مريم محيي الدين (أبوظبي)
رغم مسؤولياته اليومية، يمارس هوايته القديمة في ابتكار الأجهزة، مثلما كان يفعل حين كان صغيراً، هو الدكتور محمد الشامسي مدير خدمات طب الأسنان في وزارة الصحة بدبي، الذي قدم العديد من الاختراعات، منها: كرسي للوضوء، وحمام سباحة منزلي، ومكيف تبريد مائي، ومكيف هواء بحري دون مضخات ماء، وجهاز حساس مـاء يعمل على الهواء، وفرن منزلي يعمل بالخشب والورق، ومكيف وسخان ماء في آن واحد.
مشكلات وحلول
يقول الشامسي: لأن الإنسان لابد أن يجد حلولاً لأي مشكلة قد تواجهه في البيئة التي يعيش فيها، بدأت أفكر في هذه الاختراعات، وتأثرت في ذلك حينما كنت صغيراً ببعض المثقفين والمفكرين في مدينة دبي، وبـجارنا «سعيد بن عبد الرحمن المهيري» الذي كان يعيش رحمه الله في مدينة العين، وقد قام بتصنيع الكثير من الأشياء، مثل خواتم المهر وقبضات الخناجر وصب المفاتيح وغيرها، وكان يتميز بقدرة وذكاء كبيرين في صناعة مثل هذه الأشياء، كما تأثرت أيضاً بـ «ناصر بن خليفة بالهول السويدي « وكان يعمل خياطاً في سـوق العين القديم، ولكنه كان يقوم بإصـلاح الراديـو «المذيــاع» حال حدوث مشكلات فنية به، كما كانت لديه قدرة فائقة في إصلاح أعطال العديد من الأجهزة الإلكترونية الأخرى رغم بساطة الحياة وعدم وجود كهرباء في مدينة العين في ذلك الوقت «عام 1958م ».
ويضيف، أن حبي للاختراع والابتكار بدأ في فترة مبكرة في حياتي ، حيث كنت أقوم وعدد من أصدقائي بصنع سيارات من «علب التنك» الخالية لنلعب بها كما كنا نعمل القوارب الصـغيرة من «تنك الكيروسين» الخالي، والطائرات الورقيـة ( النُوام ) من الأوراق ، وكذلك إصلاح دراجـاتنـا بأنفسنا، أما أول اختراع علمي قمت به فكان عام 1970 ، وهو عبارة عن جهاز تشغيل الســيارة عن بعد ، ولم أستطع آنذاك تطـويره لأن أحد أساتذتي أكد لي أن هــــــذا الجـهاز ليس له فائـدة، ورغم ذلك قمت بتركيبه علي سيارتي الخاصة.
التفكير والابتكار
ويؤكد مدير خدمات طب الأسنان في وزارة الصحة أنه مازال يقدم العديد من الابتكارات في مختلف المجالات العلمية ، مطالباً بتشجيع الأجيال الجديدة وحثهم على التفكير وتقديم الاختراعات في شتى الميادين، وذلك من خلال تشجيع النوادي والمختبرات العلمية المزودة بالأجهزة، وتمويل المشروعات الصغيرة وتشجيع المخترعين ودعمهم تقنياً ومادياً، وكذلك تنظيم المسابقات في المدارس، وتوفير المناخ المناسب للمنافسة بين الطلبة وتقديم جـوائـز ماليـة تشــجيعية للمتميزين منهم، وخصوصاً في مجال التكنولوجيا.
عدد اليوم
