الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«ن» داعش تفتح أبواب الرعب في العراق

«ن» داعش تفتح أبواب الرعب في العراق
28 ديسمبر 2014 14:38
هدى جاسم (بغداد) كان الأب جبرائيل وهو قس كنيسة بقرية «باندوايا» الواقعة في أطراف ناحية القوش شمال الموصل، متمسكاً مع 50 عائلة مسيحية، هي مجموع سكان القرية، بمنازلهم التي فتحوا أبوابها لإيواء النازحين من قرى ومدن نينوى من الشيعة والسُنة والمسيحيين الذين هجرهم إرهاب تنظيم «داعش»، قائلاً «إن بيوتهم ما زالت ترفل بالسلام الذي دعا ويدعو إليه المسيح عليه السلام»، مشيراً إلى أن قريته التي لم تصلها التهديدات من قبل عناصر التنظيم، أثبتت لكل السياسيين أن العراقيين لا يختلفون على وحدتهم أبداً، فهم بيت واحد عند اشتداد المحن. لكن ذلك السلام المؤقت لم يدم طويلاً، إذ سيطر المتشددون على قرية قره قوش، وهي أكبر القرى المسيحية في العراق، واضطر الآلاف إلى الهرب عبر الجبال وطرق الموت البرية باتجاه إقليم كردستان العراق، وسط حر لاهف وعجز كامل، بلا غذاء ولا دواء. وأكد وليم وردا المسؤول في منظمة «حمورابي» لحقوق الإنسان الذي زار تلك القرية النائية لتقديم المساعدات للنازحين حينها، أن اكثر العائلات التي نزحت كانت من الشيعة، وقد استقبلهم أهل القرية وفتحوا بيوتهم وبيوت أقاربهم لإيواء أكثر من 150 عائلة. وكان تنظيم «داعش» قد دعا المسيحيين في الموصل إلى اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو مغادرة المدينة وإلا فإنهم سيقتلون. ويتعرض المسيحيون في العراق إلى أعمال عنف منذ سنة 2003 في بغداد والموصل وكركوك والبصرة، كان من بينها حادثة خطف وقتل المطران الكلداني الكاثوليكي بولس فرج رحو في مارس 2008، وحادثة اقتحام كنيسة سيدة النجاة من قبل مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة في سنة 2010. وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3,1% من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينات بين 1,8 مليون ومليوني نسمة، لكن انخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الخارج بعد غزو العراق في 2003. رعب حرف «النون» تابعت منظمة «حمورابي» لحقوق الإنسان عن قرب ما جرى للمسيحيين في العراق بشكل عام، وما جرى لهم في الموصل، خصوصاً بعد التهديدات الأخيرة. وروى وليم وردا لـ«الاتحاد» حالة الهلع التي أصابت المسيحيين عندما كتب على أبوابهم حرف «النون»، أي بمعنى «الساكن هنا من النصارى»، وقال «لقد بدأت صفحة أخرى خطيرة من الانتهاكات في المدينة، فقد أصدر المسلحون بياناً يستهدف تحديداً المسيحيين، إذ وضعوهم أمام خيارات ثلاثة لا بديل لها، وهي أما إشهار إسلامهم، أو الانتظام في دفع الجزية، أو أن تكون رقابهم تحت السيف بمعنى قتلهم، وقد أثار البيان هلعاً كبيراً في صفوف السكان الذين لا حول لهم ولا قوة، وليس لهم من حلول يحمون بها وجودهم إلا النزوح. وهكذا شهدت الموصل يومي الخميس والجمعة 17 و18 يوليو والأيام التي تلتها حسب تقديرات موثقة، نزوح العديد من العائلات التي واجهت نسخة أكثر مرارة عند نقاط التفتيش حيث تم سلب ممتلكاتها، والأموال التي حملتها، وجرى ذلك بالتحديد خلال مرورها من نقطتي تفتيش أقامها المسلحون في نهاية حيي العربي والشلالات (السادة وبعويزة). لقد تدفق هؤلاء النازحون المرعوبون من شدة الهول الذي تعرضوا له إلى منطقة سهل نينوى، وإلى محافظة دهوك المكتظتين أصلاً بأعداد غفيرة من نازحين سابقين». وقال وردا أيضاً «إن حالة السلب والتهجير والقتل والإذلال والابتزاز التي تعرض لها المكون المسيحي والأقليات الأخرى في محافظة نينوى تستدعي من المجتمع الدولي تحركاً سريعاً لتحقيق أي نوع من الحماية لهذه الأقليات». مناشداً الحكومة العراقية أن تعطي هذا الجانب حيزاً من عملها اليومي في أي نوع من الحماية لصيانة شرف النازحين وحقوقهم، وأيضاً أن تلبي حاجاتهم الاقتصادية من خلال صرف رواتب الموظفين أو تقديم إعانات مالية لهم. وحول آخر الإحصاءات عن هجرة المسيحيين التي رصدتها منظمته، قال وردا «إن هناك أكثر من 1500 عائلة مسيحية نازحة من الموصل توجد الآن في منطقة سهل نينوى ومحافظة دهوك». وكانت المنظمة سجلت زيادة بالنزوح وصلت إلى 400 عائلة خلال أيام 17 و18 و19 و20 يوليو 2014 توزع أغلبها في مناطق سهل نينوى، حيث غصت المدن والنواحي والقرى في المنطقة بأعدادهم، وما زال هناك العديد منهم بلا مأوى حقيقي، وبلا أبسط أنواع الخدمات التي لا تستطيع إمكانيات أقضية وبلدات سهل نينوى تلبيتها بشكل لائق». وقال لويس مرقوس أيوب مسؤول الفريق الميداني في منظمة «حمورابي» «إن الظروف التي تمر بها منطقة سهل نينوى قاسية جداً، وإن سكان الأرياف والقرى المسيحية أبلوا بلاء حسناً في فتح بيوتهم للنازحين»، وأضاف «إن المسلحين لم يكتفوا بالتهديدات التي وجهوها إلى النازحين بل وسلبوا مقتنياتهم من السيارات والأوراق الثبوتية، ومنها جوازات سفر». تدمير التراث الإنساني الحياة القاسية والخوف والتهجير ليست وحدها ما يواجهه المكون المسيحي في العراق، بل إن التراث الذي تحويه الكنائس في الموصل الذي يعود تاريخه إلى مئات السنين هو الآخر مهدد بالضياع أمام عمليات الحرق والتدمير التي تتعرض لها الكنائس. وقد حذر بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس رؤفائيل الأول ساكو، من تدمير التراث المسيحي في العراق ونهبه كونه يشكل إرثاً إنسانياً لا يقدر بثمن. وفي حين عدّ ما تعرض له المسيحيون «جريمة ضد البشرية»، شدد على رفض كل مظاهر العنف والتمييز بين المكونات العراقية بوصفها ضماناً للتوازن والعيش المشترك. وقال البطريرك ساكو «إن العائلات المسيحية النازحة باتت على خط الخطر، وقد ناشدنا حكومة إقليم كردستان حماية مناطق سهل نينوى خشية زحف المتشددين إليها»، مؤكداً ضرورة توفير الحماية اللازمة للمسيحيين والأقليات الأخرى وحفظ حقوقهم كاملة وتقديم الدعم المالي للأسر النازحة منهم التي خسرت كل شيء. ودعا ساكو الحكومة الاتحادية إلى صرف رواتب الموظفين من النازحين بصورة عاجلة وضمان استمرارية ذلك وتوثيق الأضرار التي لحقت بهم وتعويضهم عنها، مناشداً أصحاب الضمير الحي في العراق والعالم بضرورة «الضغط على المتشددين للكف عن تدمير الكنائس والأديرة وإحراق المخطوطات والآثار المسيحية، كونها تراثاً إنسانياً لا يقدر بثمن. وأشاد بدور وموقف حكومة إقليم كردستان لاستقبالها العائلات النازحة ورعايتها». وكشف عن عقد أساقفة الموصل ومجلس رؤساء كنائس العراق اجتماعاً في أربيل، خلال اليومين الماضيين، لمناقشة الأحداث على الساحة العراقية وأوضاع مسيحيي الموصل، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة وأعضاء السلك الدبلوماسي في إقليم كردستان. وأوضح أن المشاركين أجمعوا على أن ما تعرض له المسيحيون جريمة ضد البشرية، وأن على الجميع رفض كل مظاهر العنف والتمييز بين المكونات العراقية بوصفها ضمان التوازن والعيش المشترك بين العراقيين. وحدة عراقية في الإدانة دعا رئيس الوزراء العراقي المتنحي نوري المالكي ?المسيحيين ?إلى ?الصبر ?والثبات ?حتى ?يتم ?القضاء ?على ?تنظيم ?«داعش» ?الإرهابي ?الذي? ?عاث ?بأرض ?الموصل ?فساداً، ?مشيراً ?إلى ?أن ?ما ?يقوم ?به ?التنظيم ?الإرهابي ?ضد? ?المسيحيين ?وبقية ?المكونات ?في ?الموصل ?دلالة ?واضحة ?وإثبات ?على ?جرائمه ?للعالم? ?للذين ?يساندون ?العصابات ?الإرهابية، وقال ?«إن على ?دول ?العالم ?الالتفات ?لعصابات ?داعش? ?وما ?قامت ?به ?ضد ?الأخوة ?المسيحيين ?وبقية ?مكونات ?الشعب ?العراقي»?، ?مبيناً «?أن ?خطر ?عصابات ?داعش ?سيمتد ?لمختلف ?الدول ?العربية وغيرها»?. وأضاف «إن ?أعمال ?داعش ?ضد ?المسيحيين ?والمكونات ?الأخرى ?أكبر ?دليل ?وإثبات ?على ?جرائم? ?التنظيم ?الإرهابي ?للعالم ?وللذين ?يساندونه، ?لذا ?يجب ?وقف ?التنظيم ?وإنهائه»?، ?لافتاً ?إلى ?أن «?داعش» ?ينفذ ?أجندات ?خارجية ?تهدف ?لقتل ?الناس ?الأبرياء?. ودعا ?المسيحيين ?إلى ?الثبات ?والصبر ?كما ?عهدهم ?العراق ?سابقاً ?حتى ?يتم? ?القضاء ?على ?«داعش»?، ?موضحاً «?نحن ?لن ?نتخلى ?عن ?المسيحيين أبداً»?. وبعث أياد علاوي زعيم ائتلاف الوطنية رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للتدخل الفوري وإنقاذ المظلومين من الشعب العراقي، ومنهم المسيحيون، وقال في رسالته «يقلقنا ويؤلمنا جداً ما حصل لمسيحيي العراق في الماضي القريب، وما يحصل الآن من تشريد وتجريح وترويع وتخويف وإيذاء، مما لا يقبله أي إنسان»، وأضاف «من المؤسف حقاً استهداف المسيحيين منذ أن تم إسقاط دولة العراق عام 2003 من قبل الاحتلال وكذلك النظام الدكتاتوري، ومنذ ذاك الحين ومسلسل معاناة المسيحيين في تزايد مريع، ما اضطر هؤلاء الأخوة العراقيين إلى الهجرة الجماعية من العراق، وهم من سكانه الأصليين إلى بلدان الشتات في العالم، ورافق هذه الهجرة الاضطرارية واللاإنسانية سكوت محزن للمجتمع الدولي، فضلاً عن عدم اكتراث بعض الحكام العراقيين الذين لم يبالوا لما يتعرض له المسيحيون». مؤكداً «أن قوى الإرهاب التي تمكنت من العراق الآن بسبب ضعف وتراجع مواقف المجتمع الدولي من جهة وارتباك حكام العراق وجنوحهم للسيطرة والاستئثار، واعتماد الجهوية والطائفية السياسية من جهة أخرى، يجعلنا أمام مفترق طرق خطير، لذا أصبح من واجب الأمم المتحدة أن تدافع عن كل اللاجئين والنازحين ومنهم الأخوة المسيحيون الذين كان لهم فضل كبير على حضارة وتقدم العراق، وكانوا دائماً مثالاً للسلم والمحبة والتقدم». وناشد الأمين العام والمنظمة الدولية من التدخل الفوري الأممي لإنقاذ المظلومين من الشعب العراقي، ومنهم المسيحيون. جريمة ضد الإنسانية ودان التحالف المدني الديمقراطي النهج الإجرامي لـ«داعش» تجاه المسيحيين، وعدّه بأنه جريمة ضد الإنسانية، وحمّل الكتل السياسية المتصارعة على السلطة مسؤولية احتلال التنظيم للموصل والمحافظات الأخرى. وفيما طالب المنظمات المدنية والأمم المتحدة بتنظيم جهد وطني واسع لإغاثة المهجرين من المناطق الساخنة، شدد على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس الاستحقاق الانتخابي وتحظى بقبول واسع داخل البرلمان وخارجه. وقال التحالف في بيان «إن الفعل الإجرامي لداعش وحلفائه تجاه المسيحيين العراقيين يعد جريمة ضد الإنسانية وفق معايير القانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة»، موضحاً «إن الدولة العراقية تتحمل مسؤولية حماية مواطنيها وإذا ما أظهرت عجزاً أو إخفاقاً، وهذا ما يحصل في الوقت الراهن، فإن المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية لتوفير الحماية والأمن الإنساني للعائلات المتضررة في مناطق الصراع المسلح». وأضاف التحالف «إنه يدين ويشجب النهج الإجرامي لداعش وحلفائه بالاستهداف المنظم لأطياف محددة من الشعب العراقي»، مشيراً إلى أن الكتل المتصارعة على النفوذ والاستحواذ على السلطة بأيّ ثمن كان وعلى حساب دماء وأرواح العراقيين، تتحمل مسؤولية مأساة احتلال داعش للموصل وامتدادها إلى محافظات أخرى بدعم من قوى عشائرية وسياسية رافضة للعملية السياسية، وتسلك سلوكاً طائفياً. تهديد التنوع الثقافي وقال وكيل وزارة الثقافة العراقية طاهر الحمود، إن إفراغ العراق من الأقليات يمثل تهديداً للتنوع الثقافي، مؤكداً أن مدينة الموصل هذه الأيام شهدت أكبر موجة نزوح للأسر المسيحية بفعل تهديدات إرهابيي «داعش» لها بالقتل أو ترك الديار، وتأتي بعد أسابيع من ارتكاب التنظيم جرائم مماثلة ضد التركمان الشيعة والشبك. وقال «إن ما يجري في الموصل من أعمال قتل وتنكيل ضد أبنائها، وما يعانيه نازحوها من ظروف إنسانية صعبة جعلتهم يفترشون الفاقة ويلتحفون المرض في مخيمات الإيواء، يعد بحق مأساة تدمي الضمير الحي، وتستصرخ كل من يهمه أمر البلاد والعباد». وأشار إلى أن الكلمات تعجز عن وصف الكارثة الإنسانية التي المّت في الموصل على يد تكفيريي داعش، بحيث لم يكتفوا بممارسة التطهير العرقي والطائفي ضد أبناء الأقليات، بل عمدوا إلى سلب حاجياتهم ومصوغاتهم أثناء خروجهم من الديار مكرهين. مؤكداً أن المسيحيين الذين التصقوا بتربة هذا الوطن، وأسسوا مع إخوانهم العراقيين من المكونات والأطياف الأخرى حضارة إنسانية تمتد لآلاف السنين، أصبحوا اليوم ومثلهم الشبك والتركمان والأقليات الأخرى، مهددين في بلدهم ومجبرين على الرحيل، ما سيتسبب بخسارة العراق لمكونات أصيلة في نسيجه، متعددة الألوان. وقال الحمود «إن خطط التكفيريين لإفراغ العراق من الأقليات تمثل تهديداً خطيراً للتنوع الثقافي الذي هو مصدر الغنى والقوة في بلدنا، لذا نجد لزاماً علينا أن ننبه إلى خطورة هذه المخططات الإرهابية، وأن يعطى الأمر أهمية استثنائية من قبل الجهات المعنية، وأن تكون القضية الأولى التي لا يعلو عليها ضجيج السياسة، وأصوات اللاهثين وراء الامتيازات والمناصب». مطالباً باعتبار ما يحدث في الموصل وغيرها من المدن المنكوبة جرائم ضد الإنسانية تستدعي ملاحقة مرتكبيها والداعمين لها. رفض أجندات «داعش» ووصف ?النائب ?عن ?كتلة ?التغيير ?درباز ?محمد ?ما ?يتعرض ?له ?المسيحيون? ?والمكونات ?الأخرى ?في ?الموصل ?من ?تهجير ?على ?يد ?عناصر ?تنظيم ?داعش ?الإرهابي،? ?بأنه ?صورة ?مروعة ?لجرائم ?هذا ?التنظيم ?بحق ?من ?يرفض ?الرضوخ ?لأجنداته ?المتخلفة. وقال «إن مسيحيي الموصل يطلقون اليوم صرخات‏? ?استغاثة ?تدمي ?القلوب ?بعد ?أن ?قام ?عناصر ?داعش ?بكتابة ?حرف ?النون ?على ?أبواب? ?بيوتهم ?للإشارة ?إلى أن ?هذه ?المنازل ?يقطنها ?نصارى، ?فضلاً ?عن ?تكرار ?الأمر ?ذاته? ?مع ?بقية ?المكونات ?التي ?تقطن ?الموصل، ?ومعظم ?هؤلاء ?اضطروا ?للنزوح ?بعد ?أن? ?خيّرهم ?الإرهابيون ?بين ?دفع ?الجزية ?أو ?الرحيل ?أو ?الموت». وأوضح أنه «من المؤسف أن هذه الأعمال الإجرامية ليست جديدة في تاريخ العراق،‏? ?فهي ?تعيد ?إلى ?الأذهان ?ما ?فعله ?النظام ?السابق ?ضد ?الكرد ?والكرد ?الفيليين? ?من ?تهجير ?وتغيير ?ديموغرافي ?لمناطقهم?، ?ومن ?ذاق ?مرارة ?التهجير ?سيتألم ?لحال? ?إخوتنا ?المسيحيين ?وبقية ?المكونات ?في ?الموصل». وشدد على ?ضرورة ?تضافر ?الجهود ?لإغاثة ?هؤلاء ?النازحين ?الذين ?لاحول ?لهم? ?ولا ?قوة، ?من ?خلال ?توفير ?السكن ?الملائم ?والغذاء ?والمستلزمات ?الطبية? ?والإنسانية?، ?إلى ?حين ?زوال ?الخطر ?واستتباب ?الأمن ?في ?مناطقهم?، ?مبيناً ?أن ?على? ?الحكومة ?الاتحادية ?القيام ?بواجباتها ?تجاه ?هذه ?الشريحة ?المغدورة، ?وبالأخص ?من? ?الناحية ?المالية ?وإغاثتهم ?في ?المناطق ?التي ?يوجدون ?فيها. روايات موجعة لم تتوقف عبارات الاستهجان لدى أبناء الشارع العراقي بكل مكوناته لما يحصل لأحد أهم مكوناته (المسيحيين). وقد جسدت هذا الأمر سيدة نزحت من الموصل إلى بغداد، حيث منزل شقيقتها في منطقة الكرادة. وتقول عايدة «جئت إلى بغداد بعد أن كتب تنظيم داعش على منزلنا في الموصل أننا من النصارى، ولم يكتفوا بهذا الأمر بل أرسلوا لنا سيدة منقبة أجبرتنا على الرحيل بعد أن سلبتنا كل مقتنياتنا الثمينة». وأشارت إلى أنها تمكنت مع إخوتها الصغار من الهرب ليلاً إلى أن وصلوا إلى منطقة جلولاء، وهناك ساعدتهم عائلة كردية للوصول إلى بغداد حيث مسكن شقيقتها. وتروي عايدة العذاب الذي شاهدته في الطريق لمئات النازحين، واستغربت من تدني الخدمات الحكومية للنازحين وأن أبناء الشعب هم من يقدم المساعدة ويفتح بيوته لهم وليس الحكومة. ويقول أحمد محمد علي من أهالي الكاظمية «إن ما يتعرض له المكون المسيحي هو صورة من صور الإبادة الجماعية لهذا المكون الأصيل، وإن الدين الإسلامي لا يرضى بأي شكل من الأشكال بتعريض أي من أهل الكتاب لأي أذى أو إهانة، وأكد أنه وأبناء عمومته استقبلوا ثلاث عائلات مسيحية في منطقة ديالى، حيث إن لهم فيها بيوتاً وعقارات، وناشد المنظمات الدولية إيقاف نزيف الدم في العراق والوقوف على الأسباب التي أودت بحياة العديد من العراقيين، ومنهم المسيحيون دون أي ذنب». بينما أكد صالح مؤيد من أهالي الأنبار، أن المسيحيين تعرضوا لأكبر إهانة لا يقبل بها أي إنسان على وجه الأرض، وقد سلبهم المتشددون حقهم في الدين والحياة، وهذا ما لا تقبل به كل أعراف الأرض. واتصلت امرأة تدعى نادية بـ«الاتحاد»، تقول «إن حكايتها يجب أن توثق لأنها تركت كل ذكرياتها وصور طفولتها وكتبها المدرسية وصور قداس الكنيسة التي تتردد عليها كل يوم أحد في بيتها الصغير في الجانب الأيسر من الموصل»، وأضافت «إنها حاولت أن تلملم بعضاً من تلك الذكريات، لكن باب بيتها طرقه غريب طالبها بترك البيت فوراً وترك كل الأشياء دون أن تتردد، وقد أمسكت بصورة واحدة وتمثال صغير لمريم العذراء، لكن هذا الغريب الذي لا تعرفه مزق الصورة وحطم التمثال وسحقه تحت قدمه وصفعها على وجهها، مطالباً برحيلها أو القتل فوراً بالسيف». وتتابع نادية الحكاية بالقول «إنها تركت كل الأشياء مرغمة، والتفتت إلى الوراء علها تسمع صوت الكنائس لآخر مرة، لكن في ذلك اليوم الأحد كانت الأجراس قد صمتت والخوف خيم على المنازل دون حتى أن تلقي منازل المسيحيين كلمة الوداع على أصحابها، فأبوابها قد علقت حروف الخوف واحتلت غرفه أجساد لا تعرف الرحمة. ولا يزال النازحون يحلمون بالعودة إلى المكان الذي لم تصمت فيه أجراس الكنائس منذ مئات السنين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©