قال وزير الدفاع التركي عصمت يلمظ أمس إن بلاده تتوقع أن يتخذ حلف شمال الأطلسي (ناتو) قرارا بشأن نشر صواريخ باتريوت أرض- جو على طول حدودها الجنوبية مع سوريا خلال الأسبوع، وفي الاطار نفسه بحث رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علي لاريجاني في اسطنبول مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان طلب تركيا نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا. في حين أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي أن النظام السوري برفضه جهود المنظمة ومبادرات المجتمع الدولي، “بات يتبع سياسة الأرض المحروقة، ويدفع بالأزمة في بلاده نحو حدودها القصوى”. وقال يلمظ للصحفيين “طلبنا صواريخ باتريوت من الحلف أخذا في الاعتبار الوضع الحرج الذي نشأ على حدودنا مع سوريا، الهدف هو توفير الحماية لأوسع منطقة ممكنة في تركيا”. وأضاف “نتوقع من مجلس حلف الأطلسي أن يتخذ قراره في غضون أسبوع”. وطلبت تركيا من الحلف يوم الأربعاء نشر منظومة باتريوت، وهي منظومة دفاع صاروخي مصممة لاعتراض طائرات أو صواريخ - بعد أسابيع من المحادثات بشأن سبل تعزيز الأمن على حدودها التي يبلغ طولها 900 كيلومتر مع احتدام الصراع في سوريا.
وقال الحلف إنه سيدرس الطلب “دون تأخير”، ولكن الخطوة أثارت غضب سوريا التي وصفتها بأنها استفزازية، وأثارت أيضاً غضب حلفائها، ومنهم روسيا وإيران، الذين يعارضون أي تطور قد يكون خطوة أولى نحو فرض منطقة حظر للطيران.
وفي شأن متصل، ذكرت وكالة أنباء الأناضول أمس أن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني و رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أجريا أمس محادثات على انفراد استغرقت ساعتين في مكتب أردوغان تناولت التطورات في المنطقة. ورجحت مصادر تركية أن يكون الاجتماع بحث طلب تركيا من الناتو نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا، إضافة إلى قضايا المنطقة.
وإيران هي أحد أبرز داعمي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين تمنح تركيا مساعدتها للمعارضة السورية. وانتقدت طهران بشدة مشروع نشر صواريخ باتريوت، واكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أن هذا الأمر “لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع وجعله أكثر تعقيدا”.
ويقوم لاريجاني بجولة في الشرق الأوسط قادته إلى سوريا حيث التقى الأسد، وإلى لبنان. وفي تركيا أجرى لاريجاني إضافة إلى لقاء أردوغان، محادثات دامت ساعة مع رئيس البرلمان التركي جميل تشيتشيك، وفقا لوكالة أنباء الأناضول. وكانت سوريا انتقدت طلب تركيا من حلف الاطلسي نشر صواريخ باترويت على الاراضي التركية قرب حدودها معتبر ذلك امراً مرفوضاً .
من جهـة آخـرى قـال الأمـين العـام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي في كلمة له أمام ملتقى منظمة التعاون الإسلامي التشاوري حول سوريا الذي عقد أمس بمركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) في مدينة إسطنبول التركية، إن النظام السوري “شن حملة ضارية أحرقت الأخضر واليابس في سوريا ودمرت البنية التحتية هناك وشردت ملايين السوريين”.
وأضاف أن “الوضع المأساوي في سوريا يدعو الملتقى إلى التعاطي بمسؤولية إنسانية أكبر إزاء واقع الأزمة السورية اليوم، وتداعياتها في المستقبل”. وأعلن إنشاء “الملتقى الإنساني بشأن سوريا، الذي سيباشر عمله مباشرة بعد اجتماع اسطنبول، خاصة وأن مئات الآلاف من المشردين يعيشون في الخيام، في الوقت الذي تزداد فيه برودة الطقس بسبب قدوم فصل الشتاء”.
وأوضح أن المنظمة “انطلقت من هذا الواقع الأليم في دعوتها لعقد الملتقى، الذي يراد به أن يكون جهازا قادرا على تبادل المعلومات بين المنظمات العاملة في العالم الإسلامي، والدول الأعضاء بالمنظمة حول المساعدات المقدمة إلى اللاجئين والنازحين السوريين”.
عدد اليوم
