الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دي ميستورا يمهد لـ«جنيف 4»: لنكن صرحاء..لا آمال كبرى

دي ميستورا يمهد لـ«جنيف 4»: لنكن صرحاء..لا آمال كبرى
23 فبراير 2017 03:57
جنيف (وكالات) تنطلق اليوم مفاوضات «جنيف 4»، وسط استمرار تباعد المواقف بين المعارضة السورية ونظام بشار الأسد. وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، خلال مؤتمر صحفي إنه لا يتوقع انفراجة كبيرة أو اختراقاً، لكن يريد تحقيق زخم باتجاه التوصل إلى اتفاق، وأضاف «لنكن صرحاء..نحن لا نعلق آمالاً كبرى، لكن نتطلع إلى الحفاظ على قوة دفع، وألا يحاول أي طرف عرقلة المحادثات من خلال استفزاز الآخر، وأعتقد أن هذا جدير بالاهتمام، وسنقوم بمحاولة جادة». وامتنع دي ميستورا عن مناقشة صيغة محادثات جنيف التي ستركز على السياسة وقال إنها ستبدأ باجتماعات ثنائية اليوم، لكنه لم يحدد أهداف الجولة، مكتفياً بالإعراب عن الأمل في أن تشكل هذه الجولة البداية لسلسلة جولات من المحادثات تبحث بعمق في حل سياسي، ومشددا على أن كتابة دستور جديد هو حق مقصور على الشعب السوري فقط ولا أحد غيره. ووصف وقف إطلاق النار في سوريا حالياً بأنه هش لكن صامد إلى حد بعيد، وقال إن روسيا طلبت رسمياً من الحكومة السورية وقف القصف الجوي أثناء المحادثات، ويتعين على القوى الدولية أن تطلب من المتمردين المسلحين نفس الشيء. وأضاف أنه يتوقع جولات محادثات أخرى في أستانا التي دعت إليها روسيا وتركيا وإيران للتعامل مع وقف إطلاق النار والقضايا الإنسانية، بما في ذلك قضية السجناء. ويترأس وفد نظام الأسد إلى المفاوضات مبعوث سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي قال للصحفيين الذين اجتمعوا في المطار، إنه لن يدلي بأي تصريحات صحفية حتى اليوم. أما وفد المعارضة فيتألف من 22 عضواً على رأسهم، عضو الائتلاف الوطني نصر الحريري، والمحامي محمد صبرا كبير المفاوضين، إضافة إلى وفدين من مجموعتين معارضتين أخريين هما، «منصة موسكو» التي تضم معارضين مقربين من روسيا أبرزهم، نائب رئيس الوزراء سابقا قدري جميل، و«منصة القاهرة» التي تجمع عدداً من الشخصيات المعارضة والمستقلة، بينهم المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي. وقال رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد رمضان في تصريحات بعد وصوله إلى جنيف، «نعتبر أن استئناف المفاوضات خطوة مهمة للغاية، ووفد المعارضة الموحد سيركز على عملية الانتقال السياسي». وأشار إلى أن محاور الانتقال السياسي تشمل الحكم والدستور والانتخابات، مشددا على أهمية أن تضغط الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ليكون هناك شريك حقيقي في المفاوضات لا يسعى إلى تمييع العملية التفاوضية والهروب من استحقاقات العملية السياسية». وتحدث رمضان عن معوقات أمام المفاوضات أبرزها، فشل تثبيت وقف إطلاق النار المعمول به منذ ديسمبر الماضي، وعدم وضوح موقف واشنطن من العملية السياسية. وأشار إلى فشل روسيا ومحادثات أستانا في تطبيق الإجراءات التمهيدية التي تشمل وقف الأعمال العدائية والعسكرية، وإطلاق سراح المعتقلين، ودخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة. ولفت إلى أن الدول الضامنة لم تنجح في تحقيق تقدم في أي من هذه الملفات، ما سينعكس سلباً على مسار المفاوضات، ومحذراً من خطة إيرانية يدعمها النظام، لتقويض المفاوضات عبر التصعيد العسكري. كما تحدث رمضان عن عدم وجود توافق أميركي روسي حول استئناف العملية السياسية، فضلا عن عدم وضوح مواقف إدارة الرئيس دونالد ترمب بشأن سوريا والشرق الأوسط. معتبرا أن من شأن ذلك أن يجعل الموقف الدولي ضبابياً بعض الشيء فيما يتعلق بحماسة الأطراف الإقليمية للدفع باتجاه إنجاز حل سياسي عادل في سوريا. وأكد يحيى العريضي أحد أعضاء فريق الاستشاريين المرافق للوفد المعارض أولوية وقف إطلاق النار خلال المفاوضات، وقال«لا يمكن إنجاز أي شيء من الأمور المطروحة على المسار السياسي من دون إنجاز قضية وقف إطلاق النار». وأضاف«حاولنا في أستانا 1 وأستانا 2، لكن الوعود التي قدمت لنا من الضامن الروسي والضامن التركي لم تلق ترجمة على صعيد الواقع، وهذا معيق أساسي». وقال العريضي«إن النظام أخذ على عاتقه منذ البداية أن يحكم سوريا أو يدمرها»، مضيفاً«مبدأ الكل أو لا شي هذا يعرقل بشكل أساسي أي فرصة أو إمكانية لحل سياسي، وطالما أن هذه الحالة موجودة فلا أتوقع أي منجزات خيّرة في جنيف إلا إذا كان هناك ضغط دولي ونية حقيقية لدى واشنطن تجاه المسالة السورية». وأضاف«الآمال محدودة، هذا صحيح، لكن لا نعتبر أستانا أو جنيف إلا إحدى المعارك التي يخوضها السوري من أجل أن يعيد بلده إلى الحياة». إلى ذلك، نسبت«العربية- الحدث» إلى موفدها في جنيف أن المبعوث الأميركي إلى سوريا مايكل رادني عقد اجتماعاً مغلقاً مع وفد المعارضة السورية فور وصوله إلى جنيف، وأن رمضان قال إن الروس أبلغوا المعارضة أنهم غير معنيين بالأسد ومستقبله، وإنما بالدولة السورية. فيما قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، إن وفداً روسياً برئاسة رئيس إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيرغي فيرشنين سيشارك اليوم في محادثات جنيف، وحذرت من أن أي محاولات للخداع في مجال ما بهدف تحقيق مصالح من لا يروق لهم السلام في سوريا ووحدتها، ستؤثر سلبا على العملية السياسية فيما يخص استقرارها ونتائجها. وقالت«إن الشرط الضروري لنجاح الحوار في جنيف، يكمن في ضمان طابع واسع التمثيل لوفد المعارضة السورية، وفق مقتضيات القرار الدولي رقم 2254. وحث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على إشراك الأكراد في المفاوضات المقبلة الخاصة بإحلال السلام في سوريا، وقال إن البحث عن حل للصراع يتطلب إشراك كل أطياف المعارضة، ولن يتم هذا الأمر بطبيعة الحال دون الأكراد». وأشار من جهة ثانية، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأرميني إدوارد نالبانديان في موسكو إلى أن بلاده لا تزال تنتظر من الولايات المتحدة تقديم مقترحات عن تعاون محتمل في سوريا، وقال إنه بحث مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون إقامة مناطق آمنة، وأبلغه أن هذا الاقتراح يجب أن يأخذ في الاعتبار المعطيات الواقعية على الأرض ويتم بالاتفاق مع الحكومة السورية أولاً».وقال لافروف«إن موسكو تعتبر أن هدف «المناطق الآمنة» يتمثل في حماية المواطنين الذين نزحوا من بيوتهم. وأعرب عن أمله في أن تكون الولايات المتحدة وفقاً لما أعلنه الرئيس دونالد ترامب والمتحدث باسم البيت الأبيض، مهتمة بالتعاون في تسوية الأزمة السورية، مضيفاً أن ذلك يشمل مكافحة «داعش» و«جبهة النصرة» بلا هوادة. فيما نقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قوله إن مهمة القوات المسلحة الروسية في سوريا ناجحة، حيث تم منع انهيار الدولة السورية، ووقف الحرب الأهلية تقريباً، وتركيز الجهود على مكافحة الإرهاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©