غزة - وكالات الانباء: اتفقت حركتا ''فتح'' و''حماس'' فجر امس على سحب جميع القوات المنتشرة ومسلحي الطرفين من شوارع قطاع غزة واعادة الامور الى ما كانت عليه الاربعاء، في اطار جدال بشأن البدء الفعلي بتنفيذ الخطة الامنية التي تم تبنيها في 14ابريل بهدف انهاء الفلتان الامني، في وقت تواصل الجدل حول توقيت تنفيذ الخطة الامنية·واكد عبد الحكيم عوض الناطق باسم ''فتح'' :منعا للاحتقان، جرى الاتفاق على نزع الفتيل، وفي محاولة لتجنب كل ما يحدث اجرينا اتصالات واتفقنا على بدء سحب المسلحين من الطرقات والشوارع من كل الاطراف سواء كان ذلك على مستوى الامن الوطني او على مستوى حماس والتنفيذية''·
وقال ايمن طه ممثل حركة ''حماس'' في المكتب المشترك مع حركة ''فتح'' انه تم التوصل ''مع حركة فتح على ان تنسحب جميع القوات المنتشرة في الشوارع ·وعودة الامور الى ما كانت عليه قبل ثلاثة ايام''·واضاف ''سنشرع في البحث عن آليات تضمن سلامة وحرية المقاومة وسلاحها بعيدا عن حالة الفلتان الامني والتشابكات الميدانية والتي ستجري عليها الخطة''· واكد طه دعم الخطة الامنية والعمل على انجاحها ''بعد الاخذ بملاحظاتنا وملاحظات القوى الفلسطينية'' مضيفا ''ندعو عناصرنا للتعاون والالتزام''·
وقال ''اكدنا في حركة حماس رفضنا لهذا الانتشار وطبيعة التطبيق المفاجىء لاسباب عدة وهي انه لم يكن هناك اتفاق بين رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية على البدء بتطبيق الخطة الأمنية، وانما تهيئة الاجواء الملائمة لتطبيقها قريبا بعد اخذ كل الاستعدادات اللازمة''· وكان مصدر امني فلسطيني اعلن صباح الخميس بدء تنفيذ الخطة الامنية موضحا ان ''مئات من عناصر قوات الامن والشرطة الفلسطينيتين انتشروا عند مداخل مدينة غزة وشمال القطاع وفي محاور الشوارع الرئيسية''·لكن وزير الداخلية الفلسطيني هاني القواسمي القريب من ''حماس'' تنصل من هذا الانتشار وقال إنه جاء بناء ''على اجتهادات لبعض الضباط''، وقاطع اجتماعا ضم رئيس الحكومة اسماعيل هنية مع قادة الاجهزة الامنية·
كذلك، اعلنت ''حماس'' في بيان ان ''انتشار قوات الشرطة والبدء بالخطة الامنية كان بشكل مفاجىء دون التنسيق مع القوى والفصائل الفلسطينية''· واعتبر طه أن ''عدم الاعلان رسميا من جهات الاختصاص عن بدء تطبيق الخطة الأمنية يعني ان هناك تصارعا في هذا الامر من دون تخطيط''· ودعا الى ''توافق وطني بين جميع الفصائل على ماهية تطبيق الخطة وتوقيتها حتى يساهم الجميع في انجاحها''· واكد طه انه ''لا يمكن ان تطبق الخطة الامنية من دون ان توضع ضوابط وآليات تحمي سلاح المقاومة وافرادها وتضمن لهم حرية التنقل والحركة، وفي حال اغفال هذا الجانب فالامور مرشحة للانفجار نتيجة الاحتكاك السلبي بافراد المقاومة''·
ونفى خالد أبو هلال المتحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية أن يكون تم البدء في تنفيذ أولى مراحل الخطة الأمنية التي أعدتها الوزارة لضبط الوضع الداخلي والقضاء على الانفلات الأمني·
وقال أبو هلال إن ''الخطة الأمنية هي خطة شاملة ومتكاملة ولكن لم يتم حتى هذه اللحظة البدء في تنفيذها فلا تزال هناك معوقات وعراقيل نصطدم بها'' ، مشيرا إلى أن الانتشار الأخير للأجهزة الأمنية ''لم يكن بقرار وزير الداخلية بل باجتهاد بعض الضباط''·ودعا أبوهلال كافة الأطراف الفلسطينية إلى ''البدء من نقطة الصفر في الكف عن ووقف الحملات التحريضية''، مشددا على أن تطبيق الخطة الأمنية مرهون بمدى إزالة كافة الخلافات بين الحركتين·
الى ذلك سلمت ''كتائب القسام'' الجناح العسكري لحركة ''حماس'' لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية عدداٌ من السيارات والمعدات التابعة للشرطة التي كانت استولت عليها خلال اشتباكات شهدتها مدينة غزة·
وسلم هنية المعدات لجهاز الشرطة مشيدا بهذه الخطوة باعتبارها ''تمثل خطوة في تهدئة الأوضاع وتثبيت الاستقرار'' ودعا إلى ''محافظة كافة الأطراف على الهدوء ومعالجة كافة قضايا الخلاف بالحوار''·
من جهة أخرى ، استمرت حالة التوتر في غزة وانتشرت قوات أضافية في شوارع المدينة وأغلقت بعض الشوارع المؤدية إلى ''السرايا'' وهو مقر قيادة الأجهزة الأمنية بالكتل الأسمنتية·
عدد اليوم
