكونها المقصد الأول لمتذوقي الأكلات الشعبية الإماراتية، تحدثنا الوالدة عائشة محمد سعيد النعيمي بقولها، إن صنع اللقيمات يحتاج إلى طحين، سكر، خميرة، ملح، وزعفران، ويخلط كل ذلك بماء دافئ ويتم إبقاء العجين مدة ساعتين قبل وضعه في الزيت المغلي مدة ربع ساعة تقريباً قبل التقديم إلى الضيوف. أشكال المندوس يقول فهد عبدالله آل علي، مسؤول جناح إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية التابعة لشرطة أبوظبي، إن المعروضات اشتملت على أنواع مختلفة من المندوس، (وهو صندوق خشبي جميل الشكل كان يستخدم لدى أهل الإمارات في الزمن القديم لوضع أمتعتهم فيه)، ومن أشكاله الدائري بأحجامه المختلفة، وتصاميم أخرى مبتكرة مثل المندوس على شكل زهرة وآخر على شكل قلب، وحاز إعجاب عدد كبير من الزوار الذين أبهرتهم دقة الصنع وتناسق التركيبات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©