الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتاوى

فتاوى
6 فبراير 2014 20:33
يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء في الدولة ? أعمل موظفاً في دائرة معينة، وأحياناً أخرج من العمل خلال ساعات الدوام دون إذن من ربِّ العمل، فما حكم ذلك؟ ?? إنَّ الوفاء بساعات العمل المقررة في العقد بينك وبين الدائرة أمر رباني، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ}المائدة1. وهذا يوجب الوفاء بكامل متطلبات العقد، وبالتالي فإن الخروج من العمل بدون إذن أو التمارض للحصول على استراحة أو التقصير في أداء الواجب وتضييع الوقت خلال الوقت المخصص للعمل يوقع الإنسان في المخالفات الشرعية ويفتح عليه باب الشبهات وأكل مال الحرام، وتذكر دائماً السؤال الثالث الوارد في الحديث الشريف الذي أخرجه الترمذي في سننه عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ “لاَ تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ”. وللتخلص من هذا المال الذي أخذته من غير حقٍّ شرعي: فيجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى ثم ردُّ هذا المال إلى جهة العمل لأن التوبة المالية لا تقبل إلا بردِّ المال إلى صاحبه إن أمكن ذلك، فإن لم يمكن ذلك فتصدق بقيمة ما قصرت فيه. الصلاة ? أريد طريقاً أثبت فيه على الصلاة وأحبها وأخشع فيها؟ ?? اعلم أن الطريقة التي تثبت بها على الصلاة هي عدم تأخير الصلاة عن وقتها بعد دخول الوقت، وصحبة الصالحين المواظبين عليها، والعلم أن الوقت والعمر سيمضي، ولن يتوقف، وليعرف فضل الصلاة وأنها عماد الدين، وأنها رأس القربات، وأن أحب الأعمال إلى الله بعد الإيمان هي الصلاة، وأنها أول ما يحاسب عليها، فبها تنفرج الهموم وتستجلب الأرزاق، وتدفع الآفات والمصائب، وإنما يحافظ عليها من يعرف قدرها، ويرجو أجرها، ويخاف العقاب على تركها، وهذه صفة المؤمن، وسأذكر لك ما يبين عظمة الصلاة ومكانتها من خلال ما يلي: أولاً: الصلاة هي النور الذي يفتح بصيرة المسلم على الخير، فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الصلاة نور»، رواه مسلم. ثانياً: أنها أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر»، رواه أبو داود والترمذي. ثالثاً: حرص الصحابة عليها، حتى كان الرجل يحمل إلى المسجد حملاً، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف»، رواه مسلم. رابعاً: الصلاة تطهر النفس من الفحشاء والمنكر، قال الله سبحانه وتعالى: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} [العنكبوت: 45]. وتذكر عقوبة ترك الصلاة، كقول الله تبارك وتعالى: {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون} [الماعون: 4 - 5]، وقول الله سبحانه وتعالى: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا} [مريم: 59]، وعليك بالدعاء أن تكون من المصلين المحافظين على الصلاة. العمرة ? اعتمرت، أحرمت وطفت سبعا وسعيت بين الصفا والمروة أربعا، ومن تعبي لم أكمل السعي فتحللت بقص الشعر، فهل عمرتي صحيحة؟ ?? إن من ترك السعي أو بعضه وحلق ثم رجع لبلده فعليه أن يرجع لمكة ويتم عمرته عند الجمهور المالكية والشافعية والحنابلة، فالسعي ركن من أركان العمرة ولا تصح بدونه، وأنت الآن ما زلت على إحرامك، ففي الثمر الداني أن (السعي ركن من أركان الحج والعمرة التي لا بد منها، لا يجزئ في تركه هدي ولا غيره، دل على فرضيته الكتاب والسنة)، وقال العلامة الحطاب في مواهب الجليل على مختصر خليل بن إسحق المالكي : (فمن ترك شوطا أو بعضا ... من السعي عاد على إحرامه من بلاده) . إلا أنه في المذهب الحنفي أن من ترك من السعي مثل ما تركت (ثلاثة أشواط ) أطعم عن كل واحد من الأشواط الثلاثة المتروكة مسكينا وهو أيسر لك وأسهل، قال العلامة السرخسي في المبسوط: (وَإِنْ تَرَكَ ثَلَاثَةَ أَشْوَاطٍ أَطْعَمَ لِكُلِّ شَوْطٍ مِسْكِينًا). الوشم ? لماذا الوشم حرام شرعاً؟ الوشم: هو غرز الجلد بالإبرة إلى أن يدمى، ثم يذر عليه نحو نيلة فَيَخْضَرّ لحمله نجاسة، وقد نهى الشرع الشريف عنه، فهو حرام على الرجال والنساء، لا فرق بين الفاعل والمفعول به، بل لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلته والمفعول بها، ففي الصحيحين عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” لَعَنَ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ”. قال الإمام الخطيب الشربيني الشافعي رحمه الله في مغني المحتاج: الْوَشْمُ، وَهُوَ غَرْزُ الْجِلْدِ بِالْإِبْرَةِ حَتَّى يَخْرُجَ الدَّمُ ثُمَّ يُذَرُّ عَلَيْهِ نَحْوُ نِيلَةٍ لِيَزْرَقَّ أَوْ يَخْضَرَّ بِسَبَبِ الدَّمِ الْحَاصِلِ بِغَرْزِ الْإِبْرَةِ حَرَامٌ لِخَبَرِ الصَّحِيحَيْنِ {لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ، وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وَالْوَاشِرَةَ، وَالْمُسْتَوْشِرَةَ، وَالنَّامِصَةَ، وَالْمُتَنَمِّصَةَ} أَيْ: فَاعِلَةَ ذَلِكَ وَسَائِلَتَهُ فَتَجِبُ إزَالَتُهُ ...اهـ. وقال الإمام النفراوي المالكي رحمه الله كما في الفواكه الدواني: قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الْوَشْمَ حَرَامٌ لِلظَّاهِرِ مِنْ الْحَدِيثِ حَتَّى صَرَّحَ ابْنُ رُشْدٍ وَابْنُ شَاسٍ بِأَنَّهُ مِنْ الْكَبَائِرِ يُلْعَنُ فَاعِلُهُ.اهـ والعِلَّة في تحريمه هي ورود اللعن عليه، للفاعل والمفعول به، ولا يلعن إلا على فعل محرّم، بل على كبيرة من الكبائر، كما أن فيه من تغيير خلق الله ما فيه، وفيه اعتداء على النفس التي أمر الله تعالى بصيانتها والحفاظ عليها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©