الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الفوز الأكبر «سباعية ألمانية».. وهولندا تضرب حصون حامل اللقب بـ «خماسية»

الفوز الأكبر «سباعية ألمانية».. وهولندا تضرب حصون حامل اللقب بـ «خماسية»
28 ديسمبر 2014 13:12
مراد المصري (دبي) تزخر كتب التاريخ الرياضي بعدد ضخم من النتائج والأرقام المتنوعة ما بين مسابقات محلية تعتبر وقارية ودولية، إلى جانب التنافس المحموم على نيل الاعتراف كأول هدف أو أقدم مسابقة وغيرها من المسميات، لكن مباريات كأس العالم هي الوحيدة التي بقيت خالدة على مر العقود المتعاقبة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وفيما قد لا تتذكر ما هي نتيجة نهائي دوري أبطال أوروبا قبل عامين أو ثلاثة، لكنك لن تنسى أبدا مواجهة الأرجنتين مع إنجلترا بمونديال 1986 بهدفي مارادونا، أو رباعية البرازيل بمرمى إيطاليا بنهائي 1970، أو حينما تحطمت سفن الكرة الهولندية الشاملة على شواطئ الألمان بنهائي 1974، أو حتى مباراة خلال الأدوار التمهيدية أحيانا، مثلما تفوقت السنغال على فرنسا حاملة اللقب عام 2002، أو «معجزة» إيطاليا على حساب البرازيل عام 1982. ولم تختلف مباريات المونديال الحالي عن نظيراتها بالنسخ الماضية، حيث اسالت الكثير منها الحبر على الورق عبر النتائج المفاجئة وخروج البطل الإسباني مبكرا بالدور الأول رفقة إيطاليا وإنجلترا، أو الأهداف التاريخية للهولندي روبن فان بيرسي والكولومبي رودريجيز، إلى جانب اللقطات الشهيرة التي رسمت لنا حكاية متكاملة لنهائيات نسخة 2014. البرازيل ترفض «التقاليد» انطلقت الجولة الأولى للدور الأول على وقع طبول الانتصار البرازيلية، وذلك بعدما تمكن منتخب بلادها من كسر «نحس» المباريات الافتتاحية سواء للدولة المضيفة أو حامل اللقب خلال السنوات الماضية، وحق الفوز على كرواتيا بنتيجة 3-1 تصدر من خلاله ترتيب المجموعة الأولى بعدما كانت المكسيك تتفوق على الكاميرون 1-صفر على الجهة الأخرى من المجموعة. البرازيلي مارسيلو نال شرف تسجيل أول أهداف البطولة لكن لسوء الحظ بمرمى فريقه، قبل أن يسجل نيمار ثنائية، وأضاف زميله أوسكار هدفا ثالثا منحا الفريق دفعة معنوية هائلة في بداية المشوار، رغم حالة السخط الجماهيري من قرارات الحكم الياباني نيشيمورا وفي مقدمتها ركلة الجزاء التي منحها لنجوم «السامبا» بعد ادعاء المهاجم فريد السقوط داخل منطقة الجزاء. سقوط «البطل» وحملت هذه الجولة مفاجأة من العيار الثقيل، وذلك بعدما سقط المنتخب الإسباني المهيمن على الكرة العالمية والأوروبية خلال السنوات الماضية أمام نظيره الهولندي 1-5، في لقاء المجموعة الثانية، الذي لم يتوقع أشد المتفائلين بـ«الطواحين» أن يتمكنوا من اكتساح منافسهم بهذه الطريقة، خصوصا أن الإسبان كانوا سباقين في التسجيل قبل أن يأتي هدف فان بيرسي الطائر ليعلن عن صحوة هولندية أعادت للأذهان ذكريات جيل سبعينيات القرن الماضي بقيادة الطائر يوهان كرويف. فيما أعلن المنتخب التشيلي عن نفسه بوصفه الفريق القادم بقوة للمنافسة على إحدى البطاقتين المؤهلتين إلى الدور الثاني، وذلك عندما اجتاز أستراليا بنتيجة 3-1، ليزيد الضغط على المنتخب الإسباني المترنح على الجهة الأخرى. وشهدت المجموعة الثالثة ولادة فريق منافس قادر على هز عرش الكرة العالمية، وذلك بعدما سجل المنتخب الكولومبي حضوره بعد طول غياب بتحقيق فوز كبير على اليونان بثلاثية نظيفة، فيما رسمت كوت ديفوار البسمة على وجه القارة السمراء باجتياز اليابان 2-1، في لقاء صمد فيه الكمبيوتر الياباني، قبل أن يدخل العاجي دروجبا منتصف الشوط الثاني ويتمكن من زراعة «فيروس» الفوز وقيادة بلاده للفوز. وحقق المنتخب الإيطالي فوزا «خادعا» على إنجلترا بهدفين مقابل هدف واحد، حيث منحهم ثقة كبيرة لاجتياز هذا الدور بنجاح دون أن يعلموا فيما بعد أن المنتخب الإنجليزي لم يكن في أفضل حالاته وأنهما في الطريق لوداع المنافسات معا، حيث كانت كوستاريكا تقلب المعطيات بفوز كبير على الأوروجواي بنتيجة 3-1 في لقاء شكل صدمة كبيرة للساحة الكروية العالمية. جاء التفوق أوروبيا في الجولة الأولى للمجموعة الخامسة، حيث تفوقت سويسرا على الإكوادور بنتيجة 2-1، في لقاء انتظرت فيه «الجبنة» الدقيقة 93، حتى «تختمر» وتخطف النقاط الثلاث، فيما أعلنت فرنسا عن نفسها كقوة قادمة للمنافسة على المراكز المتقدمة بعد التفوق على الهندوراس بثلاثية نظيفة، اثنان منها سجلها الهداف كريم بنزيمة. من جانبه انتظر المنتخب الأرجنتيني حتى الدقيقة 65، ليخرج ليونيل ميسي من النفق المظلم، الذي ضاع فيه خلال مشاركاته السابقة بالمونديال، ويخطف هدف الفوز على البوسنة والهرسك في لقاء انتهى لصالح «التانجو» بنتيجة 2-1 بالمجموعة السادسة، فيما شهدت ذات المجموعة اللقاء «الممل» خلال البطولة، والذي انتهى بالتعادل السلبي بين نيجيريا وإيران. وضرب المنتخب الألماني بيد من حديد في انطلاق مباريات المجموعة السابعة، وذلك بعدما تفوق على البرتغال برباعية نظيفة، لتقدم لرونالدو ورفاقه درسا حول اللعب الجماعي لكرة القدم، فيما تفوقت الولايات المتحدة على غانا بهدفين مقابل هدف واحد، وهو الانتصار الذي منحها بطاقة العبور إلى الدور الثاني لاحقا. وألهب المنتخب الجزائري الجماهير العربية بهدفه المبكر بمرمى بلجيكا، قبل أن يتجرع خسارة مريرة 1-2 في انطلاق مباريات المجموعة الثامنة، لكن التعادل «الباهت» بين روسيا وكوريا الجنوبية بنتيجة 1-1، أعاد الأمل لمحاربي الصحراء.ديمبسي يسجل الأسرع شهدت الجولة الأولى للدور الأول، تسجيل الأميركي كلينت ديمبسي أسرع هدف بالنسخة الحالية وخامس أسرع هدف على مر تاريخ نهائيات كأس العالم، وذلك بعدما نجح في إيداع الكرة داخل شباك المنتخب الغاني بعد مرور 31 ثانية فقط. ومازال الهدف الأسرع المسجل بتاريخ المونديال للتركي هاكان شوكور بعد 11 ثانية فقط بنسخة 2002، حيث سجله بمرمى كوريا الجنوبية في لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع، فيما يحتل المركز الثاني التشيكوسلوفاكي فاكلاف الذي سجل هدفا بمرمى المكسيك عام 1962، بعد مرور 16 ثانية، فيما يحل الألماني إيرنيست لينر بالمركز الثالث، بعدما سجل بمرمى النمسا عام 1934، بعد مرور 25 ثانية، وبالمركز الرابع الإنجليزي برايان روبسون الذي سجل بمرمى فرنسا عام 1982 بعد مرور 27 ثانية. «التقنية» تنصف فرنسا شهدت الجولة الأولى للدور الأول، استخدام تقنية خط المرمى لأول مرة بتاريخ نهائيات كأس العالم، حيث شهدت الدقيقة 48 من الشوط الثاني لمباراة فرنسا وهندوراس، قيام المهاجم الفرنسي كريم بنزيما بتسديدة كرة اصطدمت بالقائم الأيسر ثم اصطدمت بحارس هندوراس تجاه المرمى قبل أن يلتقطها بسرعة. وفور ذلك أطلق الحكم صافرته ليحتسب اللعبة هدفا، وأظهرت الإعادة أن الكرة في المرة الأولى لم تجتز خط المرمى، لكنها اجتازته في المرة الثانية، ما يعني ظهور إشارة «هدف» على شاشة ساعة الحكم مع اهتزازها. غزارة أهداف وشهدت الجولة الأولى للدور الأول تسجيل 49 هدفا في 16 مباراة، بمعدل جاوز الـ3 أهداف للمباراة الواحدة، وكان فوز المنتخب الهولندي على الإسباني الأكبر بنتيجة 5-1، فيما صامت الشباك عن التسجيل بمواجهة نيجيريا وإيران فقط. وفيما تمكن الألماني توماس موللر من خطف «الهاتريك» الوحيد خلال هذه الجولة، وذلك بمرمى البرتغال، فقد تميزت الجولة بالثنائيات، حيث سجل الهولنديان روبن وروبن فان بيرسي ثنائية بمرمى إسبانيا، فيما سجل نيمار ثنائية بمرمى كرواتيا وأضاف بنزيمة ثنائية بمرمى الهندوراس. الجولة الثانية مليئة بـ«التناقضات» المكســيك تنثر بذور الشك ..وكوســتاريكا تقهر الطليان انطلقت الجولة الثانية للدور الأول على وقع تعادل مخيب للبرازيل مع المكسيك في لقاء غابت عنه الأهداف بالمجموعة الأولى، لينثر المكسيكيون بذور الشك في قلوب عشاق «السامبا» ومدى قدرتهم على المنافسة على اللقب، في وقت تفوقت كرواتيا على الكاميرون برباعية نظيفة كتبت نهاية حلم جيل بقيادة المخضرم صامويل أيتو. وتخلى المنتخب الإسباني عن عرشه مبكراً بعد الخسارة أمام تشيلي بهدفين دون رد بالمجموعة الثانية، فيما أكدت هولندا تفوقها بعدما اجتازت محطة أستراليا في لقاء غزير بالأهداف انتهى لصالح «الطواحين» 3-2. وانضمت كولومبيا إلى ركب المتأهلين مبكرا إلى الدور الثاني، بعدما تفوقت على كوت ديفوار بالمجموعة الثالثة 2-1، فيما تعادلت اليونان مع اليابان دون أهداف، ليتأجل الحسم إلى المباراة الأخيرة. المجموعة الرابعة شهدت مفاجأة مدوية جديدة عبر كوستاريكا، التي تمكنت هذه المرة من التفوق على إيطاليا بهدف سجله قائدها رويز، ليعلن عن تأهل بلاده إلى الدور الثاني، في الوقت الذي كانت فيه إنجلترا تغادر مبكرا على يد أوروجواي. وكشر المنتخب الفرنسي عن أنيابه بعدما سحق سويسرا بالمجموعة الخامسة بنتيجة 5-2، في الوقت الذي أحيت فيها الإكوادور آمالها بالتفوق على هندوراس بنتيجة 2-1. ووقف المنتخب الإيراني نداً عنيداً لنظيره الأرجنتيني بالمجموعة السادسة، قبل أن يأتي الفرج في الدقيقة الأخيرة عبر النجم ليونيل ميسي، الذي سدد كرة متقنة منحت بلاده نقاطاً ثمينة، فيما كانت نيجيريا تقلب التوقعات وتتفوق على البوسنة بهدف. وساد التعادل بالمجموعة السابعة، بعدما اكتفت ألمانيا بنقطة واحدة من غانا في لقاء انتهى 2-2، فيما نجت البرتغال من الخسارة بأعجوبة أمام الولايات المتحدة الأميركية وتعادلت معها بنفس النتيجة لتبقى الاحتمالات مفتوحة حتى الجولة الأخيرة. من جانبه أعاد المنتخب الجزائري الأمل للجماهير العربية العريضة التي ساندته خلال مشواره بالبطولة، وذلك بعدما تفوق على كوريا الجنوبية بنتيجة 4-2، في لقاء أبدع فيه «محاربو الصحراء»، ورسموا لوحة فنية جميلة على أرض الملعب، فيما خطفت بلجيكا فوزا صعبا من روسيا بهدف دون رد، لكنه كان كافيا لضمان الصعود إلى الدور الثاني. 45 هدفاً،حصدت الجولة الثانية العديد من الإحصائيات المثيرة للاهتمام، وبلغ مجموع اهداف هذه الجولة 45 هدفا بمعدل 2.81 هدف للقاء الواحد، وبمجموع عام بعد مرور جولتين وصل إلى نحو 2.91 هدف، بمجموع 94 هدفا للبطولة لحد الآن. وجاء لقاء فرنسا مع سويسرا ليسجل نفسه بقوة بصفته أكثر لقاء شهد تسجيلا للأهداف في ذلك الوقت بمجموع 7 أهداف، قبل أن يأتي لقاء المانيا والبرازيل بالدور نصف النهائي لاحقاً ويحطم هذا الرقم «8 أهداف». سجل المنتخب الياباني نسبة استحواذ ضعيفة للغاية خلال مواجهة اليابان بالجولة الثانية للدور الأول، حيث لم تتجاوز نسبة امتلاك الكرة 32% أمام الفريق الآسيوي، الذي لم يحسن استغلال الأمر وخوض نظيره معظم فترات اللقاء بعشرة لاعبين، حيث انتهت النتيجة بالتعادل السلبي بنهاية المطاف. حسمت أمر الصاعدين والراحلين الجولة الثالثة.. «ساعة الحقيقة» دقت ساعة الحقيقة بالجولة الثالثة والحاسمة لتحديد المتأهلين إلى الدور الثاني، أو الراحلين مبكرا إلى بلادهم، وجاءت البداية بالمجموعة الأولى التي رفضت فيها البرازيل أنصاف الحلول، وحققت فوزا كبيرا على الكاميرون تصدرت من خلاله الترتيب بنتيجة 4-1، فيما خاضت المكسيك مواجهة للذكرى تفوقت فيها على كرواتيا 3-1. جاءت مواجهتا المجموعة الثانية تحصيل حاصل، لكن ذلك لم يمنع هولندا من تأكيد تفوقها بعدما تغلبت على تشيلي 2-صفر، فيما ردت إسبانيا جزءا من اعتبارها بعدما تغلبت على أستراليا بثلاثية نظيفة. وأكدت كولومبيا تصدرها لترتيب المجموعة الثالثة وضربت الحصون اليابانية بنتيجة 4-1، كانت اليونان على الموعد لخطف بطاقة التأهل الثانية بعد مباراة مثيرة أمام كوت ديفوار تلاعبت بالأعصاب، قبل أن يخطف نجوم «الإغريق» هدف الفوز من ركلة جزاء بالدقيقة الأخيرة ويحسمون الأمور 2-1. وأثارت مواجهة إيطاليا مع أوروجواي الكثير من الجدل بالمجموعة الرابعة والبطولة عموما، سواء عبر فوز ممثل أميركا الجنوبية بهدف دون رد، أو حادثة «العضة» الشهيرة، التي قام بها سواريز على كتف كيلليني خلال اللقاء، مما أثار موجة من ردود الأفعال انتهت بمعاقبة اللاعب بقسوة من قبل «الفيفا»، في حين أكدت كوستاريكا صدارتها للمجموعة بعد التعادل مع إنجلترا دون أهداف. ختام الدور الأول جاء مميزا، بعدما حجز المنتخب الجزائري بطاقة الصعود إلى الدور الثاني، في مباراة ملحمية شهيرة بالمجموعة الثامنة انتهت بالتعادل مع روسيا بهدف لكل فريق، لينجح ما عجز عنه العرب منذ عام 1994، فيما حققت بلجيكا العلامة الكاملة بالمجموعة بالفوز على كوريا الجنوبية بهدف نظيف. شهدت الجولة الثالثة للدور الأول، تسجيل 42 هدفا بمعدل 2.6 هدف للقاء الواحد، ليرتفع المجموع العام في ختام الدور الأول إلى 136 هدفا بمعدل بلغ 2.8 هدف لكل مباراة، مما جعل من هذه النسخة صاحبة الرصيد الأعلى من الأهداف بالدور الأول مقارنة بالنسخ الماضية التي شارك فيها 32 منتخبا بداية من عام 1998، حيث كانت نسخة عام 2002 صاحبة الرصيد الأعلى بمجموع 130 هدفا ومعدل بلغ 2.7 هدف للمباراة الوحدة، في الوقت الذي شهدت نسخة 2006 تسجيل 117 هدفا بمعدل 2.4، تليها نسخة 1998 بمجموع 111 هدفا ومعدل 2.3، فيما كانت النسخة الماضية عام 2010 الأقل بينهم بمجموع 99 هدفا فقط، بمعدل هدفين للقاء الواحد. وتصدر المنتخب الهولندي قائمة أكثر المنتخبات التي سجلت أهدافا بمجموع 10 أهداف، فيما جاء ثانيا المنتخب الكولومبي بتسعة أهداف ثم فرنسا 8 أهداف، علما بأن جميع المنتخبات المشاركة نجحت بالتسجيل. وبلغ مجموع البطاقات الملونة «الصفراء والحمراء» خلال الدور الأول 137 بطاقة، بواقع 128 بطاقة صفراء، فيما حصل 9 لاعبين على البطاقة الحمراء، علما بأن مباراة فرنسا والهندوراس شهدت أكبر عدد من البطاقات بواقع 6 صفراء وواحدة حمراء، علما بأن منتخبي كوت ديفوار والهندوراس كانا الأكثر حصولا على البطاقات الصفراء بواقع 7 بطاقات، فيما نالت الهندوراس 8 بطاقات «7 صفراء وواحدة حمراء»، أمام منتخبات سويسرا وألمانيا والأرجنتين، فقد حصلت على بطاقة صفراء واحدة فقط لكل منها خلال الدور الأول. 5 أهداف ولعب نظيف «على الورق» المنطق والتاريخ.. عنوان ربع النهائي! فرض المنطق نفسه على مواجهات الدور ربع النهائي، حيث نجحت 3 منتخبات سبق لها التتويج باللقب من اجتياز هذه المرحلة، وهي: البرازيل وألمانيا والأرجنتين، كما انضمت إليها هولندا الوصيفة 3 مرات سابقا. ورد المنتخب الألماني على منتقديه بقوة في الدور ربع النهائي، وألحق الخسارة بفرنسا بهدف سجله المدافع ماتياس هوميلس، وسط أداء مقنع أكد قدرتها على الارتقاء بمستوياتها بحسب نوعية وأهمية اللقاء. وضربت ألمانيا موعدا مع البرازيل التي تفوقت على كولومبيا بهدفين مقابل هدف واحد، حيث افتتح تياجو سيلفا التسجيل بالشوط الأول، وأضاف زميله ديفيد لويز هدفا من ركلة حرة بعيدة المدى بالشوط الثاني، ورغم أن جيمس رودريجيز قلص الفارق من ركلة جزاء، إلا أنه لم ينجح بتدارك الأمر برفقة زملائه. على الجهة الأخرى، انتشت الأرجنتين بذكريات أسطورتها مارادونا، وتمكنت من حجز مقعدها بالدور نصف النهائي لأول مرة منذ عام 1990، بعدنا تغلبت على بلجيكا بهدف نظيف، حمل توقيع جونزالو هيجواين الذي صام كثيرا عن التسجيل قبل أن يفك العقدة بعد طول انتظار. المنتخب الهولندي عانده الحظ كثيرا أمام كوستاريكا، حيث ارتطمت الكرة أكثر من مرة بالعارضة والقائم بما جعل الإحباط يدخل قلوب «الطواحين» مع اللجوء إلى ركلات الترجيح، لكن خبرة لويس فان جال المدير الفني للفريق لعبت دورا هاما بإشراكه الحارس تيم كرول الذي تصدى لركلتي جزاء وقاد بلاده للفوز 4-3. وكانت حصيلة 4 مباريات في ربع النهائي 5 أهداف فقط، وهو أمر جيد نسبيا في ظل التوتر والحساسية الكبيرة لهذا النوع من المباريات، التي تقام بين أقوى المنتخبات المشاركة بالبطولة، ليرتفع مجموع الأهداف الكلي معها إلى 159 هدفا. ودخل النجم الكولومبى جيمس رودريجيز بوابة أصحاب الأرقام القياسية العالمية، بعدما تمكن من التسجيل في شباك البرازيل في ربع النهائي، حيث أصبح أول لاعب يسجل أكثر من 5 أهداف في نسخة واحدة للمونديال منذ أهداف رونالدو الثمانية بنسخة عام 2002. وحطم رودريجيز رقما قياسيا آخر بعد أن أصبح أول لاعب يسجل فى أول 5 مباريات من كأس العالم منذ أن سجل ريفالدو فى كأس العالم 2002، وبأهدافه الستة أصبح جيمس رودريجيز ثامن لاعب بأميركا الجنوبية وأول لاعب كولومبي يسجل 6 أهداف بنسخة واحدة من كأس العالم. وجاء هدف ديفيد لويز من ركلة حرة، لينهي خصام البرازيل مع هذه الركلات، حيث يعود آخر هدف سجلته البرازيل من ركلة حرة بنهائيات كأس العالم إلى نسخة 2002، حينما سجل رونالدينيو في شباك إنجلترا. من ناحية أخرى، تميز الدور ربع النهائي باللعب النظيف «على الورق»، مع خلو مبارياته من البطاقات الحمراء ورفع البطاقة الصفراء 15 مرة فقط، حيث شهد لقاء البرازيل وكولومبيا رقما قياسيا بالبطولة من ناحية ارتكاب الأخطاء الذي وصل إلى 54 خطأ، في الوقت الذي غادر فيه نيمار نجم السامبا الملعب على الحمالة بعد تعرضه لكسر في فقرات الظهر بعد التحام عنيف من قبل الكولومبي زوينجا. 18 هدفاً وبطاقة حمراء «الإضافية» وركلات الترجيح ظاهرة بارزة في دور الـ16 تميز الدور الثاني «دور الـ16» بعدم قدرة معظم المنتخبات على حجز بطاقة التأهل خلال الوقت الأصلي، حيث تم اللجوء إلى الأشواط الإضافية أو ركلات الترجيح في 5 من أصل 8 مباريات. وكاد المنتخب البرازيلي أن يودع المنافسات مبكرا في هذا الدور، بعدما ساد التعادل مع تشيلي بهدف لكل منهما، ليحتكما إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لنجوم «السامبا»، بعدما طارت كرة جونزالو يارا أدراج الرياح، وتحسم البرازيل الركلات بنتيجة 3-2. وجاء الحسم عبر ركلات الترجيح أيضا في لقاء كوستاريكا واليونان، الذي انتهى الوقت الأصلي والإضافي فيه بنتيجة 1-1، فيما تفوقت كوستاريكا بركلات الترجيح بنتيجة 5-3. ولعب منتخب الجزائر دور البطولة في هذا الدور، بعدما أحرجت المنتخب الألماني وقادته لخوض الأشواط الإضافية، حيث انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، قبل أن تتمكن ألمانيا من تسجيل هدفين بالوقت الإضافي، ردت عليهما الجزائر بهدف لم يكن كافيا للتأهل، لكنه كان كافيا لكسب احترام وتقدير العالم بأجمعه. وعانى المنتخب الأرجنتيني الأمرين أيضا، حيث اضطر للجوء للأشواط الإضافية أمام سويسرا، قبل أن يأتي هدف الفوز عبر دي ماريا من تمريرة زميله ميسي. وقدم المنتخبان البلجيكي والأميركي واحدة من أجمل المباريات في هذا الدور، وبعد أن صمدت الشباك 90 دقيقة دون أن ينجح أحدهما بالتسجيل، قبل أن يخطف الفريق الأوروبي الفوز بهدفين مقابل هدف واحد. ولعبت خبرة المنتخب الهولندي في قلب تأخره أمام المكسيك بهدف إلى فوز بهدفين، حيث خطفت هدف الفوز في الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء أقر أرين روبن لاحقا أنه تعمد التمثيل للحصول عليها. وعبر المنتخبان الفرنسي والكولومبي إلى الدور الثاني بإقناع بعد التفوق على نيجيريا وأوروجواي على التوالي بذات النتيجة 2-صفر. وبلغ مجموع الأهداف التي سجلتها المنتخبات الـ16 بالدور الثاني، 18 هدفا بمعدل 2.25 هدف للمباراة الواحدة، ليرتفع المجموع الكلي لأهداف البطولة إلى 154 هدفا، علما أن الكولومبي جيمس رودريجيز كان الأكثر تميزا بين كافة اللاعبين، بعدما سجل الثنائية الوحيدة التي جاءت بمرمى الأوروجواي، وعلى وجه الخصوص الهدف الأول الذي يعد واحدا من أجمل لقطات البطولة العام الحالي. البطاقة الحمراء ظهرت مرة واحدة بالدور الثاني، حيث نالها الكوستاريكي اوسكار دوارتي في الدقيقة 66 أمام اليونان، علما أن 30 بطاقة صفراء تم رفعها بوجه لاعبي 14 منتخبا، حيث لم تحصد هولندا ونيجيريا أي بطاقة خلال هذا الدور. وسجل المنتخب البلجيكي في هذا الدور إحصائية لافتة، بعدما قطع لاعبوه خلال مواجهة اميركا مسافة 147269 مترا، في واحدة من أعلى الاحصائيات خلال مشوار البطولة، بما يعكس المجهود البدني وسرعة هذا اللقاء. ولفت خلال الدور الثاني ظاهرة نجاح جميع المنتخبات التي تصدرت ترتيب مجموعتها بالدور الأول، من الصعود إلى الدور ربع النهائي. نصف النهائي.. «زلزال» 7 ريختر ضربت ألمانيا بقوة في الدور نصف النهائي وحققت فوزا تاريخيا وكبيرا هز عرش الكرة البرازيلية بعدما تفوقت بنتيجة 7-1، في مواجهة ستذكرها كتب التاريخ إلى الأبد، نظرا لقيمة الفريقين الكبيرين والتاريخ الحافل لهما، إلى جانب أن اللقاء أقيم بالمربع الذهبي للمسابقة الأكبر على الإطلاق. تقدمت ألمانيا في المباراة بخماسية نظيفة قبل مرور أول نصف ساعة على انطلاق اللقاء، قبل أن تضيف هدفين بالشوط الثاني ردت عليها البرازيل بهدف وحيد. وبات الألماني ميروسلاف كلوزه الهداف التاريخي للمونديال برصيد 16 هدفا، فيما أصبح زميله توني كروس صاحب أسرع ثنائية في تاريخ نهائيات كأس العالم بعدما أحرز هدفيه خلال «69» ثانية فقط، علما بأن منتخب ألمانيا بات أول من ينجح بتسجيل 7 أهداف بشباك البرازيل على أرضها. وشهدت هذه المواجهة (18) تسديدة على المرمى، أكثر من أي مباراة أخرى في البطولة، علما بأن البرازيل أصبحت ثاني منتخب مضيف يتلقى «7» أهداف في مباراة واحدة من بطولة كأس العالم بعد منتخب سويسرا حينما خسر أمام النمسا عام 1954 بنتيجة 5-7. عودة «التانجو» بعد غياب 24 عاماً استعاد منتخب الأرجنتين ذكريات جميلة غابت عنه 24 عاماً، بعدما صعد إلى المباراة النهائية بعد التفوق على هولندا بفارق ركلات الترجيح 4-2، وهي ذات الطريقة التي كانت قد بلغت فيها المباراة النهائي لمونديال 1990 حينما تفوقت على إيطاليا آنذاك. وجاء تأهل الارجنتين إلى المباراة النهائية للمرة الخامسة بتاريخها، في المواجهة التي انتهت بالتعادل السلبي لأول مرة بتاريخ هذا الدور، وقد سجلت الأرجنتين فوزها الرابع بفارق ركلات الترجيح خلال مشاركاتها بكأس العالم، علما أن المواجهة بين الأرجنتين وألمانيا بالمباراة النهائية يعد الأكثر تكرارا بـ3 مرات. رغم البداية القوية لهولندا بالبطولة، إلا أنها صامت للمباراة الثانية على التوالي، ولم تنجح في هز الشباك سواء أمام كوستاريكا بربع النهائي أو الأرجنتين بنصف النهائي، علما أنه كانت قد فعلت ذلك مرة واحدة عام 2006، حينما لم تسجل بمرمى الأرجنتين والبرتغال على التوالي، علماً أن منتخب هولندا سدد تسديدة واحدة على مرمى منتخب الأرجنتيني، وهو أسوأ رقم لأي منتخب منذ نسخة 1966. يذكر أن النسخة الحالية شهدت وصول 7 مباريات إلى الوقت الإضافي مع ختام الدور نصف النهائي، وهو ثاني أكبر رقم بعد نهائيات 1990 الذي شهد وصول 8 مباريات إلى الأشواط الإضافية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©