الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قمة بروكسل تبحث أزمة اللجوء والإرهاب ومستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي

قمة بروكسل تبحث أزمة اللجوء والإرهاب ومستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي
18 ديسمبر 2015 01:17
بروكسل (وكالات) عقد قادة أوروبا أمس في بروكسل قمة سعيا إلى رص الصفوف في مواجهة أزمة الهجرة غير المسبوقة وخطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اللذين يطرحان تحديين يهددان وحدة القارة أكثر من أي وقت مضى وذلك بعد إعلان رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن «علينا أن نتحرك معا، وبسرعة» لاحتواء تدفق المهاجرين داعياً إلى الالتفاف حول اقتراحه تشكيل قوة أوروبية من حرس الحدود. وينص المشروع الذي تصفه المفوضية «بالجريء» على إمكانية التدخل في أي دولة تتخلف عن ضبط حدود خارجية للاتحاد الأوروبي ولو كانت تمانع ذلك، ما يثير مخاوف دول على غرار اليونان تخشى التخلي عن سيادتها لمصلحة «تكنوقراط». وقال يونكر «قدمنا الآن اقتراحا وإنني واثق من أننا سنتوصل إلى اتفاق مبدئي .. يجب حماية حدودنا الخارجية من أجل انقاذ حرية التنقل داخل فضاء شنجن التي تشكل ركيزة التكامل الأوروبي. لكن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه التحرك بمفرده». وقبل انعقاد المجلس الأوروبي وسط اجراءات أمنية مشددة، جرت «قمة مصغرة» جمعت في جلسة مغلقة 11 دولة من الاتحاد الأوروبي وتركيا برئاسة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل. وهذه الدول الـ11 التي توصف بدول «الإرادة الطيبة» مستعدة لدرس سبل تخفيف الضغط عن تركيا من خلال الموافقة على استقبال عدد من اللاجئين العراقيين والسوريين الموجودين على أراضيها، إذا تعهدت انقرة ضمان مراقبة حدودها مع الاتحاد بشكل صارم. وتضاف هذه الخطوة الى مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات يورو وعد الاتحاد الأوروبي بتقديمها الى انقرة، إضافة إلى وعد بـ«إحياء» مفاوضات انضمامها الى الاتحاد. وأفاد تقرير صادر عن رئاسة الاتحاد ان عدد المهاجرين الذين يقومون يوميا بالرحلة المحفوفة بالمخاطر بين تركيا واليونان لم يتراجع سوى بشكل «طفيف» في ديسمبر بالمقارنة مع نوفمبر، على الرغم من خطة عمل وقعتها بروكسل وانقرة في نهاية نوفمبر. وكانت ميركل حذرت أمس الأول من العودة الى الحلول «الوطنية» في مواجهة موجات اللاجئين، ودعت الى توزيعهم بين الدول الاعضاء «بشكل ملزم» محذرة من أن «إغلاق الحدود في القرن الحادي والعشرين ليس خيارا منطقيا». وتأتي تصريحات ميركل بينما تعارض دول في أوروبا الشرقية بينها المجر وسلوفاكيا وبولندا إعادة توزيع اللاجئين في الاتحاد الأوروبي بعد وصولهم إلى اليونان وإيطاليا. وهذه التحفظات هي التي تجعل خطة إعادة التوزيع هذه التي أقرت قبل أشهر تسير ببطء شديد واقتصرت حتى الآن على «إعادة توزيع» حوالى مئتي لاجئ فقط من أصل 160 ألفا تشملهم الخطة. والواقع أن الدول الأعضاء تتأخر في الابلاغ عن أماكن الاستقبال المتوافرة بينما تعترض صعوبات كثيرة العمل على إقامة 11 مركز تسجيل في إيطاليا واليونان. ومن غير المتوقع تبني أي قرار في هذه الملفات كما في النقاط الاخرى التي سيتم بحثها مثل احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد ومكافحة الإرهاب والسوق الداخلية والاتحاد الاقتصادي والمصرفي. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يتعرض لضغوط من قبل المشككين في الوحدة الأوروبية، وعد بتنظيم استفتاء حول بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد قبل نهائية 2017. وسيسعى خلال الاجتماع الى إعطاء دفع حاسم للاصلاحات التي يطالب شركاءه بإجرائها. وقال كاميرون لدى وصوله الى بروكسل أمس «سأُناضل من أجل بريطانيا طوال الليل واعتقد أننا سنحصل على اتفاق جيد» وهو يطالب باجراءات لإبطاء الهجرة القادمة من الاتحاد الاوروبي وخصوصا من أوروبا الشرقية ومن بينها حرمان المواطنين الأوروبيين من المساعدات الاجتماعية خلال السنوات الأربع الاولى من اقامتهم على الأراضي البريطانية. ويشعر العديد من القادة الاوروبيين بالاستياء من هذا الطلب الذي يعتبرونه تمييزيا. وقال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك إنه ليس هناك اي موضوع تمنع مناقشته خلال المفاوضات مع بريطانيا لكن ميركل حذرت من ان المانيا «لن تتخلى عن المكتسبات الاساسية للتكامل الأوروبي». واخيرا وفي اوروبا التي هزتها اعتداءات باريس، سيحرص قادة الدول ال28 الاعضاء في الاتحاد على تشجيع تطبيق اجراءات تقررت اصلا لتكثيف مكافحة الارهاب وتجفيف مصادر تمويله. ومع اقتراب 2016، تختتم هذه القمة الثالثة عشرة خلال العام الجاري سنة شهدت فيها القارة هزات كبرى من الازمة اليونانية الى النزاع في اوكرانيا مرورا بصعود التيار الشعبوي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©