الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقبة النوع والقيادة القتالية

21 مارس 2016 23:41
للمرة الأولى على الإطلاق، يقع الاختيار على امرأة لتولي رئاسة القوات القتالية في الجيش الأميركي، وهي واحدة من أبرز الوظائف في القوات المسلحة. وقد أعلن وزير الدفاع الأميركي «آشتون كارتر» يوم الجمعة الماضي، أن الجنرال «لوري روبينسون»، التي بزغ نجمها منذ وقت طويل في القوات الجوية، ستتولى قيادة القيادة الشمالية الأميركية، وامتدح خبراتها «العملية المتعمقة جداً» وكذلك الإدارية. وتتولى الجنرال «روبينسون» في الوقت الراهن «قيادة القوات الجوية الأميركية في منطقة المحيط الهادي». وقيادة القوات القتالية من أبرز الوظائف وأكثرها هيبة في الجيش الأميركي، ولاسيما أنها تشرف على واحدة من ست مناطق. فعلى سبيل المثال، ترتكز القيادة المركزية الأميركية خارج «تامبا» في ولاية فلوريدا، وهي مسؤولة عن إدارة العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان والعراق وسوريا. وتظهر خطة أوباما الرامية إلى تعيين «روبينسون»، التي لا يزال تعيينها يخضع لموافقة مجلس الشيوخ، أنه بعد وقت طويل أصبح في الجيش الأميركي الآن ضباط من النساء يتمتعن بقوة استثنائية، حسبما أكد «كارتر»، مشيراً إلى أن «لوري» من هذه الفئة بكل تأكيد. ويأتي ترشيح «روبينسون» في مرحلة حرجة، ففي يناير الماضي، فتحت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» مناصب قيادة القوات القتالية أمام النساء، بينما تعمل كل أفرع الجيش على دمجهن بشكل كامل في صفوفها. وقد امتدحت العاملات في الخدمة العسكرية، اللاتي يناصرن هذا التغيير، ترشيح «روبينسون» والقوات الجوية معاً. وفي هذا السياق، قالت الكولونيل المتقاعدة «إيلين هارينج»، خريجة «أكاديمية ويست بوينت»، والتي تعمل الآن زميلة رفيعة المستوى في مركز «المرأة في الأمن الدولي» للأبحاث، «بمجرد أن سمعت عن ترشيح امرأة، توقعت مباشرة أن تكون ضابطة في القوات الجوية». ولأن المهام القتالية في سلاح الجو الأميركي ترتكز على قيادة المقاتلات، وليس القتال البري، لم تكن هناك سوى مخاوف قليلة بشأن القوة البدنية لدى النساء. وقد فتحت القوات الجوية وظائفها القتالية الأساسية، برتبة طيار مقاتل أمام النساء في عام 1993، أي منذ ما يزيد على عشرين عاماً. وأفادت «هارينج» بأنه نتيجة لذلك، لا يزال سلاح الجو في الطليعة عندما يتعلق الأمر بتقديم ضابطات لديهن خبرات كافية للتأهل لمثل هذه المناصب البارزة. وأشارت إلى أن «إعلان اليوم اقتضى الإعداد له أكثر من عقدين، واستغرق الأمر 23 عاماً لواحدة من هؤلاء الطيارات كي تحصل على الخبرة العملياتية اللازمة كي يتم اختيارها لمنصب بهذا الحجم»، معربة عن أملها في ألا يستغرق الأمر 22 عاماً أخرى كي يتم اختيار امرأة من الجيش أو قوات البحرية لتولي مناصب قيادة القوات القتالية. وسلاح الجو هو الفرع الوحيد في الجيش الأميركي الذي تولت وزارته رسمياً امرأة، إذ أصبحت «شيلا ويندال»، أول وزيرة لسلاح الجو خلال الفترة من 1993 إلى 1997، وتلتها «ديبورا جيمس»، في عام 2013. وبدورها قالت «روبينسون» يوم الجمعة في بيان لها: «أشعر بغبطة حقيقية في أن يتم اختياري لقيادة طيارين وجنود وبحارة وقوات البحرية في القيادة الشمالية الأميركية». وأضافت: «ما من شرف لضابط عسكري أسمى من أن يتم ترشيحه للقيادة». وقالت: «في حالة تأكيد تعييني، فإنني أتطلع إلى المضي قدماً في التعامل مع التحديات واقتناص فرص الدفاع عن أميركا الشمالية بالتعاون مع فريق مشترك لا يصدق». والقيادة الشمالية هي القيادة العسكرية المعنية بالدفاع عن الأراضي الأميركية، ونطاق عملياتها يتضمن الجو والبر والبحر والنطاق القاري للولايات المتحدة الذي يشمل ألاسكا وكندا والمكسيك والمياه المحيطة بها. وإذا ما أصبحت «روبينسون» القائد التالي للقيادة الشمالية، فإنها ستترأس أيضاً «قيادة الدفاع الجوي الأميركي (نوراد)، التي تتولى بالتعاون مع نظيرتها الكندية مسؤولية إطلاق التحذير المبكر عندما تقترب طائرات معادية من المجال الجوي واعتراضها، مثل طائرات إطلاق صواريخ روسية طويلة المدى، في حال الحاجة إلى ذلك». ووصفت «ديبورا جيمس» وزيرة «سلاح الجو»، في بيان هذه الأخبار بأنها «سارة للأمة الأميركية»، وأثنت على إعلان «كارتر»، وقالت: «إن روبينسون قائدة كفؤة»، منوّهة إلى أن خبراتها الواسعة في المهام الأكثر صعوبة جعلتها اختياراً طبيعياً لقيادة هذا المنصب المهم. وكذلك أثنى الجنرال «مارك ويلش»، كبير الضباط في سلاح الجو، على «روبينسون» قائلاً: «إنها تمثل مزيجاً من القيادة الاستراتيجية والخبرة العملياتية»، لتكون على رأس القيادة الأميركية الشمالية. * محللة سياسية أميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©