كم من الوقت يلزم كوريا الجنوبية لتطوير أسلحة نووية؟. لاشك أن فكرة طمر الرأس والتغافل عن الخطر القائم غير معقولة الآن أو في المستقبل، وذلك لأن كوريا الشمالية لا تتوقف عن تطوير تكنولوجيا الأسلحة النووية! كما أن الإحباط الذي ينتاب السياسيين الكوريين الجنوبيين حول طريقة التعامل مع نظام «كيم يونج أون» المشاكس هو الذي دفع أعداداً متزايدة من الأكاديميين والسياسيين البارزين في كوريا الجنوبية إلى التساؤل: ولماذا لا نصنعها نحن أيضاً؟
وتحظى هذه الفكرة بتأييد شخصيات بارزة من أمثال القيّمين على «شوزون إلبو»، وهي الصحيفة الأضخم في كوريا الجنوبية، وكذلك أسرة «هيونداي» ومجموعة من كبار الأثرياء الذين يطالبون كوريا الجنوبية بامتلاك الأسلحة النووية. وتتوفر لهم الآن فرصة سانحة يضعونها في أذهانهم وتكمن في فرص التعاون مع الصين.
ولكن في معرض التعليق على هذا الموضوع قال «بارك سيونج- جي» رئيس «معهد آسيا الاستراتيجي» في سيئول: «لا أعتقد أن كوريا الجنوبية ترغب بالفعل بامتلاك أسلحة نووية. ويبدو لي وكأنها تقول للصينيين: إذا لم تتعاونوا مع الخصوم، فإننا لا نعتزم صنع أسلحة نووية بأنفسنا».
![]() |
|
![]() |
وتسود كوريا الجنوبية حالة من القلق الشديد بسبب ما تمتلكه الصين من نفوذ على كوريا الشمالية، وخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الحقيقة التي تفيد بأن بكين على رغم استيائها المتزايد من سلوكيات بيونج يانج، إلا أنها لن تخاطر بتهديد حالة الاستقرار التي تسود جارتها النووية. وفي هذا السياق قال «تشيونج سيونج- تشانج» الخبير الكوري في معهد «سيجونج» والداعية الأكبر لتسلح كوريا الجنوبية بالأسلحة النووية إن: «من المنتظر أن تشهد قدرات التسلح النووي في كوريا الشمالية نمواً متزايداً، ولهذا السبب يكون من المهم جداً بالنسبة لكوريا الجنوبية أن تعمل هي أيضاً على تحقيق حالة من التوازن في القوى النووية بين الكوريتين. وإذا كان من المحتمل أن ترفض الصين فكرة تحوّل كوريا الجنوبية إلى دولة نووية، فإن من المهم بالنسبة لنا أن نصل إلى النقطة التي تضمن المصالح الوطنية للبلدين».
![]() |
|
![]() |