الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

‎كوريا الشمالية: تَغير الخطاب

4 يناير 2014 22:00
تباهى زعيم كوريا الشمالية، كيم يونج أون، يوم الأربعاء الماضي، بأن بلاده دخلت مرحلة جديدة من القوة والمنعة بعدما أزاحت ما أسماه «القذارة الفئوية»، في إحالة إلى زوج عمة الزعيم الشاب ومرشده الذي كان حتى قبل وقت قريب من إعدامه في الشهر الماضي الرجل الثاني في النظام، وهو الأمر الذي أثار أسئلة عديدة لدى المراقبين حول مدى سيطرة كيم على السلطة وتحكمه التام في دواليبها. وجاءت تصريحات كيم المثيرة في خطابه بمناسبة السنة الميلادية الجديدة، والذي ضمّنه دعوةً لتحسين العلاقات مع سيؤول، وتحذيراً من مغبّة التسبب في «كارثة نووية»، ومن المتوقع أن ينكب المراقبون والمحللون على فحص كلمات كيم علّهم يفهمون جزءاً من أهداف ونوايا البلد المستغلقة حتى الآن على أفهام العالم الخارجي. وكان قلق المجتمع الدولي بدأ يتصاعد بشأن كوريا الشمالية بعدما أقدم كيم يونج أون خلال الشهر الماضي على إهانـة زوج عمتـه، ثم إعدامه، ليعتبر التطور أحد الأحداث البارزة التي ميزت بيونج يانج منذ سنوات طويلة، لاسيما بعد صعود كيم إلـى السلطـة عقب وفـاة والده، كيم يونج إيل. وأضاف أون في خطابه الذي بثه التلفزيون الرسمي، دون أن يشير بالاسم إلى زوج عمته، أن «تصميم» كوريا الشمالية على «إزالة القذارة الفئوية» داخل حزب العمال الحاكم ساهم في ترسيخ وحدة البلد «بأكثر من مائة مرة». لكن الخطاب تضمن أيضاً، حسب المراقبين، ما اعتبر خطوة أولى في طريق إحياء الحوار مع سيؤول، حيث دعا كيم يونج أون إلى تحسن العلاقات المتوترة مع كوريا الشمالية، قائلا إن الوقت قد حان لكلا الطرفين للتوقف عن التشهير ببعضهما البعض، حاثاً في الوقت نفسه كوريا الجنوبية على الإصغاء إلى الأصوات المنادية بالوحدة بين الكوريتين. وتمثل هذه اللغة التي لا تختلف عن رسائل أخرى بمناسبة السنة الجديدة، تحسناً لافتاً في الخطاب مقارنة مع التهديدات التي أطلقتها كوريا الشمالية في السنة الماضية، وتحذيرها من حرب نووية، رغم أن الشكوك بشأن نوايا بيونج يانج لم تغادر بعد واشنطن وسيؤول. ومن الصعب على المحللين استبطان ما يجري في كوريا الشمالية، بالنظر إلى طبيعة نظامها الشمولي والسري، وهو ما تأكد مع التفسيرات المتضاربـة التي أحاطـت بقرار إعـدام جـان سونج تايـك، فرغم تهم الخيانـة التي وجهها له النظام، رأى الكثيرون في الحادث جزءاً من بحث كيم يونج أون عن محاولـة لتأسيس سلطـة مطلقـة تماماً كتلـك التي ورثها عن والده وجده، بحيث يكون مسيطراً وحده على شؤون الدولة وينفرد بإدارتها. وجـاء الإعـلان الرسمـي لسقـوط «جـان» وتنفيـذ حكم الإعدام فيـه، ليفتح كوة نادرة في جدار السرية والتكتم الذي يقيمه النظام، حيث أبان عن وجـود صراع حول السلطـة بين كيم وزوج عمته بعد وفـاة والـده في عام 2011. وقد رأى المراقبون في الإعلان عن إعدام جان سونج تايك، بمثابة اعتراف ضمني بوجود أصوات معارضة من داخل النظام نفسه، وأن هناك من يزاحم أسرة «كيم» الحاكمة على السلطة، وهو ما أثار مخاوف المجتمع الدولي، لاسيما في وقت يسعى فيه الزعيم الشاب إلى إحياء اقتصاد متهالك وتطوير المزيد من الصواريخ النووية. وتخشى سيؤول على وجه الخصوص من أن أجواء عدم الاستقرار في الشمال قد تدفعه إلى المزيد من الاستفزازات في محاولة لرص الصفوف وتكريس التماسك الداخلي. وقد سبق لحوادث سابقة، مثل هجوم 2010 الذي خلف 50 قتيلا، أن وترت العلاقات وأرخت بثقلها على الكوريتين. وإن كان المراقبون يسجلون تراجعاً في حدة خطاب بيونج يانج، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية عندما هددت كوريا الشمالية بشن هجمات نووية على واشنطن وسيؤول. فوستر كلاج سيؤول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©