الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدارة ترامب.. تعديل المسار

23 فبراير 2017 00:00
مضى أكثر من شهر بقليل على تولي دونالد ترامب منصب الرئيس الأميركي.. وياله من شهر! فقد شاهدنا أمراً تنفيذياً بوقف الهجرة عرقلت مساره محكمة فيدرالية، ومستشاراً للأمن الوطني يستقيل وسط تساؤلات حول اتصالاته مع روسيا، وعدداً من معارك تأكيد الترشيح المتواصلة داخل مجلس «الشيوخ»، وتراجعاً مفاجئاً في موقف ترامب تجاه الصين. وهناك المزيد.. فلا ننسى ترشيح ترامب لقاضي المحكمة العليا، واتصالاته الهاتفية المتنمرة مع زعماء العالم، وتصعيد الانتقادات الموجهة لوسائل الإعلام، أو المزاعم المتواصلة بلا دليل على تزوير الأصوات أثناء الانتخابات. وسواء أكانت هذه الاضطرابات التي اكتنفت الخطوات الأولى للإدارة تفاقم الأزمة أم لا، من الواضح أن البيت الأبيض يسعى إلى إعادة ضبط الأوضاع على جبهات عدة، بداية بمجال الأمن القومي. وقد تم توثيق ملحمة رحيل «مايكل فلين» من الإدارة بشكل جيد، والآن، أصبح للبيت الأبيض مستشار أمن قومي جديد هو الجنرال «أتش آر ماكماستر»، الذي عينه ترامب في المنصب يوم الأحد. وقال ترامب في معرض تقديم «ماكماستر» للصحافيين في نادي «مار إيه لاجو»، في بالم بيتش بولاية فلوريدا، «إنه شخص يحظى باحترام كبير من الجميع في الجيش، ويُشرفنا أن ينضم إلى فريق عملنا». ونال الاختيار الجديد ثناء السيناتور «الجمهوري» عن ولاية أريزونا «جون ماكين» المنتقد الدائم لترامب، ورئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، إذ وصفه «ماكين» قائلاً: «لا أتصور أن هناك شخصاً أفضل، أو لديه قدرة أكبر على قيادة فريق الأمن القومي من الشخص الذي أصبح لدينا الآن». وعلى صعيد الجوانب الأخرى التي يتجه البيت الأبيض إلى ضبطها، يخطط ترامب إلى إصدار نسخة منقحة من الأمر التنفيذي بشأن الهجرة، على ألا يؤثر الأمر الجديد على حاملي البطاقة الخضراء، أو المسافرين الذين استقلوا طائراتهم بالفعل إلى الولايات المتحدة. وحظر المنع الأصلي الذي أصدره ترامب بصورة مؤقتة على الأقل دخول المسافرين والمهاجرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة. وعلقت محكمة استئناف فيدرالية الأمر بعد معركة قانونية سريعة وهائجة. وطلب محامو وزارة العدل الأميركية من محكمة الاستئناف الامتناع عن اتخاذ إجراء آخر لحين إصدار أمر تنفيذي جديد. لكن مثلما كتب أحد الزملاء، «إن الخصومة القانونية أبعد ما تكون عن النهاية، وحتى إذا صدر أمر تنفيذي جديد فلن ينهي بالضرورة المعركة القانونية». وفي هذه الأثناء، يسعى نائب الرئيس «بنس» إلى تهدئة الأجواء التي عكرتها فوضى ترامب في الشهر الأول. وفي خطاب أدلى به في ميونيخ خلال نهاية الأسبوع الماضي، حاول «بنس» طمأنة القادة الأوروبيين بشأن «التزام واشنطن القوي تجاه الدفاع عبر الأطلسي»، في خضم تصريحات متناقضة تأتي من الإدارة الأميركية الجديدة. وزار نائب الرئيس بروكسل أيضاً، حيث أكد لمسؤولين في الاتحاد الأوروبي أن الإدارة ملتزمة بـ«التعاون والشراكة»، بعد أن أعرب ترامب عن لا مبالاة تجاه مصير التكتل قبل تنصيبه. وعلى رغم من أن تصريحات «بنس» هدأت بعض المخاوف، إلا أن الدول الحليفة للولايات المتحدة لا تزال تحاول استيعاب الاختلافات بينها وبين تصريحات ترامب. وبينما يحاول «بنس» طمأنة الأوروبيين، أثار تصريحات ترامب حالة من الالتباس تجاه السويد، فقد أدلى الرئيس ترامب مساء السبت بتصريح، أمام أنصاره، أشار فيه إلى أن استقبال اللاجئين أمر خطير، بدليل «أن السويد البلد المضياف للاجئين، تعرض لاعتداء».. ليتبين أن السويد لم تشهد أي اعتداء. وقال ترامب في خطاب حماسي في فلوريدا، دافع فيه عن سياسته المناهضة لاستقبال اللاجئين «أنظروا إلى ما يحدث في ألمانيا، أنظروا إلى ما حدث مساء أمس في السويد.. السويد، من كان يصدق ذلك؟. لقد استقبلوا عدداً كبيراً من اللاجئين، والآن باتت لديهم مشاكل ما كانت تخطر في بالهم». وجاء التصريح أثناء التعليق على عدد من الدول التي استقبلت أعداداً غير متناسبة من اللاجئين، وتعرضت لهجمات إرهابية. وأشار المعلقون عقب خطاب ترامب، إلى أن السويد لم تشهد أية أعمال عنف مؤخراً. وفي اليوم التالي، غرّد الرئيس على موقع «تويتر» ليوضح أنه كان يشير إلى حوار «فوكس نيوز» مع المخرج السويدي الذي وجه اللوم إلى اللاجئين بسبب ارتفاع موجة الجريمة في موطنه. *محللة سياسية أميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©