السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تجربة صحفية مع الإرهاب بين بومباي وباريس !

تجربة صحفية مع الإرهاب بين بومباي وباريس !
17 ديسمبر 2015 01:46
*رامولا تالوار بادهام ليلة واحدة من الإرهاب يمكن أن تغير كيف تنظر المدينة إلى نفسها وكيف ينظر إليها العالم. لقد أصبحت وسائل الاعلام والناس عموما معتادين على التفجيرات التي تحدث في آسيا وأفغانستان والعراق والشرق الأوسط، ولكن عندما تحدث هذه في العالم الغربي، فإنها تهز الشعوب حتى النخاع. بعد نحو عشرة أيام من حدوث تفجيرات في باريس في الثالث عشر من نوفمبر، كنت ضمن مجموعة من الصحفيين الموجودين بالعاصمة الفرنسية لتغطية الحدث. وكانت هجمات باريس التي نفذها مسلحون وانتحاريون في قاعة لحفلات الموسيقى وملعب ومطاعم وحانات قد أودت بحياة 129 شخصا. كانت الرحلة معرضة لخطر إلغائها بعد عدة نصائح من قبل حكومات مختلفة حذرت من السفر إلى باريس. وعندما قيل لنا في النهاية إن وسائل الاعلام سيسمح لها بالسفر، تلقيت رسائل من زملاء وأصدقاء وأقارب تشبه تلك التي من الممكن أن نتلقاها عند السفر إلى منطقة مزقتها الحرب. ومن بين تلك الرسائل التي تلقيتها أنا وزملائي من الصحفيين «ابقي آمنة»، «لا تذهبي للخارج بمفردك»، «لا تخرجي سيرا على الأقدام». لقد تغيرت المدينة نتيجة التعزيزات الأمنية. كما أوقف رجال الأمن السيارة التي تقلنا لتفتيشها تفتيشا دقيقا عندما انحرفت إلى طريق صغير يؤدي إلى الفندق. وقال لنا سائقنا الباريسي إن التفتيش الأمني أصبح أكثر صرامة بعد وقوع الهجمات. يقع الفندق في مساحة مليئة بالسفارات والمكاتب الحكومية لذا فإن الاجراءات الأمنية عادة ما تكون مشددة في وجود الشرطة حتى في الماضي عندما زرنا المدينة لتأدية مهام إعلامية. ولكن هذه المرة، كان كل ركن في الشارع به على الأقل جندي حاملا بندقية. وبعد أن انتهيت من تقديم قصصي، ذهبت إلى سوق أعياد الميلاد الشهير المقام في شوارع واسعة تصطف الأشجار على جانبيها وتؤدي إلى الشانزيليزيه. كان من المشجع أن أرى السائحين وسكان باريس يتجولون في الشوارع المزينة بأنوار صفراء في تحد للمطر والبرد القارس. لقد كانت باريس تحاول مواصلة الحياة بعكس بروكسل حيث أدت الحالة الأمنية إلى إغلاق المترو والمدارس والمتاحف بسبب مطاردة المسلحين الذين نفذوا هجمات باريس. والفارق في باريس يتمثل في الوجود الأمني. فقد كانت هناك مجموعات يتألف كل منها من 8 – 10 جنود يرتدون ملابس الجيش الخضراء ويحملون رشاشات صغيرة ويمرون في الشوارع جنبا إلى جنب مع المتسوقين. وعلى الرغم من أن وجودهم في شوارع باريس كان في البداية مثيرا للأعصاب، إلا إنه أعطى الناس الثقة. وفي أحيان كثيرة، كان السائحون يسألونهم عن الاتجاهات. وكما قال مالك أحد المتاجر الباريسية: «لقد تغيرت حياتنا إلى الأبد وهذا شيء يجب أن نعتاد عليه». وكان العاملون بالمقاهي والمطاعم يطلبون من الزملاء الصحفيين فتح ستراتهم الصوفية الثقيلة قبل الدخول. ويعد هذا اجراء عاديا يتم اتخاذه مع جميع القادمين إلى المطعم. وذكرني الجو في باريس بالهجمات التي قمت بتغطيتها أثناء عملي كصحفية في مومباي في شهر نوفمبر من عام 1998 وذلك خلال هجوم استمر ثلاثة أيام ونفذه عشرة مسلحين على أماكن سياحية وفنادق ومحطة للسكة الحديد ما أسفر عن مقتل 166 شخصا. وعليه، أصبحت عمليات التفتيش إلزامية في الفنادق، كما كانت الحقائب التي لا يسأل عنها أحد تقذف من القطارات. إن الإرهاب يحدث رعبا للناس ويبدل حياتهم. ولكن سرعان ما يتعلم الناس - إن حدوث هجوم يجعلك تتوخى الحذر لبعض الوقت، ثم تتعلم كيف تتعايش معه وتواصل حياتك. * صحفية في «ذا ناشيونال» RTalwar@thenational.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©