الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

تتلمذ على يديه 46 إماماً

17 ديسمبر 2015 22:30
عبدالله بن عامر.. شيخ قراء الشام أحمد مراد (القاهرة) أحد أبرز العلماء والأئمة الذين خدموا رسالة القرآن، وأحد القراء السبعة وأعلاهم سنداً، يعتبره المؤرخون إمام أهل الشام في قراءة القرآن الكريم، حيث انتهت إليه مشيخة الإقراء بالشام، وقد تولى مهمة القضاء في دمشق، وينتمي إلى أبناء جيل التابعين الأجلاء. هو عبد الله بن عامر يزيد بن تميم بن ربيعة، أبو عِمران اليحصبي الدمشقي المعروف بـ «ابن عامر الشامي»، ولد سنة 21 هجرية - وقيل سنة 8 هجرية - وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم بعد مولده بعامين، وكان ذلك قبل فتح دمشق، وهاجر إلى دمشق بعد فتحها، وكان عمره تسعة أعوام. تتلمذ عبدالله بن عامر على أيدي عدد من الصحابة، حيث قرأ القرآن على أبي الدرداء، والمغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وفضالة بن عبيد، وأصح أسانيده قراءته على المغيرة عن عثمان، وقيل: أنه سمع من عثمان بن عفان نفسه. قال أبو علي الأهوازي: كان عبد الله بن عامر إماماً عالماً، ثقة فيما أتاه، حافظاً لما رواه، متقناً لما وعاه، عارفاً فهما، قيماً فيما جاء به، صادقاً فيما نقله، من أفاضل المسلمين، وخيار التابعين، وأجلة الراوين، لا يتهم في دينه، ولا يشك في يقينه، ولا يرتاب في أمانته، ولا يطعن عليه في روايته، صحيح نقله، فصيح قوله، عالياً في قدره، مصيباً في أمره، مشهوراً في علمه، مرجوعاً إلى فهمه، ولم يتعد فيما ذهب إليه الأثر، ولم يقل قولاً يخالف فيه الخبر، ولي القضاء بدمشق، وكان إمام جامعها، وهو الذي كان ناظراً على عمارته حتى توفي. تتلمذ على أيدي عبدالله بن عامر ستة وأربعون إماماً وعالماً في قراءة القرآن الكريم، ومن أبرزهم، يحيى بن الحارث الذماري، وأخوه عبد الرحمن، وربيعة بن يزيد، وجعفر بن ربيعة، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وأبو عبيد الله مسلم بن مشكم، وسعيد بن عبد العزيز، وخلاد بن يزيد بن صبيح المري، ويزيد بن أبي مالك. ورغم أن تركيز عبدالله بن عامر طوال حياته العلمية كان منصباً على قراءة القرآن، والتبحر في علومه دون غيرها من فروع العلم الإسلامي، إلا أن هذا لم يمنع من أن يكون له مكانة في رواية أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث حدث ابن عامر عن معاوية بن أبي سفيان، والنعمان بن بشير، وفضالة بن عبيد، وواثلة بن الأسقع، رضي الله عنهم، وحدث عنه ربيعة بن يزيد القصير، ومحمد بن الوليد الزبيدي، ويحيى الذماري، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعبد الله بن العلاء، وقد روى له مسلم حديثا، والترمذي آخر، وهو قليل الحديث بصفة عامة، ورغم ذلك أثنى على روايته الكثير من كبار الأئمة والعلماء، فقد وثقة النسائي وغيره، وقال أحمد بن عبد الله العجلي: ابن عامر شامي ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات وسئل أبو زرعة الرازي عن ابن عامر، فقال: مديني قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو ثقة صغير. بعد وفاة الصحابي الجليل أبي الدرداء رضي الله عنه، أمَّ عبدالله بن عامر المسلمين بالجامع الأموي بدمشق سنين كثيرة في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز وقبله وبعده، وكان عمر بن عبد العزيز يأتم به وهو أمير المؤمنين، ونظراً لعظمة مكانته في العلوم والإتقان جمع له الخليفة بين القضاء والإمامة ومشيخة الإقراء بدمشق، وكانت دمشق دار الخلافة ومحط رجال العلماء والتابعين، فأجمع الناس على قراءته للقرآن الكريم. مات عبدالله بن عامر في- 9 من المحرم - سنة 118 هجرية، ودفن في دمشق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©