الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأسهم تحقق أكبر ارتداد يومي في تاريخها وتسترد 56 مليار درهم

الأسهم تحقق أكبر ارتداد يومي في تاريخها وتسترد 56 مليار درهم
19 ديسمبر 2014 02:15
عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) بعد هبوط دام لنحو أسبوعين من التراجع القاسي، انهت أسواق الأسهم المحلية جلسة نهاية الأسبوع الحالي أمس، بارتدادات غير مسبوقة هي الأعلى في تاريخها، تحولت معها نفسيات المستثمرين من الهلع والذعر إلى تفاؤل دفع 30 شركة للارتفاع بالحد الأعلى 15% بدون عروض بيع وسط مكاسب بقيمة 56 مليار درهم. وشهد سوق دبي المالي منذ اللحظة الأولى من الجلسة وحتى نهايتها، ماراثوناً صعودياً لم يشهده في تاريخه، إذ افتتح تعاملاته على فجوة صعودية تجاوزت 7%، وتسارعت وتيرة الشراء حتى نهاية الجلسة التي أغلق عندها المؤشر على ارتفاع قياسي بلغ 13%، فيما وصفته وكالة بلومبيرج الإخبارية بأنه الارتفاع الأعلى في تاريخ السوق الذي حقق أفضل أداء عالمي مقارنة بنحو 90 بوصة ترصدها الوكالة الأميركية. وأتم سوق أبوظبي للأوراق المالي ارتداده القياسي محققاً مكاسب قاربت 7%، لينجح في شطب كامل خسائر الأسبوع الحالي، إذ بلغت نسبة ارتفاعه خلال الجلستين الاخيرتين أكثر من 12%. ومكنت هذه الارتدادات القياسية، أسواق الأسهم المحلية الأكثر ارتفاعاً بين بورصات دول الخليج والمنطقة والعربية أمس، من حصد مكاسب بنحو 56 مليار درهم تعتبر أكبر مكاسب تحصدها الأسواق في جلسة واحدة. وبذلك تكون الأسهم قد استردت في جلستين 71 مليار درهم من إجمالي خسائرها خلال الجلسات الثلاث الأولى من الأسبوع والبالغة 83 مليار درهم. وعزا محللون ماليون هذه الارتفاعات القياسية إلى جملة عوامل أبرزها تغير نفسيات المستثمرين من التشاؤم الذي سيطر على الأسواق على مدار ثلاثة أسابيع بسبب تراجع أسعار النفط، إلى تفاؤل وتفاعل مع أخبار ايجابية منها إعلان حكومة دبي عن خطتها الاستراتيجية حتى 2012، ووصول سيولة بقيمة 9 مليارات درهم في أيدي المستثمرين من توزيعات أرباح شركة إعمار العقارية، علاوة على إعلان الفيدرالي الأميركي عن ثبات أسعار الفائدة، وارتفاعات للأسواق الأميركية والأوروبية، وكذلك تحسن أسعار النفط، فضلاً عن أن الأسواق قد وصلت بالفعل إلى مرحلة التشبع بالبيع، وانخفضت إلى مستويات سعرية مغرية. وقال نبيل فرحات الشريك في شركة الفجر للأوراق المالية، إن الأسواق تحكمها عوامل نفسية ساهمت في الهبوط الحاد، كما ساهمت أيضاً في الارتداد القوي الذي شهدته أمس، حيث تدخلت سيولة من مستثمرين كانوا خارج الأسواق في انتظار اللحظة الدقيقة للعودة للشراء المكثف للأسهم القيادية ذات الريع المرتفع. وأضاف أن الأسواق تفاعلت مع أخبار إيجابية صادرة من دبي بشأن خطتها الاستراتيجية، وقرار المركزي الأميركي بإبقاء الفائدة عند مستوياتها المتدنية على الأقل لثلاث سنوات مقبلة، مما شجع المستثمرين على العودة لأسواق الأسهم التي تتداول على ضعف الفوائد البنكية. وأوضح أن الأسعار التي وصلت إليها الأسهم القيادية توصف بأنها اسعار غير مستدامة، إذ لا يمكن أن تتداول أسهم لها تاريخ في التوزيعات، وتعطي ريعا بنسبة 7% عند هذه المستويات المتدنية، مضيفاً أن الارتداد القوي بنحو 13% في سوق دبي المالي، جاء بمثابة إصلاح لخلل كان موجودا بالفعل والمتمثل في تراجع حاد غير مبرر للأسهم المتداولة خصوصا القيادية. وطالب فرحات بسرعة معالجة العوامل التي ساهمت في تفاقم حدة هبوط الأسواق الجلسات الماضية، وأبرزها معالجة عمليات الشراء بالهامش، وتمويلات البنوك لكبار عملائها ممن يتعاملون بالأسهم، بحيث تتم عملية إعادة جدولة لهذه القروض بعيداً عن الضغوط التي تمارس على المقترضين لتسييل محافظهم الاستثمارية، فضلاً عن أهمية توقف المضاربين عن المضاربات العشوائية التي تسببت في تكبدهم خسائر فادحة. وطالب أيضاً صغار المستثمرين بالتركيز على أساسيات الشركات المدرجة خصوصاً القيادية منها والتي تحقق أرباحاً جيدة، وتوفر فرصاً بمستويات أسعارها الحالية للمستثمرين الباحثين عن الاستثمار على المدى الطويل. ومن جانبه عزا وائل ابومحيسن مدير شركة الأنصاري للأوراق المالية، الارتداد القوي للأسواق إلى عمليات شراء مؤسساتية من قبل مؤسسات حكومية تدخلت لاقتناص الفرص التي وفرتها الأسواق، بعد هبوط غير مبرر. بيد أنه قال: « مثلما كان الهبوط مبالغ فيه، جاء الارتداد مبالغ فيه أيضاً، على الرغم من أن الأسواق كانت بحاجة إلى الارتداد لكن نسبة الارتفاعات قياسية». وأضاف أن الأسواق وصلت بالفعل إلى مرحلة من التشبع بالبيع، وكان من الطبيعي أن تتوقف عن الهبوط المستمر منذ ثلاثة أسابيع وبنسب يومية كبيرة غير مبررة على الإطلاق، موضحاً أن الأسواق ستظل على تقلباتها إلى أن تستقر اسعار النفط التي ستظل مؤثرة على مسارها وحركة الأسواق. وبحسب التقرير الأسبوعي لهيئة الأوراق المالية، قلص مؤشر سوق الإمارات المالي خسائره إلى 1,7 %، محصلة هبوطا طفيفا لسوق ابوظبي بنسبة 0,06 %، وسوق دبي المالي بنسبة 4,5 %. وارتفعت التداولات الأسبوعية إلى 9 مليارات درهم من 6,5 مليار درهم الأسبوع الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©