الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العمال والفقراء يرفضون دفع «ثمن» الأزمة المالية

العمال والفقراء يرفضون دفع «ثمن» الأزمة المالية
8 ديسمبر 2011 22:53
نيويورك (ا ف ب) - عكس “الغاضبون” في أوروبا ومناهضو “وول ستريت” في الولايات المتحدة خلال 2011 الاستياء المتزايد بين الشعوب من التفاوت الاجتماعي وعالم المال، الذي زاد من حدته تفاقم الأزمة الاقتصادية. واختصرت لافتة كتب عليها “ربيع عربي، صيف أوروبي، شتاء أميركي”، حملتها متظاهرة من حركة “احتلوا وول ستريت” في نيويورك، الرابط بين هذه الاحتجاجات الشعبية الناجمة عن إحباطات متكررة اقتصادية وسياسية واجتماعية. صحيح أن الاختلافات متعددة بين تلك الحركات، لكن النقاط المشتركة كثيرة: المتظاهرون من الشباب وغالبيتهم من حائزي شهادات جامعية يواجهون صعوبات في بناء حياتهم بسبب البطالة. وتجمع “الغاضبون” للمرة الأولى في 15 مايو في ساحة بوريتا ديل سول في مدريد بعد بضعة أشهر على نشر كتيب للدبلوماسي الفرنسي السابق ستيفان هيسل بعنوان “عبروا عن غضبهم”، حقق مبيعات كبيرة. وانتشرت الحركة بفضل الشبكات الاجتماعية بشكل سريع. وظهرت مخيمات اعتصام بأحجام مختلفة في برشلونة وفالنسيا وسرقسطة واثينا ولشبونة وباريس وبايون وبروكسل. وشارك مئتا ألف شخص في تظاهرة في مدريد في 19 يونيو. ونددوا خلالها بالأزمة الاقتصادية والبطالة وأيضاً بفساد السياسيين والنفوذ المتزايد للمصارف. وفي 17 سبتمبر، تمركزت حركة “احتلوا وول ستريت” التي لم تعلن عن قادة لها على غرار “الغاضبين”، بدورها في إحدى ساحات حي “وول ستريت” في نيويورك. ومن اوائل “المحتلين” مونيكا لوبيز (25 عاماً) من “الغاضبين” في مدريد، والتي عبرت المحيط الأطلسي لتكون من اول المعتصمين في نيويورك. ونددت حركة الاحتجاج بنفوذ قطاع المال وبجشع وفساد الأثرياء. وردد المتظاهرون شعار “نحن الـ99%” (مقارنة مع 1% هم الأكثر ثراء في الولايات المتحدة). وفي الولايات المتحدة أيضاً، لعبت الشبكات الاجتماعية دوراً كبيراً في تسهيل الاحتجاجات. فالرسالة تمر بسرعة في الولايات المتحدة التي تعاني من البطالة وحيث تزايد نفوذ القطاع المالي في السياسة بشكل غير مسبوق. واقيمت مخيمات اعتصام في عشرات من المدن الأميركية بالإضافة إلى تظاهرات شارك فيها آلاف الأشخاص خصوصاً في نيويورك للتنديد بنفوذ قطاع المال والتفاوت الاجتماعي. وعبرت حركة الاحتجاج الحدود لتصل الى كندا والمحيط الأطلسي لتبلغ لندن وفرانكفورت والمحيط الهادئ لتنتقل إلى سيدني. وفي 15 أكتوبر، نفذ “الغاضبون” و”المحتلون” يوم تظاهرات عالمي اسفر عن مواجهات عنيفة في روما. وقامت الشرطة بعدها بإزالة غالبية هذه المخيمات سواء في أوروبا أو في أميركا الشمالية. إلا أن “الغاضبين” و”المحتلين” يواصلون تطوير استراتيجيتهم والقيام بأنشطة محددة والتنديد بمصادرة الممتلكات وطرد السكان منها والمطالبة بفرض المزيد من الضرائب على الأكثر ثراء، ولو أن التظاهرات بدأت تراوح مكانها مع حلول الشتاء. لكنهم يرفضون التراجع، وتعتزم حركة “احتلوا وول ستريت” استخدام الاستحقاق الرئاسي في نوفمبر 2012 لصالحها، خصوصاً وأن الشعور بالإحباط يتفاقم بينما التفاوت الاجتماعي يزداد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©