«فوركسيجا» طفرة علاجية لمرضى السكري

خورشيد حرفوش (أبوظبي) كشف الدكتور عباس السادات، استشاري الأمراض الباطنية والسكر وزميل الجمعية الملكية البريطانية، لـ «الاتحاد» أن عقار Dapagliflozinسجل في وزارة الصحة في الدولة، باسم «Forxiga» لتكون أول دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا تعتمد هذا العقار كعلاج جديد لمرض السكر بعد تسجيله في الولايات المتحدة وأوروبا بأيام معدودة واعتماده من إدارة الغذاء والدواء الأميركية بعد سلسلة طويلة من الجدل والتجارب الطبية والإكلينيكية للعقار الجديد على أكثر من 5 آلاف مريض سكر متطوع، ومن أعمار مختلفة في الولايات المتحدة، وهو ما يمثل طفرة هائلة في علاج النمط الثاني من مرض السكر. وبحسب الدكتور السادات، فإن العقار الجديد المطروح في أميركا وأوروبا بالفعل بنفس الاسم، يعمل بطريقة فريدة وجديدة في كونه يثبط عمل بروتين «اس.جي.ال.تي2» الذي يعمل بصورة مستقلة عن الأنسولين لخفض سكر الدم، ومن خلال منع الكلى من إعادة امتصاص سكر الدم، وعندما ينشط العقار تبدأ عملية التخلص من الجلوكوز الزائد من خلال البول بكمية تصل إلى 70 جراما في اليوم الواحد، أي ما يعادل 280 كيلو كالوري. ويشير الدكتور السادات إلى مزايا عقار Dapagliflozinالأخرى، فهو يساعد أيضاً على خفض وزن مرضى السكر بنسبة كبيرة تصل إلى «4 ـ 5» كيلو جرامات شهرياً، وخفض جزئي ملموس لضغط الدم نتيجة إدرار الماء «الاسموزي» مع السكر. ونظراً لهذه التأثيرات العلاجية الإيجابية والفعالة، فإن العلماء يعكفون على دراسة فعالية العقار على مرضى السكر من النمط الأول، ويحدوهم الأمل نحو إنجاز طبي جديد. الآثار الجانبية عن الآثار الجانبية للعقار، يقول الدكتور السادات: «إن آلية عمل العقار تمنع الكلى من إعادة امتصاص سكر الدم، ومن ثم تقوم بعملية التخلص من الجلوكوز «طرح» من خلال البول، وهي عملية تعتمد على كفاءة الكُلى، لذلك لا ينصح باستخدامه لدى مرضى الفشل الكلوي المتوسط إلى الحاد، كما يجب أن يراقب الطبيب المعالج احتمالية حدوث بعض التهابات في المسالك البولية والتناسلية، وهو أمر يمكن تجنبه وتداركه بالعناية الشخصية «النظافة الشخصية» بعد إدرار البول الذي يحمل كمية كبيرة من الجلوكوز الزائد، فضلاً عن حاجة المريض لشرب كميات إضافية من الماء بصفة يومية، وهي أمور يسيرة يمكن لأي مريض من اتباعها بسهولة. مرونةكما يوضح الدكتور السادات، أن العقار الجديد سجل في الإمارات بعد التأكد من نتائجه في ظل الحملة الوطنية لمكافحة السكري، وإمكانية تناوله مع أي دواء آخر من فصيلة «خافضات سكر الدم»، وأنه متاح في الصيدليات على شكل أقراص يتم تناولها لمرة واحدة يومياً قبل أو بعد تناول الطعام، أو في أي وقت، لكن يستحسن عند الاستيقاظ من النوم في بداية اليوم، لكن في نفس الوقت لا توجد دراسات حتى الآن عن إمكانية المرأة الحامل أو المرضعة من تناوله.