الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«أديا» وجهة للكفاءات المواطنة والخبرات العالمية

«أديا» وجهة للكفاءات المواطنة والخبرات العالمية
21 مارس 2016 22:07
أبوظبي (الاتحاد) عبر سيف المشغوني، عن شرف انتمائه إلى جهاز أبوظبي للاستثمار «أديا»، تلك الرغبة التي أبداها منذ دراسته للعلوم المالية في جامعة ولاية أوهايو الأميركية. ويؤكد سيف الذي يعمل مساعداً في قسم الأسهم الخاصة، أن الانضمام إلى جهاز أبوظبي الذي يعتبر واحداً من أكثر العلامات التجارية المعتبرة في المنطقة، فيه كثير من الفخر والاعتزاز. وأشار سيف للشهرة التي يتمتع بها الجهاز والتي لمس أثرها إبان مشاركته في مؤتمر سوبر ريتيرن للأسهم الخاصة الذي عُقد في برلين العام الماضي قائلاً: «صمم المؤتمر قاعدة بيانات يمكن من خلالها للمدعوين التعرف على المستثمرين الآخرين. وفور رؤية المشاركين في المؤتمر اسم أديا، بدأت تنهال علي الرسائل وتطلب مقابلتي». ويشارك سيف الرأي، جون مكارثي، المدير الدولي لقسم البنية التحتية في أديا، الذي يؤكد أن جهاز أبوظبي من الأماكن المميزة للعمل. وعندما طُلب منه العمل فيه قبل ثلاث سنوات، حيث كان يعمل وقتها في دويتشه بنك في لندن، تردد وقتها في التحول من القطاع الخاص إلى العام. ويقول:«دفعني حب الاستطلاع للمجيء إلى أبوظبي لأحظى بمقابلة عدد كبير من كبار القادة داخل أديا. وما أثار دهشتي الرؤية التي قامت عليها هذه المؤسسة ومدى الترابط الذي تميزت به في سبيل تنمية البلاد. وتتفق تلك الرؤية مع أخلاقيات محددة، غائبة تماماً في العديد من المؤسسات الغربية التي أُتيحت لي فرصة العمل فيها». وقبل مجيئه سبق لمكارثي العمل في أحد البنوك الاستثمارية في نيويورك الذي وصف نشاطه بالنسق السنوي المدفوع بتوقعات الحوافز والأرباح. وأردف يقول:«الوضع هناك شبيه بقانون القوي آكل والضعيف مأكول، أما هنا فالمكان يقدر منسوبيه بشكل كبير مع ثقافة مصاحبة شديدة التميز». وماكرثي هو واحد من ضمن 60 جنسية، تعمل تحت سقف جهاز أبوظبي للاستثمار، حيث تصف المؤسسة هذا الطيف الواسع من الجنسيات المختلفة، بأحد مصادر قوتها، مؤكدة أن الكم الكبير من المعرفة والخبرات والمفاهيم، تنعكس في اتخاذها لقراراتها. لكن رغم ذلك، يولي أديا اهتماماً كبيراً بتطوير المواهب المحلية. وتحاول مؤسسات أخرى في أبوظبي أيضاً توظيف الكوادر المحلية الشابة، بيد أن جهاز أبوظبي أطلق برنامج الإعداد المبكر للتعرف على وتطوير طلاب المدارس والتأكيد على فهمهم للفرص المتاحة في أديا عند تقييمهم فرص العمل. لذا، لدى المرشحين في القائمة النهائية خيار التقديم لبرنامج منحة أديا الذي يحصل بموجبه المتقدم على فرصة الدعم للدراسة في أفضل الجامعات حول العالم، بعد اجتيازه عدداً من اختبارات اللغة ومهارات الكفاءة وغيرها. وبعد التخرج، ينخرط المنضمون الجدد من أبناء الإمارات، في برنامج الخريجين خلال عام واحد. كما يتم اكتساب الخبرات المالية، عبر مزيج من المحاضرات والاختبارات، إلى جانب الانخراط في دراسات حالات من الواقع لتكتمل الصورة في عروض للجنة الاستثمار الوهمية. وتخرج من هذا البرنامج 92 شخصاً، يعملون في أديا في الوقت الحالي، إضافة إلى 44 آخرين مسجلين الآن. واجتاز المشغوني برنامج الخريجين خلال عام واحد بنجاح قبل ثلاث سنوات، حيث يقول:«أدركت أن استراتيجية أديا الاستثمارية بكاملها في منصة شبكة أمان واحدة، حيث الأخطاء مغفورة، ما يستوجب التعلم منها واكتساب الخبرات الشخصية والفنية معاً. ومع أني لم أحلم بالقبول في جامعة هارفاد، تأتيني هارفارد إلى هنا ممثلة في أساتذتها الذين يشكلون جزءاً من الدورات التدريبية المستمرة». ويرى المشغوني، أن دور جهاز أبوظبي لا يقتصر على الاستثمار التقليدي فحسب، بل يتعداه بمساعدة الحكومة في بناء الكوادر الوطنية. كما يعتبر بمثابة المبتكر أو جوجل المنطقة الذي يضع مثالاً يحتذي به الآخرين. ودأبت أديا على دعوة أباطرة المال مثل، محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين في مؤسسة أليانز والمدير التنفيذي السابق لبيمكو والباحث والمحاضر الأميركي دان يرجين، بالإضافة لعدد من الخبراء في مجالات الطاقة والسياسة الدولية والاقتصاد. وعقد الجهاز في العام الماضي المنتدى السنوي العالمي للاستثمار تحت عنوان «نموذج جديد للاستثمار»، الذي شارك فيه نحو 400 من الموظفين ليسبر غور قضايا عالمية مستعصية مثل، تأثير الزحف المدني على الاقتصاد العالمي والابتكار التقني وكيفية استخدام البيانات الكبيرة كميزة للمنافسة. وشملت قائمة المتحدثين الملياردير دانيل لويب مؤسس ومدير مؤسسة ثيرد بوينت وأد جلاسير، أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد. وترى نورة القبيسي، إحدى كبار مديري الاستثمار في قسم الدخل الثابت في جهاز أبوظبي للاستثمار، في المنتدى فرصة للتعرف على ما يدور في السوق العالمية من وجهات نظر مختلفة. وأكدت أن أكثر الفوائد التي جنتها من برنامج التدريب في أديا، ذلك المتعلق بالعنصر النسائي والقيادة. وتقول نورة:«أدركت أن أكثر الأشياء التي توليها المرأة اهتماماً للظفر بأعلى المراتب الوظيفية، التركيز على ترك بصمتك الخاصة وما يمكن أن يتذكره الآخرون عند ذكر اسمك. وساعدني ذلك كثيراً فيما أريد توصيله للآخرين عن نفسي». ولاحظت نورة، زيادة عدد النساء اللاتي يلتحقن بأديا منذ انضمامها في 2008، حيث بات أمراً عادياً عمل العنصر النسائي في القطاع المالي، خاصة في ظل الارتفاع المتصل في عدد اللاتي يتخصصن في مادتي المالية والحسابات في الجامعات المحلية. ويطمح هؤلاء للعمل في منظمات مثل أديا، التي توفر فرصاً متساوية للجميع بصرف النظر عن الجنس. وبحكم وظيفتها المختصة بتحليل محافظ الشركات ومدى أهليتها للإضافة في محفظة أديا للسندات، تسعى نورة إلى مجاراة ما يحدث في الأسواق والأسعار لحظة بلحظة، ما يضطرها للبقاء في المكتب لساعات متأخرة في مثل هذا الوقت من العام. وكثيراً ما تشد نورة رحالها بصحبة فريقها لبقع بعيدة حول العالم، بحثاً عن الفرص التي تعضد خبرتهم الميدانية. ويستثمر مثلاً قسم البنية التحتية تحت إشراف مكارثي، في المطارات والموانئ وتوليد وتوفير الكهرباء والغاز والطاقة المتجددة، التي تتم جميعها خارج المنطقة. ويضيف مكارثي:يسارع العديد من الناس للرد على محادثاتنا الهاتفية لما نمثله من قاعدة مالية معتبرة. والمرونة والتفويض اللذين نملكهما لضخ الأموال تخولانا الانتشار في العالم. وعلى سبيل المثال، نمارس في الوقت الحالي نشاطاً تجارياً قليلاً في الهند، لكن في حقيقة الأمر، ونظراً لما تمثله أديا، فربما تكون حضوراً حول معظم أرجاء المعمورة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©