الدعم الشعبي وانخفاض استهلاك الوقود يعيدان "سمارت" إلى حلبة المنافسة

إعداد - عدنان عضيمة: استحوذت التغيرات التي تشهدها أسواق السيارات في الولايات المتحدة والعالم من حيث التوجهات الجديدة للمستهلكين الذين قرروا التخلي عن شراء السيارات الكبيرة والإقبال على شراء السيارات الصغيرة على حيز كبير من صفحات الصحافة اليومية والمتخصصة· ومن بين التغيرات التي أصبحت حديث الصحافة الأميركية العودة القوية لسيارة ديملر كرايسلر ''سمارت فورتو'' التي تعدّ أصغر سيارة في العالم من دون منازع· ونشرت صحيفة ''ذي وول ستريت جورنال'' تقريراً، أشار فيه جون ستول إلى أن شركة ''يونايتد أوتو جروب'' الأميركية المتخصصة ببيع السيارات بالتجزئة تلقت 12600 حجز مسبق على قائمة انتظار السيارة ''سمارت فور تو'' التي ستصل إلى أسواق الولايات المتحدة عام ·2008 ويدفع الزبون 99 دولاراً كعربون لتأكيد الحجز، ويعد الحجز بهذه الطريقة مقياساً لمدى الإقبال على السيارة الجديدة من جهة، وطريقة لزيادة السيولة النقدية للشركة لأنه يطبق على كل طرازات السيارات الجديدة التي تبيعها· ويندرج ضمن برنامج شركة ''يونايتد أوتو جروب''، التي تمتلك حقوق بيع ''سمارت''، لتنظيم عمليات توزيعها على العدد الكبير من الزبائن الذين ينتظرونها بفارغ الصبر· ويضاف إلى ذلك أن الشركة تعتبر حجز السيارة وبيعها مساهمة في ترويج السيارات الصغيرة الصديقة للبيئة· وتنظم ''يونايتد أوتو جروب'' خلال الشهر الجاري قافلة ينتظر أن تعبر كبريات مدن الولايات المتحدة باستخدام أسطول من سيارات ''سمارت''، لتحقيق عدة فوائد من بينها قيام أكبر عدد ممكن من الزبائن باختبار قيادتها، وسوف تنطلق القافلة من مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، ويشتمل برنامجها على التوقف في 50 مدينة أميركية قبل العودة إلى نقطة الانطلاق في بداية نوفمبر المقبل·وعمدت شركة ديملر كرايسلر مؤخراً إلى زيادة باقة التجهيزات الاختيارية في ''سمارت فور تو'' حتى تضمن استدراج أكبر عدد ممكن من الزبائن الذين لن يروا فيها مجرد سيارة صديقة للبيئة وذات تكاليف تشغيل شديدة الانخفاض، بل إنها تحتكم أيضاً إلى الكثير من مظاهر الأناقة والخصائص الاستعراضية· وأشار توني بوردون، نائب المدير العام لشركة ''يونايتد أوتو جروب'' في معرض شرحه لدواعي وأهداف تنظيم هذه القافلة إلى أن الشركة مهتمة بشكل كبير بـ''سمارت فور تو'' بسبب الطلب المتزايد على السيارات ذات الاستهلاك المنخفض من الوقود، ويمكن لهذه السيارة التي يقل وزنها عن 350 كيلوجراماً أن تقطع 17 كيلومتراً في اللتر الواحد من البنزين، وهي تباع في الولايات المتحدة بسعر 12 ألف دولار فقط·وبدأ التنافس في أسواق السيارات الصغيرة والصديقة للبيئة يزداد حدّة بعد أن أدركت العديد من الشركات قوة الطلب عليها· ويقول تقرير ''ذي وول ستريت جورنال'' إن ''سمارت فور تو'' ستواجه منافسة من سيارة شركة تويوتا الصغيرة ''ياريس'' ومن سيارة نيسان ''فيرسا'' وسيارة هوندا ''فيت'' وسيارة بي إم دبليو ''ميني''· وتختلف كل هذه السيارات عن ''سمارت فور تو'' في أنها أكبر منها حجماً، وهي تتسع لأربعة ركاب فيما صممت ''سمارت فور تو'' لتستضيف راكبين فقط· ويقول التقرير إنه على الرغم من الحجم الصغير لـ ''سمارت فور تو''، إلا أنها مجهزة بأكثر التكنولوجيات تعقيداً فيما يتعلق بفعالية احتراق الوقود ونظافة غازات عادم الاحتراق من الغازات الخانقة مثل أول أوكسيد الكربون وأكاسيد النتروجين غير المشبعة بالأوكسيجين· وتشبه ''سمارت فورتو'' السيارات الكهربائية التي تستخدم بكثرة في ملاعب الجولف، ومن المنتظر أن تحصل على أربعة نجوم في تصنيف السيارات الأكثر قدرة على حماية الركاب من الأذى أثناء حدوث الاصطدامات والذي ينظم بمعرفة خبراء من إدارة أمن الطرق السريعة في الولايات المتحدة· وأشارت مصادر ديملر كرايسلر إلى أنها كانت تعتزم إطلاق سيارات ''سمارت'' المتطورة قبل بضع سنوات إلا أن هذا المشروع اصطدم بالصعوبات المالية التي واجهها قسم ''سمارت'' في الشركة· ومن المعلوم أن الطرازات الأولى من سمارت التي أطلقت قبل عام ،2004 واجهت كساداً كبيراً في الأسواق العالمية لم تكن شركة ديملر كرايسلر تتوقعه على الإطلاق· ويعزى الدافع الجديد لإعادة إحياء فكرة إطلاق هذه السيارة إلى التطورات الكبيرة التي شهدتها الأسواق بسبب ارتفاع أسعار النفط وتزايد الضجة الإعلامية عبر العالم حول مستوى الخطر المحدّق ببيئة الأرض بسبب إطلاق المزيد من غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو· ويمكن القول الآن إن ''سمارت'' أصبحت تحظى بدعم شعبي واسع النطاق بسبب صداقتها مع البيئة وانخفاض استهلاكها من الوقود· ومن المحتمل أن تتعرض ''سمارت فورتو'' أيضاً لهجمة تنافسية قوية من السيارات الكهربائية لو أثمرت البحوث التي يتم إجراؤها على قدم وساق لتطوير بطاريات شوارد الليثيوم ذات الفعالية العالية في تخزين الطاقة من المفتاح الكهربائي المنزلي· وعلى الرغم من الإقبال الكبير على التسجيل المسبق لشراء ''سمارت فورتو''، إلا أن شركة ''يونايتد أوتو جروب'' لا تعتزم بيع أكثر من 16 ألف نسخة منها خلال العام المقبل بسبب محدودية الإنتاج في المصانع، وسوف تتوزع هذه النسخ في ثلاثة طرازات هي: بيور أو النقية، وباشن أو الشغف، وباشن المكشوفة· وقال توني بوردون إن طريقة الحجز المسبق على السيارات مقابل دفعة عربون قدرها 99 دولاراً تحمل في باطنها معنى الدراسة الاستطلاعية الميدانية لرغبات الزبائن· ولم تقصر الشركة تطبيقها على سيارة ''سمارت'' وحدها، بل على مختلف طرازات السيارات التي تبيعها، وأشار إلى أن السيارة تمكنت من إثبات وجودها القوي حتى في مدينة ديترويت التي تعد المعقل الحقيقي لصناعة السيارات الأميركية