الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اليمن في قبضة الحوثيين وهادي يُحذِّر من «فوضى عارمة»

اليمن في قبضة الحوثيين وهادي يُحذِّر من «فوضى عارمة»
18 ديسمبر 2014 02:42
عقيل الحلالي (صنعاء) أثارت تحركات المتمردين الحوثيين الذين سيطروا أمس، على منشآت سيادية في صنعاء، بينها وزارة الدفاع والبنك المركزي، وميناء الحديدة الاستراتيجي على البحر الأحمر (غرب) مخاوف من توجه الجماعة المذهبية لإطاحة الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي الذي حذر من «فوضى عارمة سيدفع ثمنها كل اليمنيين»، متهما «قوى» لم يسمها بمحاولة إعادة حكم الإمامة الزيدية التي حكمت البلاد لألف عام حتى الانقلاب العسكري عام 1962، في إشارة واضحة إلى الحوثيين الذين ينتمون إلى المذهب الزيدي الشيعي وتربطهم صلات ودية بدولة إيران. وعزز المسلحون الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة منذ اجتياحها في 21 سبتمبر، انتشارهم أمس الأربعاء لليوم الثاني على التوالي في محيط مجمع وزارة الدفاع وسط صنعاء، حيث كثفت قوات الجيش والشرطة العسكرية تواجدها هناك تحسبا لمحاولة المتمردين اقتحام المجمع العسكري. وذكر شهود عيان لـ(الاتحاد) أن قوات الجيش نشرت مدرعات وعربات في محيط المجمع فيما استحدث المتمردون متارس على سور المدينة القديمة الواقع في الجهة الشرقية بعيداً امتاراً قليلة عن الوزارة مشيرين إلى أن الحوثيين انتشروا ايضا في محيط مبنى البنك المركزي القريب في حين خف تواجد القوات الحكومية المكلفة حماية المؤسسة المالية الأولى في البلاد. وشوهد عشرات المسلحين الحوثيين معززين بعربات مزودة رشاشات مضادة للطيران متمركزين قرب سكن منزل الرئيس هادي شمال غرب العاصمة صنعاء. كما تمركز آخرون للمرة الأولى، في منطقة «فج عطان»، حيث معسكر مجموعة ألوية الصواريخ الذي يضم صواريخ طويلة المدى ويقع على هضبة في جنوب غرب العاصمة. واقتحم آخرون أيضا مبنى شركة صافر النفطية في صنعاء وأغلقوه بحجة اتهامهم مسؤولين نفطيين بالتورط في قضايا فساد . كما أحكم المتمردون الحوثيون سيطرتهم أمس الأربعاء على ميناء الحديدة الاستراتيجي على البحر الأحمر غرب البلاد. وقالت مصادر عسكرية في المدينة الخاضعة لسيطرة الجماعة المسلحة منذ منتصف أكتوبر لـ(الاتحاد) ان الحوثيين منعوا رئيس مجلس إدارة مجلس إدارة مؤسسة موانئ البحر الأحمر، محمد أبوبكر اسحاق، من الدخول إلى الميناء على خلفية اتهامه بالتورط في قضايا فساد، مشيرة إلى ان موظفين عاملين في الميناء تظاهروا لاحقا للتنديد بتدخل المتمردين في سير أعمال الميناء الذي يعتبر ثاني أكبر موانئ اليمن. وكان مسلحون من جماعة الحوثيين التي تهيمن منذ أسابيع على التلفزيون الحكومي عبر مقربين لها، اقتحموا الليلة قبل الماضية في العاصمة صنعاء مبنى صحيفة «الثورة» الحكومية، وفرضوا عليها مسؤولين تابعين للجماعة المتمردة . واستنكرت وزارة الإعلام اليمنية اقتحام كبرى الصحف الحكومية في البلاد من مسلحين بغرض «توجيه هيئة تحرير ومحرري الصحيفة بإصدار صحيفة الثورة حسبما يريدون وبعيدا عن سياستها التحريرية المعروفة والسياسة العامة للدولة». وقالت الوزارة في بيان إن هذا «العمل يعد تصرفا مرفوضا وتعديا سافرا ليس على مؤسسة صحفية رسمية فحسب، بل وانتهاكا صارخا لحرية الصحافة وحرية التعبير وخرقا فاضحا لاتفاق السلم والشراكة الوطنية»، الذي تم التوصل إليه بعيد سقوط العاصمة بأيدي المتمردين الحوثيين. وأشار البيان إلى أن اقتحام الصحيفة الحكومية يخالف بوضوح اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي نصت بعض بنوده على إزالة جميع عناصر التوتر السياسي والأمني من أجل حل أي نزاع عبر الحوار، وتمكين الدولة من ممارسة سلطاتها. وتزامنت هذه التحركات مع انطفاءات متكررة ولفترات طويلة للتيار الكهربائي في العاصمة صنعاء وسط تأكيدات بإعلان حالة الطوارئ داخل قوات الجيش، وهو ما أثار هواجس سياسيين بانقلاب وشيك قد يطيح الحكومة الحالية والرئيس هادي. وكتب الأمين العام لحزب الرشاد اليمني (سلفي)، عبدالوهاب الحميقاني على حسابه في موقع تويتر، «اليمن. انقلاب بالتقسيط لكن بأقساط معجلة لا مؤجلة». وقال عقيد في الجيش اليمني لـ(الاتحاد): «ما يحدث الآن من تحركات للحوثيين قرب المؤسسات السيادية يشير إلى انقلاب وشيك تقوده الجماعة ضد الرئيس هادي». وأُعلن مؤخرا عن تشكيل مجالس عسكرية تابعة للحوثيين في المدن الرئيسية بالتزامن مع إعلان مئات الضباط في الجيش، يعتقد بأن غالبيتهم موالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ما سمي بـ«الهيئة الوطنية للحفاظ على الجيش والأمن». واتهمت مصادر في الجيش اليمني الرئيس السابق وجماعة الحوثيين بالتخطيط، كل على حدة، لإطاحة الرئيس هادي. وأمس ، حذر هادي من اعاقة التحول السياسي في اليمن وذلك خلال لقائه رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بتينا موشايت قائلا إن «هناك قوى تريد إعادة اليمن إلى ما قبل الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر على مستوى الجنوب والشمال»، مؤكدا أن «هذا الاتجاه يعرقل الاتجاه السلمي» بموجب اتفاق المبادرة الخليجية الذي ينظم العملية الانتقالية في اليمن منذ نوفمبر 2011. وذكر أن «ليس امام اليمن إلا المضي صوب استكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية بمقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة»، محذرا من أن البديل سيكون «الفوضى العارمة التي سيدفع ثمنها كل اليمنيين من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق الى أقصى الغرب»، حسب قوله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©