الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المغرب يسعى إلى جذب 10 ملايين سائح بحلول 2010

المغرب يسعى إلى جذب 10 ملايين سائح بحلول 2010
15 مايو 2007 22:52
الرباط - صالح الحمصي: يملك المغرب إمكانيات سياحية ضخمة ومتنوعة شجعت المسؤولين على التفاؤل بإمكانية استقطاب 10 ملايين سائح في العام 2010 حيث تعمل الهيئات المعنية بقطاع السياحة في المغرب بتحقيق الهدف من خلال تنفيذ برامج ترويجية وتسويقية متنوعة· ويطل المغرب على واجهتين بحريتين شمالا على البحر الأبيض المتوسط وغربا على المحيط الأطلسي وتمتد شواطئه على طول 3500 كلم· وشهد قطاع السياحة في المغرب خلال السنوات القليلة الماضية تطورا ملحوظا، وأضحى المغرب إحدى المحطات الرئيسية للاستقطاب السياحي العالمي· ومؤخرا أعلن المغرب عن زيادة عدد السياح إليه إلى قرابة ستة ملايين سائح، فارتفعت بالتالي عائدات السياحة إلى 40 مليار درهم مغربي (7,41) مليار دولار· ويغازل المغرب السياح بعوامل ''الجغرافيا والتاريخ'' حيث يشكل موقعه وطبيعته الساحرة والتنوع الثقافي والتاريخي للحضارات التي تعاقبت على حكمه في تكوين عالم متكامل ومنظومة منسجمة لجذب السياح واستقطابهم بأعداد متزايدة كل عام، فمن خلال منارات المدن وأسوارها ومساجدها وقصورها يتعرف السائح على صفحات من التاريخ المغربي الإسلامي لمدينة الرباط العاصمة الإدارية للمغرب والمشهورة بمعالمها التاريخية المتنوعة منذ عهود غابرة تعكس أمجاد الحضارات الرومانية والفينيقية والإسلامية· وشيدت إحدى القبائل البربرية المسلمة حصنا أطلقت عليه اسم الرباط ومن هنا حملت العاصمة الإدارية والسياسية للمغرب اسم الرباط منذ عام ·1912 وتمتاز الرباط بشوارعها الفسيحة وأشجارها الوارفة الظلال ومساحتها الخضراء وبهوائها النقي وطقسها المعتدل وضواحيها ذات المناظر الخلابة· وهي في الوقت نفسه مدينة عصرية بمنشآتها الحديثة وبها عدد من الجامعات والمعاهد العلمية والتقنية، وللرباط مدينتها القديمة يفضي عليها الزائر عبر شارع الحسن الثاني ثم سور الأندلس فالسوق المغطى قبل أن يدخل مباشرة على السوق العتيق المسمى بالسويقة، ومن هناك ينطلق الزائر بين مئات المتاجر حتى يصل إلى أسواق السباط التي تزدحم بشتى أنواع وأشكال المنتجات الجلدية ومنها يصل على قصبة الوداية المشهورة المطلة على المحيط الأطلسي، وفي الطريق يقف المرء على أقدم مسجد في الرباط يرجع تاريخ بنائه إلى عام 1150 ومعمل لصنع الزرابي الرباطية الشهيرة· وتتميز الرباط بحدائقها الجميلة التي رتبت على شاكلة حدائق الأندلس، وبالإمكان زيارة متحف الفنون المغربية بما يحويه من كنوز وأنماط أثرية رائعة· ويعتبر شارع محمد الخامس من أكبر وأجمل شوارع الرباط وتتوسطه ساحة خضراء وصفوف من أشجار النخيل الباسقة وبه المتاجر العصرية والمقاهي الفخمة·،ومن الأماكن الجديرة بالزيارة في الرباط قصبة شالة وصومعة حسان وضريح محمد الخامس· أما مدينة الدار البيضاء فهي واحدة من أجمل المدن المغربية وأحدثها، وتعتبر العاصمة الاقتصادية والتجارية للمملكة المغربية، وهي المدينة الأولى في المغرب والثالثة في إفريقيا من حيث عدد السكان بعد لاجوس والقاهرة إذ يقطنها نحو أربعة ملايين نسمة· وتتميز الدار البيضاء، التي تشتهر باسم كازابلانكا، بالعديد من الأماكن الجميلة· ومن أهم الأماكن السياحية التي تلفت الانتباه مسجد الحسن الثاني الذي يعتبر فلسفة معمارية حضارية، وثالث أكبر مسجد في العالم الإسلامي بعد الحرم المكي والمسجد النبوي وقد افتتح عام 1993 ويتسع لأكثر من 20 ألف مصلّ· وتشتهر الدار البيضاء أيضا بأسواقها الكثيرة كسوق باب مراكش في المدينة القديمة· أما مدينة فاس أول عاصمة للمغرب ومهد الإسلام، فقد أسسها مولاي عدريس الثاني عام 808م· وبعد مرور السنوات أصبحت موطنا للأندلسيين الذين نزحوا من غرناطة إثر سقوطها· وتشتهر فاس بأنها عاصمة للعلم والثقافة بالمغرب حيث يمكن للسائح أن يزور المدارس العتيقة كالبوعنانية ومدرسة الصفارين كما تضم فاس جامعة القرويين وهي من أقدم الجامعات في العالم استقطبت الكثير من أهل العلم والأدب على مر العصور· وفي المدينة العتيقة التي يحدها سور شيد قديما لتحصين المدينة من الغزو، تصطف حوانيت الصناعة اليدوية التقليدية والحديثة، تعرض الأواني والجلابيب والجلود والزرابي· وشيد العلماء والصناع التقليديون والمهندسون المعماريون والرسامون النحاتون عبر العصور أفخم القصور والمساجد والحدائق والمدارس، والتي ظلت إلى اليوم شاهدا على عصور متألقة زاهية· وتقع مدينة مراكش عند سفوح جبال الأطلس وتتميز بحكم موقعها الجغرافي بمناخ حار وجاف أغلب فترات السنة· أسسها الملك الشهير يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين عام ،1062 وكان يطلق على هذه المنطقة اسم مراكش، وهي كلمة بربرية تعني (مر بسرعة)، إذ كانت محطة يتوقف عندها اللصوص وقطاع الطرق للإغارة على القوافل· ومن أهم آثار المدينة جامع الكتبية بمنارته الشهيرة الذي يعد أجمل وأشهر أثر في المغرب العربي قاطبة· كما تضم المدينة عددا من المواقع التي يمكن زيارتها كمسجد القصبة الذي يستقطب السياح والدارسين للمعالم الأثرية من جميع أنحاء العالم، وقصر البديع وقصر الباهية ودار السي سعيد، إضافة إلى البيوت القديمة المسماة بالرياض، التي تجد اهتماما من قبل فنانين عالميين· وتعتبر الحدائق مثل حدائق المنارة وأكدال وقبور السعديين وسوق السمارين وآثار ساقية ''اشرب وشوف'' أساسا حيويا للبنية السياحية للمدينة· ويمكن للسائح أن يتمتع بالفنادق الفخمة والمطاعم وملاعب الجولف والكازينوهات، حيث تحتوي المدينة على المخيمات السياحية والتجهيزات الترفيهية، كما تتوفر على مراكز الجذب السياحي خارج المدينة مثل مناطق التزلج على الجليد في أوكيمدن وأوريكا ومراكز عسني والويدان والبرج وغيرها· ولا بد للسائح أن يتجول في ساحة جامع الفنا وهي أشهر الساحات في المغرب وكانت تعلق فيها رؤوس المجرمين ومدبري الفتن، وصارت موسما دائما وعيدا يوميا للتراث الشفوي المغربي، يجتمع بها الحكواتي والمشعوذ وطبيب الأعشاب وحاوي الأفاعي والبهلوان وغيرهم· وفي أقصى الشمال نجد مدينة طنجة بوابة المغرب المطلة على مضيق جبل طارق بمواجهة الشاطئ العسباني بين البحر الأبيض والمحيط الأطلسي، انطلق منها القائد العربي طارق بن زياد على رأس الجيش الإسلامي ليفتح الأندلس عام ،711 ومنذ ذلك اليوم عظم شأن طنجة وأصبح اسمها يطلق على المغرب الأقصى كله بعد أن تحولت إلى مركز وجسر تعبر منه قوافل الجيوش والعلماء والأدباء وكل من يود التوجه إلى الأندلس·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©