السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعديل «السلوك الاستحواذي» البداية الصحيحة للتأهيل

تعديل «السلوك الاستحواذي» البداية الصحيحة للتأهيل
18 ديسمبر 2014 23:15
خورشيد حرفوش (أبوظبي)لعل الأهداف الرئيسة عند علاج الأطفال المصابين بالتوحد هي تقليل حالات العجز المرتبطة به، إذ لا يوجد علاج يعتبر الأفضل بشكل مطلق، فعادة ما يتم اختيار العلاج تبعا لحالة الطفل واحتياجاته. وترتكز أية جهود علاجية في الأساس على الأسرة والنظام التعليمي الذي يوكل إليه هذه المهمة. ولقد واجهت دراسات التدخل المهني مشكلات منهجية عدة، على رغم أن كثيراً من التدخلات النفسية والاجتماعية حققت نتائج إيجابية، ويمكن أن تساعد برامج التعليم المستمرة والعلاج السلوكي في مرحلة مبكرة الأطفال على اكتساب الرعاية الذاتية والاجتماعية، ومهارات العمل، وغالبًا ما تسهم في تحسن الأداء وتقلل شدة الأعراض. وتشمل مناهج العلاج والتأهيل والتعليم تحليل السلوك التصنيفي(ABA)، ومعالجة الكلام واللغة، ومعالجة المهارات الاجتماعية والعلاج المهني والتدخل السلوكي المبكر الذي حقق نتائج جيدة لكثير من الأطفال المصابين بطيف التوحد. تدخلات شريفة يتيم، الخبيرة في علاج وتأهيل أطفال التوحد، تشير إلى أن التدخلات التعليمية تحقق أهدافها بدرجات متفاوتة في معظم حالات الأطفال، فلقد أثبت العلاج عن طريق تحليل السلوك التصنيفي «الوظيفي» فعاليته في تعزيز أداء الأطفال قبل سن المدرسة، وفي تحسين الأداء الذهني للأطفال الصغار. كما أن هناك وسيلة أخرى استخدمت لتقليل السلوك الوسواسي لدى التوحديين، وهي «آلية لعب الدور» ويمكن أن تكون هذه الوسيلة فاعلة جداً في مساعدة الأشخاص في إيجاد طرق أخرى مناسبة للتعامل مع الوسواس. كما أن استمرار وانحراف السلوك النمطي المتكرر لحالات متعددة تشير إلى أنها ليست مشاكل ثانوية، فغالبا ماً نجد أن معظم الأشخاص التوحديين لديهم درجة من العنف والروتين خلال فترة حياتهم، ومن الواضح أن الوسائل السلوكية غير ناجحة في حل هذه المشاكل كلياً، إلا أن فائدتها تظهر في تقليلها لمظاهر السلوك النمطي بما لا يجعلها تتداخل مع النشاطات الأخرى. اهتمامات تكمل يتيم: «يمكن أيضاً استخدام «الاهتمامات الاستحواذية» كدعم لنشاطات مناسبة أكثر، ويمكن تبني هذه الاهتمامات بطريقة ما لتكوين سلوك أكثر قبولاً اجتماعيا، كماً لوحظ استخدام التعلق بالأشياء مثل سيارات اللعب، والحيوانات الأليفة، قد استخدم لتطوير طريقة اللعب العادي. وعند مراقبة التوحديين الأكبر سناً لوحظ أن «الاستحواذ» يأتي قبل الانهماك والمعرفة التفصيلة للمواضيع مثل الموسيقى والرياضيات والتاريخ والنقل واللغات الأجنبية، وأدى لزيادة مشاركتهم في نشاطات الرفقاء من الأشخاص الطبيعيين الذين لديهم نفس الاهتمامات، وإن ظلت طبيعة العلاقات الاجتماعية بينهم سطحية للغاية، مع أن المقدرة على مشاركة الهوايات والاهتمامات مع الآخرين لها أثر كبير في تقليل الشعور بالعزلة، وبالطبع لوحظ أن وجود بعض الاهتمامات الاستحواذية من النوع المقبول اجتماعيا يرتبط ارتباطا وثيقا بالتكيف الاجتماعي الناجح، لهذا فإن إزالة الاهتمامات الاستحواذية تماماً ـ إذا كان ممكناً ـ أمر ليس مرغوب به أحياناً، كما أن مهارة إيجاد برنامج علاج ناجح نجدها في تحديد السلوك المحتمل الفائدة وكيفية تعديلها للوصول لأعظم نتيجة، أكثر من محاولة إزالتها تماماً. إن الاهتمام بمعرفة مواضيع محددة أيضاً مفيد في تقليل الشعور بالعزلة لدى الأشخاص الكبارالمصابين بالتوحد. فمثلاً نجد أن لدى كثير من المراهقين رغبات طاغية لتقليد زملائهم في أن يكون لديهم صداقات، كما أن النقص في التقمص العاطفي والتجاوب الاجتماعي يشكل دليلاً على عدم استطاعتهم تكوين علاقات قوية، إلا أن تشجيعهم لمشاركة أشخاص آخرين في اهتماماتهم مثل الموسيقى أو النشاط الرياضي، تمكنهم من تكوين علاقات اجتماعية واسعة تكسبهم القدرة على التحدث مع أصدقاء في سنهم، ويكون ذلك كافياً لمنحهم الشعور بأنهم مقبولين اجتماعيا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©