التوحد لا يرتبط بتطعيمات الأطفال

أبوظبي (الاتحاد) كثيرون من خبراء تشخيص وعلاج المتلازمات المرضية، يعتقدون أنه يصعب السيطرة على الجينات الوراثية التي يحملها الطفل مما يقلل من فرص الحماية له، لكنهم يذهبون إلى أن هناك شيئاً واحداً مهماً للغاية، يتمثل في التأكد من إتمام عملية التطعيم في موعدها المحدد، والاتزام بالجرعات المقننة. وعلى الرغم من كثرة الجدل حول هذا الموضوع، فإن البحث العلمي لا يدعم النظرية القائلة بأن اللقاحات أو مكوناتها تسبب التوحد. أصحاب هذا الرأي يستندون إلى خمس دراسات وبائية رئيسية أجريت في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والسويد، والدانمارك على الأطفال الذين تلقوا اللقاحات، ولم يظهر لديهم علامات التوحد. كما تؤيد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، ومنظمة الصحة العالمية، أن اللقاحات غير المرتبطة بالتوحد، وأن ما يُقال عكس ذلك إنما هي نوع من «الخرافات» أو الحقائق المعكوسة. فمن يدعي أن اللقاحات ليست ضرورية، إنما هو نوع من «الخرافات»، لأن الحقيقة تكمن في أن اللقاحات تحمي الطفل من العديد من الأمراض الخطيرة والتي قد تكون قاتلة، بما في ذلك الحصبة والتهاب السحايا وشلل الأطفال والكزاز والدفتيريا والسعال الديكي. صحيح أن هذه الأمراض ليست شائعة اليوم على نطاق واسع كما كان في السابق، لكن البكتيريا والفيروسات التي تسبب هذه الأمراض لا تزال موجودة ويمكن أن تنتقل إلى الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم في أي وقت. أما «الخرافة» التي تقول إن «اللقاحات تسبب مرض التوحد»، فدحضها يتمثل في الأبحاث والدراسات المستفيضة للعلماء والأطباء الذين لم يجدوا أية صلة بين تطعيمات الطفولة والتوحد أو المشاكل التنموية الأخرى. كما أن الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم ليس لديهم معدلات أقل من الإصابة باضطرابات طيف التوحد. كما أن الذين يزعمون بأن إعطاء اللقاحات في وقت مبكر جدا، له تأثيراته في الإصابة بالتوحد، إلا أن الحقيقة تكمن في أن التطعيم المبكر يحمي الطفلك من الأمراض الخطيرة التي هي الأكثر احتمالاً والأكثر خطورة في الأطفال الرضع. كما أظهرت الأبحاث أن تباعد التطعيمات لا يحسن صحة الأطفال أو يخفض خطر الإصابة بالتوحد، وإنما قد يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى قاتلة. (ترجمة)