الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الجنوبية .. لماذا لا نصنع قنبلة نووية؟

21 مارس 2016 23:41
كم من الوقت يلزم كوريا الجنوبية لتطوير أسلحة نووية؟. لاشك أن فكرة طمر الرأس والتغافل عن الخطر القائم غير معقولة الآن أو في المستقبل، وذلك لأن كوريا الشمالية لا تتوقف عن تطوير تكنولوجيا الأسلحة النووية! كما أن الإحباط الذي ينتاب السياسيين الكوريين الجنوبيين حول طريقة التعامل مع نظام «كيم يونج أون» المشاكس هو الذي دفع أعداداً متزايدة من الأكاديميين والسياسيين البارزين في كوريا الجنوبية إلى التساؤل: ولماذا لا نصنعها نحن أيضاً؟ وتحظى هذه الفكرة بتأييد شخصيات بارزة من أمثال القيّمين على «شوزون إلبو»، وهي الصحيفة الأضخم في كوريا الجنوبية، وكذلك أسرة «هيونداي» ومجموعة من كبار الأثرياء الذين يطالبون كوريا الجنوبية بامتلاك الأسلحة النووية. وتتوفر لهم الآن فرصة سانحة يضعونها في أذهانهم وتكمن في فرص التعاون مع الصين. ولكن في معرض التعليق على هذا الموضوع قال «بارك سيونج- جي» رئيس «معهد آسيا الاستراتيجي» في سيئول: «لا أعتقد أن كوريا الجنوبية ترغب بالفعل بامتلاك أسلحة نووية. ويبدو لي وكأنها تقول للصينيين: إذا لم تتعاونوا مع الخصوم، فإننا لا نعتزم صنع أسلحة نووية بأنفسنا». وفي هذا الوقت الذي تفعل فيه كوريا الجنوبية كل ما في وسعها لمعاقبة كوريا الشمالية بسبب تجاربها النووية والصاروخية الأخيرة، فهناك حدود للقلق الذي تشعر به سيئول لا يمكنها أن تتحمل أكثر منها. وكل العيون في كوريا الجنوبية تتطلع الآن إلى الصين رغم أنها الحليف التجاري الأكبر لكوريا الشمالية، وهي الأقرب لأن تكون في حالة تحالف معها. وتسود كوريا الجنوبية حالة من القلق الشديد بسبب ما تمتلكه الصين من نفوذ على كوريا الشمالية، وخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الحقيقة التي تفيد بأن بكين على رغم استيائها المتزايد من سلوكيات بيونج يانج، إلا أنها لن تخاطر بتهديد حالة الاستقرار التي تسود جارتها النووية. وفي هذا السياق قال «تشيونج سيونج- تشانج» الخبير الكوري في معهد «سيجونج» والداعية الأكبر لتسلح كوريا الجنوبية بالأسلحة النووية إن: «من المنتظر أن تشهد قدرات التسلح النووي في كوريا الشمالية نمواً متزايداً، ولهذا السبب يكون من المهم جداً بالنسبة لكوريا الجنوبية أن تعمل هي أيضاً على تحقيق حالة من التوازن في القوى النووية بين الكوريتين. وإذا كان من المحتمل أن ترفض الصين فكرة تحوّل كوريا الجنوبية إلى دولة نووية، فإن من المهم بالنسبة لنا أن نصل إلى النقطة التي تضمن المصالح الوطنية للبلدين». وتعارض الصين بشدّة المحادثات الجارية بين سيئول وواشنطن المتعلقة بنشر نظام متطور مضاد للصواريخ على الأراضي الكورية الجنوبية، يعرف باسمه المختصر THAAD. ويعود هذا التحالف الأمني الدفاعي بين البلدين لفترة ما بعد الحرب الكورية الذي تكفل بموجبه الولايات المتحدة حماية كوريا الجنوبية بوساطة «المظلة النووية الأميركية». وبناء على هذا التحالف، أعلنت كوريا الجنوبية من خلال اتفاقية وقعتها عام 1991 مع الولايات المتحدة أنها «لن تصنع أو تمتلك أو تختزن أو تنشر أو تستعمل أسلحة نووية». وهي واحدة من عدة اتفاقيات تهدف إلى حظر انتشار الأسلحة النووية (كتلك التي وقعتها مع اليابان بعد نهاية الحرب العالمية الثانية). إلا أن بعض السياسيين أعلنوا عن استغرابهم لعدم امتلاك كوريا الجنوبية لبرنامج نووي خاص بها. وفي هذا الشأن، قال «وون يو- شيول» السياسي البارز ورئيس الكتلة النيابية لـ«حزب ساينوري» الحاكم: «لا يمكننا أن نستعير مظلة كلما شعرنا بأن المطر على وشك السقوط من الشمال. وقد آن الأوان بالنسبة لنا لنتخذ كافة الإجراءات الفعالة والواقعية لمواجهة القدرات النووية لكوريا الشمالية». ويمكن أن يتم تحقيق هذا المسعى بتوجيه طلب إلى الولايات المتحدة التي عمدت إلى سحب أسلحتها النووية من كوريا الجنوبية في العام 1992 بأن تعيد نشرها من جديد. أو أن تتولى كوريا الجنوبية تطوير أسلحتها النووية بنفسها، وفقاً لما قاله «وون» في الشهر الماضي. وفي شهر يناير الماضي نشرت صحيفة «تشوزن إلبو» افتتاحية تحت عنوان «على كوريا الجنوبية أن تناقش مسألة امتلاك الأسلحة النووية». وخلال الشهر الماضي أيضاً نشرت الصحيفة ذاتها مقالاً مطوّلاً نقلت خلاله عن خبراء نوويين قولهم إن في وسع كوريا الجنوبية أن تقوم بمعالجة البلوتونيوم الناتج عن محطاتها النووية لتوليد الطاقة الكهربائية لتحويله إلى سلاح نووي فعّال خلال 18 شهراً. وجاء في المقال أنه إذا كان الأمر يتطلب بعض الوقت لبناء منشآت إعادة معالجة البلوتونيوم، إلا أن في الإمكان إجراء هذه العملية في المختبرات النووية ذاتها بصفة مؤقتة. * محللة سياسية أميركية متخصصة في شؤون اليابان والكوريتين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©