الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ازدهار بيزنيس البيوت الخضراء

12 مايو 2007 00:34
إعداد - عدنان عضيمة: أصبح بناء (البيوت الخضراء) الصديقة للبيئة صيحة جديدة في الولايات المتحدة· وتتسابق كبريات الشركات للاستفادة من سوقها الواعدة· وتترافق هذه الطفرة مع تزايد كبير في الطلب على التجهيزات الصديقة للبيئة كألواح تجميع الطاقة الشمسية وأجهزة توليد الكهرباء من حركة الرياح مقابل انخفاض أسعارها بسبب التطور السريع الذي تشهده صناعتها· ويقول تقرير نشرته صحيفة الفاينانشيال تايمز إن هذا التطور المفاجىء والسريع، رفع إجمالي القيمة السوقية للمباني الخضراء في الولايات المتحدة بمعدل 50% خلال العام الماضي عما كانت عليه في عام 2005 حتى بلغت 15 مليار دولار· وقدّر التقرير أن يصل مجموع المساحة المبنية الصديقة للبيئة أكثر من مليار قدم مربع (نحو 100 مليون متر مربع) أو ما يعادل 6% من سوق البناء مقابل 1% فقط العام الماضي· وفي مدينة نيويورك التي تعد المكان المثالي لبناء المكاتب، أصبحت كل مشاريع إنشاء المباني الحديثة التي يفوق عددها الخمسين مشروعاً، تبنى على أسس صديقة للبيئة· وتقدر الإحصائيات أن البيوت في الولايات المتحدة تعد سبباً في إطلاق ما يُقدر بثلث مجموع ما يطرح في الولايات المتحدة من غازات ومواد ضارة بالبيئة وخاصة غاز البيت الأخضر (ثاني أوكسيد الكربون) والنفايات المنزلية· وينقل التقرير عن راي كوارتارارو الخبير في إحدى الشركات العقارية قوله: (قبل ثلاث أو أربع ، كان زبائننا يسألوننا بكثرة عن تكاليف بناء البيوت الصديقة للبيئة؛ ولكنهم غيّروا هذه النغمة الآن وبدأوا يسألون عن درجة صداقة هذه البيوت مع البيئة)· وأشارت بعض المصادر الخبيرة إلى أن التكاليف الإضافية لبناء البيوت الصديقة للبيئة سجلت خلال السنوات الأخيرة انخفاضاً كبيراً وصل إلى 80%· وقالت مصادر ما يسمى (مجلس البناء الأخضر للولايات المتحدة) المكلف بتشجيع ومتابعة هذا التوجه الجديد أن أكثر البيوت الحديثة صداقة مع البيئة هي تلك التي تستخدم صفائح معدن البلاتين اللمّاع والأغلى من الذهب في صناعة ألواح تجميع الطاقة الشمسية المستخدمة في تسخين الماء وتوليد الكهرباء إلا أن استخدامها يرفع التكلفة الإجمالية للبيوت بنسبة 5%· ويضاف إلى ذلك أن هذه التكلفة الإضافية يمكن تعويضها من فواتير استهلاك الكهرباء والماء· كما أن أجهزة الصداقة مع البيئة بحد ذاتها ترفع من القيمة السوقية للبيوت عند عرضها للبيع وتزيد من قوة الإقبال على شرائها· وبادرت معظم الوكالات الحكومية المتخصصة في الولايات المتحدة إلى تشجيع البناء الصديق للبيئة واتفقت على تعميم توصية في هذا الشأن تقضي بتجهيز كافة المباني الرسمية والحكومية بالتجهيزات الصديقة للبيئة حتى تكون مثالاً يحتذى· وتجلّت مظاهر التشجيع في تخفيض الرسوم الضريبية المفروضة على المباني الصديقة للبيئة؛ وشرعت ولايات تكساس ونيويورك وكاليفورنيا وأوريجون في تبنّي هذه السياسة والعمل بها· ويقول ستيفن روث المدير التنفيذي لشركة (فورنادو) التي تعد ثاني أضخم شركة متخصصة بالإنشاءات العمرانية والسكنية في الولايات المتحدة: (قريباً جداً، سوف تصبح البيوت الخضراء هي القاعدة وليست الاستثناء· وإذا أنت قررت بناء بيت غير صديق للبيئة فستكون قد حضّرت نفسك للوقوع في الكثير من المشاكل المعقدة في المستقبل)· وعمد بنك أوف أميركا لبناء مقر جديد في وسط مدينة نيويورك وعلى مساحة تبلغ 2,1 مليون قدم مربع وبحيث يكون قدوة من حيث مستوى الصداقة مع البيئة، وسوف تستخدم فيه كميات كبيرة من البلاتين العاكس لضوء الشمس · وسوف يؤمن هذا المبنى الضخم الذي ينتظر استكماله خلال عام ،2009 جزءا كبيراً من حاجته من المياه من إعادة تدوير مياه الصرف الصحي المستهلكة فيه وبطريقة صحية بنسبة 100% وهو مجهز بنظام التكييف الفردي بحيث لا يتم تبريد أو تسخين مكتب أو غرفة إلا بحسب الحاجة وباستخدام الطاقة الشمسية· وقبل أيام، أعلنت شركة (وال-مارت) الشهيرة التي تعد أضخم شركة في الولايات المتحدة في مجال البيع بالتجزئة، عن إطلاق مشروع لبناء أضخم مجمع للطاقة الشمسية في العالم تحت اسم (بايلوت)، وهو نواة لسلسلة لا نهاية من المشاريع التي تستغل الطاقات البديلة النظيفة· -------------
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©