سعيد عبد السلام:
ابتسم الأسبوع العشرون لدوري اتصالات لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم للملك الشرقاوي الذي خرج من غرفة العناية المركزة التي عاش فيها على مدى خمس مباريات متتالية لم يذق فيها طعم الفوز أوحتى التعادل، لكنه كان على موعد مع فوز كبير وغال جاء على حساب الزعيم العيناوي وعلى ملعبه وبثلاثية نظيفة سجل الإيراني مسعود شجاعي هدفين، وطارق أحمد هدفاً·
ليرتفع بذلك رصيد الشارقة إلى 26 نقطة، ويدخل المنطقة الدافئة لجدول المسابقة، ويبتعد عن الخطر الذي كان يتهدده خلال الفترة الماضية، وأصاب مسؤولي ومحبي القلعة البيضاء بقلق شديد وعكر صفو مزاجهم·
وكان الكابتن جمعة ربيع المدرب المواطن الذي استنجد به النادي بعد إقالة المدرب البرازيلي ويبر هو المفتاح السحري لاعادة الفريق إلى مسيرته السابقة، حيث بدأ سريعاً في إعادة ترتيب البيت الشرقاوي بشكل جيد ووضع عدة أمور ضمن أولوياته، فنهض الفريق سريعاً، ونجح في تجاوز المحنة، بل والخروج من قوقعة الخسائر على حساب أحد أبرز الأندية الإماراتية·
وكانت أبرز النقاط التي ركز عليها جمعة ربيع تتمثل في الانضباط التكتيكي في الملعب واللعب بشكل مباشر، وبعيداً عن الفلسفة والتعقيد، كما ركز أيضاً على جماعية الأداء، واللعب السهل الممتنع، وزرع الثقة في نفوس اللاعبين لكي يؤمنوا بامكاناتهم وقدراتهم على تحدي الصعاب وتجاوز الكبوة التي يعيشونها، وبالطبع كان سلاح الانضباط في التدريبات هو السلاح الأساسي الذي لعب جمعة ربيع على أوتاره·
ولإيمانه بالعوامل الإرادية لكونها تلعب دور السحر في نجاح أي فريق، فقد ركز على الجوانب السيكولوجية والعزيمة والإصرار على تحقيق النتائج الايجابية فكان اللاعبون عند حسن الظن بهم·
ووضع جمعة ربيع ضمن أولوياته أيضاً ضرورة التوظيف الجيد لامكانات اللاعب الإيراني مسعود شجاعي والابتعاد عن اللعب الفردي وتطويع مهاراته لصالح الفريق، فنجح في ذلك وقدم شجاعي واحدة من أفضل مبارياته مع الشارقة وسجل هدفين في مرمى العين·
القادمون من الخلف
ولإيمان جمعة ربيع بضرورة ترابط خطوط الفريق والاهتمام والتركيز من قبل اللاعبين لاسيما خط الدفاع الذي يستطيع أن يصل بالنتيجة إلى التعادل إذا نجح في التماسك وعدم فك شفرة مرماه، لكنه في نفس الوضع شدَّد من اهتمامه بلاعب خط الوسط، سواء في تأدية الواجبات الدفاعية أوالهجومية، لأن كرة القدم الحديثة تعتمد بشكل كبير على القادمين من الخلف في هز الشباك، مخالفة التوفيق في ذلك، وسجل ثلاثية الشارقة في المرمى العيناوي لاعبو خط الوسط مسعود شجاعي وطارق أحمد·
طالبهم بالمزيد
وبالطبع هناك أسرار صاحبت الفوز الشرقاوي الكبير، والبداية كانت مع المتابعة الدقيقة للكابتن جمعة ربيع لفريق العين في مباراتيه أمام الإمارات في الدوري والشباب السعودي في البطولة الآسيوية، فعرف جيداً إسلوب أداء الفريق ونقاط قوته وضعفه، فوضع الخطة التي من شأنها أن تحد من خطورة البنفسجي، وفي نفس الوقت يستفيد من خلالها من الجوانب السلبية، فحول أسلوب أداء الفريق إلى أشبه بالسلسلة المترابطة التي لا ينفرط عقدها·
وكان إصرار جمعة ربيع مع لاعبيه عالياً على تحقيق الفوز، فرغم انتهاء الشوط الأول بتقدم الشارقة بهدف للاشيء، إلا أن جمعة لم يكتف بهذا الهدف، فطالب اللاعبين بين شوطي المباراة بتكملة اللقاء بنفس الأداء المتوازن الذي يميل للهجوم، وعدم التراجع إلى الدفاع، بحجة المحافظة على الفوز، لأنه يؤمن أيضاً بأن الفريق الذي يلجأ إلى الدفاع ''البحت'' يكون أقرب إلى الخسارة منه إلى الفوز·
عدد اليوم
