الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القوات الجوية الأميركية··· والصفقة الفرنسية

القوات الجوية الأميركية··· والصفقة الفرنسية
10 مارس 2008 01:45
تعتزم ''القوات الجوية'' الأميركية الحصول على نسخة جديدة من الطائرات الصهاريج التي تزود المقاتلات بالوقود أثناء التحليق، ولهذا الغرض، قامت باختيار شركة فرنسية لمدها بـ179 طائرة من هذا النوع، ولكن الكثيرين في الكونجرس يريدون اليوم إعادة إجراء المناقصة· فالصفقة ليست صغيرة أو تافهة، إذ تبلغ قيمتها نحو 135 مليار دولار، فهي واحدة من أكبر صفقات البنتاجون على الإطلاق، بيد أنه مع تراجع الاقتصاد الأميركي -في وقت مازالت فيه المعارضة الفرنسية القوية لسياسة الولايات المتحدة في العراق طرية في الذاكرة- يتساءل عدد من المشرعين الأميركيين بخصوص أسباب عدم فوز شركة ''بوينج'' الأميركية في عملية المناقصة؟ وفي هـــذا الإطار، عبر البعض عن قلقهم من أن تكون ''القوات الجوية'' قد انحازت ضد ''بوينج'' بسبب فضيحة سابقة تتعلق بطائرة التزويد بالوقود في الجو، في حين ندد آخرون بفقـــدان الوظائــــف في الداخل· من الواضح أن ''القوات الجوية''، بمنحها الصفقة الأسبوع الماضي لائتلاف يضم شركة ''نورثروب جرومان كورب، وشركة ''إيدز'' -الشركة الفرنسية المالكة لـ''إيرباص''- فاجأت الكثيرين -لاسيما أن ''بوينج'' كانت تعد الأوفر حظا للفوز بالصفقة- وهو ما دفع البعض إلى التلميح إلى أن ''القوات الجوية'' ربما عمدت إلى تغيير القواعد في منتصف الطريق أو أنها قامت بكل بساطة بالاختيار غير الصائب، في هذا السياق، قالت السيناتورة الديمقراطية ''باتي موري'': ''إننا نعاني منذ مدة من نزيف الوظائف ورحيلها إلى البلدان الأجنبية، ولذلك، فلا أفهم لماذا، تقرر حكومتنا أخذ 44 ألف وظيفة أميركية -وجميعها وظائف جيدة- ومنحها للأوربيين''، مضيفة قولها: ''بدلا من تأمين الاقتصاد الأميركي وجيشنا -بينما نحن في حالة الحرب- اخترنا خلق مخطط لتنشيط الاقتصاد الأوروبي''· غير أن مسؤولي البنتاجون يلفتون إلى أن شركة ''إيدز'' التي يوجد مقرها في باريس، ليست سوى متعاقد فرعي مع شركة ''نورثروب'' التي يوجد مقرها في ''لوس أنجلوس''، وتعد المتعاقد الرئيسي، كما يشيرون إلى أن قيمة مجموع الصفقات التي منحها البنتاجون خلال السنة المالية 2006 لموردين أجانب، لم تتعد 1,9 مليار دولار، أي أقل من 1 في المائة من قيمة جميع عقود الدفاع، والواقع أن الكونجرس لا يستطيع تغيير القرار، الذي يقول عنه مسؤولو ''القوات الجوية'' إنه احترم كل القوانين واللوائح المعمول بها، غير أنه يملك السيطرة على الدعم المالي لميزانية ''القوات الجوية'' ويستطيع بالفعل إغلاق البرنامج، وهو ما سيترك ''القوات الجوية'' -التي تقول إنها يجب أن تشرع في استبدال طائرات التزويد بالوقود في الجو ''التي تعود لعهد إيزنهاور''- في وضع صعب وحرج· خلال جلسة استماع في مجلس النواب في الخامس من هذا الشهر، قالت ''سو بيتون'' -رئيسة قسم المشتريات في القوات الجوية-: ''من الأهمية بمكان، التقدم بهذا البرنامج إلى الأمام''، يذكر هنا أن ''الصهاريج الجوية'' تتيح للقوات الجوية إمكانية التزود بالوقود أثناء التحليق في الجو -وهي ميزة بالغة الأهمية-، غير أن المشرعين، ومنهم النائب الديمقراطي ''جون مورثا'' والعضو في لجنة المخصصات- عبر عن رغبة في إدخال تعديلات على ميزانية القوات الجوية، وإن لم يكن راضيا تماما عن تفسيرات سلاح الجو لدواعي القرار· الجدير بالذكر أن لاقتناء طائرات التزويد بالوقود أثناء التحليق تاريخا مرا· ففي 2003 عرقل السيناتور جون ماكين (الجمهوري) عن أريزونا صفقة للقوات الجوية مع بوينج لاستئجار صهاريج من الشركة بسعر ضخم· ونتيجة لذلك، فقد العديد من الأشخاص وظائفهم أو ذهبوا إلى السجن، وعلى هذه الخلفية، يقول مسؤولو سلاح الجو: إن عملية المناقصة حول هذه الصفقة تمت بعناية كبيرة، وإن قرار اختيار ''نورثروب غرومان-إيدز''، كان القرار الأفضل لأنه كان مبنيا على ''معايير الأداء''، في هذه الأثناء، تطالب ''بوينج'' بإطلاعها فورا على أسباب عدم فوزها بالصفقة، كما عبر مسؤولو الشركة عن غضبهم لأن القوات الجوية قالت في البداية إنها لن تستطيع الاجتماع قبل الثاني عشر من مارس· وينتقد ممثلو ''بوينج'' الصفقة ملمحين إلى انحياز داخل القوات الجوية ضد الشركة، ويقولون إنهم يعتقدون أن الجيش يتصور أن ''بوينج'' تمثل ''خطرا أكبر''، ولذلك، اختارت المتنافس الثاني، كما تقول ''بوينج'' -التي كانت تنوي استعمال الهيكل الجوي لطائرة 767 لصنع صهاريج جوية- إن خبرتها أكبر من خبرة الثنائي ''نورثروب-إيدز'' -الذي لم يسبق له أن صنع صهاريج من قبل معا-، بيد أن الجميع غير مستاء، إذ يرى السيناتور الجمهوري ''جيف سيشنز'': أن القوات المسلحة قامت بكل بساطة باختيار المتنافس الأفضل، ولا غرو في ذلك، حيث أن ولايته مرشحة لأن تستفيد، إذ يتوقع أن توفر شركة ''موبايل'' ما يصل إلى 2000 وظيفة جديدة· فخلال جلسة استماع منفصلة مع مسؤولي القوات الجوية، أشار السيناتور ''سيشنز'' إلى أن من شأن صفقـــة ''نورثروب-إيدز'' أن تفضي إلى خلق 25 ألف وظيفة أميركية جديدة عبر 230 شركة في 49 ولاية، ويقول: ''أعتقد أن القوات الجوية قامت بأكثر مناقصة شفافية في تاريخ هذا النوع من المشتريات ربما''، مضيفا: ''أما الشكاوى التي نسمعها، فقد صدرت عن بعض الجهات التي لم تفز، وأعتقد أن ذلك جاء متأخرا بعض الشيء''· جوردون لوبولد- واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©