القاهرة - الاتحاد: أجرى الرئيس المصري حسني مبارك محادثات أمس مع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني الذي قام بزيارة الى القاهرة وانتقل بعدها الى عمّان في اطار جولته في المنطقة· وقال المتحدث الرسمي المصري السفير سليمان عواد إن تشيني ابدى تركيزا خاصا خلال اللقاء على الوضع في العراق وترتيبات أمن الخليج وبرنامج إيران النووي بينما ركز مبارك على جهود كسر الجمود الحالي في عملية السلام وأكد ان مشاوراته مع تشيني اتسمت بالمصارحة، واعرب عن دعم مصر للعملية السياسية في العراق مؤكدا ان نجاح هذه العملية يرتبط ببناء وفاق عراقي وابدى تطلعه لأن تسفر لجنة مراجعة الدستور عن نتائج ايجابية لاستعادة الهدوء والاستقرار والقضاء على اي نوازع شقاق طائفي او مذهبي في العراق·
وقال عواد إن مبارك أكد على أن الوضع الراهن في العراق يمثل معضلة حقيقية لأنه طالما بقيت قوات التحالف في العراق فسوف تكون هناك مقاومة واذا انسحبت الآن وفورا قبل استعادة قدرة الجيش وقوات الأمن العراقية على فرض القانون والنظام واستعادة الهدوء والاستقرار فإنه يخشى من أن يخرج الموقف عن السيطرة· وأضاف أن مصر تدعم كل طوائف شعب العراق بصرف النظر عن توجهاتها المذهبية او العرقية وترى ان شعب العراق هو شعب واحد لا فرق فيه بين عربي وكردي أو مسلم ومسيحي أو سني وشيعي وأكد ذلك مبارك لنائب الرئيس الأميركي لقناعته بأن هذا هو السبيل الوحيد لبناء وفاق عراقي ومصالحة عراقية تمهد لاستعادة الهدوء والاستقرار وانسحاب قوات التحالف واستعادة العراق للسيطرة على استقلاله وارضه وسيادته ومقدراته·
وحول موقف مصر من الطلب الاوروبى تعليق ايران تخصيب اليورانيوم مقابل تعليق العقوبات قال عواد إن هذا موقف مجلس الأمن وان مصر تقف دائما مع الشرعية الدولية ومع الحوار، مشيرا الى ان هذا العرض يتيح مخرجا ومزيدا من الوقت لمزيد من الحوار حتى لاتخرج المواجهة الحالية عن السيطرة· واوضح حول ما اذا كان تشيني طلب موافقة مصر بشأن امكانية توجيه ضربة عسكرية الى ايران ''ان مبارك يؤكد دائما على ضرورة الحوار واتاحة الوقت اللازم له ويحذر دائما من ان المواجهة العسكرية ستكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة وخارجها''· وغادر تشيني القاهرة فور انتهاء محادثاته الى الاردن حيث يجري محادثات اليوم الاثنين مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني·
وكان مبارك قد اعلن امس عن ابلاغه وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني مؤخرا أن لا أحد يمتلك حق التنازل عن حقوق الفلسطينيين وأن أي رئيس دولة عربية لن يجرؤ على حذف بند عودة اللاجئين من مبادرة السلام العربية وايضا باقي البنود· والتقى مبارك امس رئيس مجلس النواب الايطالي فاوستو بيرتينوتي الذي قال ان اللقاء تناول النزاع الفلسطيني الاسرائيلي والتأكيد على ان حل هذا النزاع امر لا مفر منه حتى يتم اقرار السلام في المنطقة كما تم التأكيد على ضرورة ان يعمل المجتمع الدولي لخلق الاجواء الكفيلة بجعل الاطراف المعنية تلتقي وتتحاور لدفع عملية السلام·
واكد مبارك في حديث لصحيفة ''المساء'' اليومية ان مصر لم تسقط ديونها لدى العراق، وقال ان الحديث عن اسقاط مصر لديونها ليس دقيقا ولم يتم اتخاذ قرار فيه لان هذه الديون ليست حكومية بل أموال مصريين كانت لهم تعاملات مع العراق والعراقيين· ووصف ما أثير مؤخرا عن وضع حجر أساس لجسر بري يربط مصر بالسعودية بأنه مجرد شائعة وكلام غير حقيقي لا أساس له من الصحة، مشيرا الى انه يرفض هذه الفكرة اضافة الى ان هذا الموضوع لم يفتحه معه أحد على الاطلاق· وقال إن فكرة الجسر اساسا جاءت من العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز وبعد ذلك رفضها الجانب السعودي ثم طفت على السطح مرة ثانية بعد غرق العبارة ''السلام ''98 في فبراير ،2006 واضاف ''أرفض تماما اقامة الجسر أو أن يخترق مدينة شرم الشيخ وهذا مبدأ··ان اختراق الجسر لمدينة شرم الشيخ معناه إلحاق الضرر بالعديد من الفنادق والمنشآت السياحية وافساد الحياة الهادئة والآمنة هناك مما يدفع السياح الى الهروب منها وهذا لن يسمح به أبدا''·
وكانت صحيفة ''اراب نيوز'' السعودية قالت في الثالث من مايو ان مشروعا لبناء جسر بين السعودية ومصر بكلفة ثلاثة مليارات دولار سيتم اطلاقه قريبا، واوضحت الصحيفة الناطقة بالانجليزية ان الجسر الذي قد يبلغ طوله خمسين كيلومترا سيربط بين رأس حميد في منطقة تبوك بشمال السعودية ومنتجع شرم الشيخ المصري على البحر الاحمر، وذلك عبر جزيرة تيران·
عدد اليوم
