السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

عبيد الله الهذلي.. مفتي المدينة الفقيه

19 ديسمبر 2014 00:30
أحمد مراد (القاهرة) الإمام والفقيه، مفتي المدينة وعالمها، وأحد الفقهاء السبعة، أبوعبدالله الهذلي المدني الأعمى، من أبرز أعلام التابعين الذين آثروا التاريخ الإسلامي. هو أبوعبدالله عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود الهذلي، أخو المحدث عون، وجدهما عتبة هو أخو عبدالله بن مسعود رضي الله عنهما، ولد في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، روى عن أبيه وعن جماعة كبيرة من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أمثال ابن مسعود وعمار بن ياسر وأبي هريرة وأم المؤمنين عائشة وابن عباس وابن عمر وعثمان بن حنيف وسهل بن حنيف والنعمان بن بشير وأبي سعيد الخدري وأبي طلحة الأنصاري وأبي واقد الليثي وفاطمة بنت قيس وزيد بن خالد وأم قيس بنت محصن. وكان أبوعبدالله أحد الفقهاء العشرة ثم السبعة الذين كان تدور عليهم الفتوى في المدينة المنورة، وكان عالما فاضلا مقدما في الفقه، وبحرا في العلم والمعرفة بالأحكام والحلال والحرام وكان مع ذلك شاعرا مجيدا، وتقيا محسنا، ولم يكن بعد الصحابة إلى الفترة التي عاش فيها هناك فقيه أشعر منه، ولا شاعر أفقه منه، كان يقول عن نفسه: ما سمعت حديثا قط فأشاء أن أعيه إلا وعيته. سئل عراك بن مالك، من أفقه من رأيت؟ قال: أعلمهم سعيد بن المسيب، وأغزرهم في الحديث عروة، ولا تشاء أن تفجر من عبيد الله بحرا إلا فجرته. وقال الإمام الزهري: ما جالست أحدا من العلماء إلا وأرى أني قد أتيت على ما عنده، وقد كنت اختلفت إلى عروة حتى ما كنت أسمع منه إلا معادا، ما خلا عبيد الله بن عتبة فإنه لم آته إلا وجدت عنده علما طريفا، وقال الزهري: سمعت من العمل شيئاً كثيرا فظننت أني اكتفيت حتى لقيت عبيد الله بن عبدالله بن عتبة فإذا كأنني ليس في يدي شيء. ويعد خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبدالعزيز أحد أبرز تلاميذ عبيدالله بن عتبة، وكان الخليفة الأموي يقول عن معلمه: لأن يكون لي مجلس من عبيد الله أحب إلي من الدنيا، وقال: لو كان عبيد الله حيا ما صدرت إلا عن رأيه. كتب عبيد الله إلى عمر بن عبدالعزيز ناصحا إياه بقوله: بسم الذي أُنزلت من عنده السور، والحمد لله أما بعد يا عمر إن كنت تعلم ما تأتي وما تذَر فكن على حذر قد ينفع الحذر واصبر على القدر المحتوم وارض به، وإن أتاك بما لا تشتهي القدر فما صفا لامرئ عيش يسَر به إلا سيتبع يوما صفوه كدر. وتتلمذ على يديه عدد كبير من العلماء والفقهاء أمثال الزهري وسعد بن إبراهيم وأبو الزناد وصالح بن كيسان وعراك بن مالك وموسى بن أبي عائشة وأبو بكر بن أبي الجهم العدوي وضمرة بن سعيد وطلحة بن يحيى وعبدالله بن عبيدة والربذي وعبدالمجيد بن سهيل بن عبدالرحمن بن عوف وخصيف الجزري. أثنى العلماء وكبار الأئمة على أبي عبدالله الهزلي، فقال الواقدي: كان ثقة عالما، فقيها، كثير الحديث والعلم بالشعر، وقال أحمد بن عبدالله العجلي: كان أحد فقهاء المدينة ثقة، رجلا صالحا، جامعا للعلم، وهو معلم عمر بن عبدالعزيز. اختلف المؤرخون في تحديد سنة وفاة عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، حيث قال البخاري: مات قبل علي بن الحسين سنة أربع أو خمس وتسعين من الهجرة، وقال ابن نمير وغيره، مات سنة 80 هجرية، وقال ابن المديني، مات سنة 99 هجرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©