موائد الأميركيين تعكس نمط حياتهم وتنوعها

إذا سألت أي شخص عن المطبخ الأميركي فستتبادر إلى ذهنه الوجبات السريعة كأحد مظاهر الغزو الثقافي الأميركي، وفي هذا ظلم فادح لأحد أكثر المطابخ العالمية غنى وابتكاراً وعراقة بدليل أن المطاعم التي تختص بإعداد المأكولات الأميركية اليوم كثيراً ما تحمل العديد من المفاجآت لمن يظنون أن المطبخ الأميركي يقتصر فقط على الوجبات السريعة، حيث تقدم أطباق اللحم والسمك والمأكولات البحرية مع المحار، إضافة إلى شرائح لحم الستيك المشوي وهو الطبق الذي لا ينافس الطهاة الأميركيين في إعداده أحد إضافة إلى الكثير من الأطباق التي لا يمكن تذوقها في أية مطاعم أخرى. يؤكد الشيف الشهير أسامة السيد أهمية المطبخ الأميركي، فيقول: “من الخطأ الاعتقاد أن الشعب الأميركي يعيش على الوجبات السريعة، فهو يتناول إحدى هذه الوجبات إذا لم يكن له وقت كافٍ، ولكن هذا لا يعني مثلاً أنه لا يتناول وجبة عشاء أو إفطار في المنزل وبشكل تقليدي تماماً، ولعل أهم ما يميز الشعب الأميركي أنه ذواق ويحب أن يجرب أطباقاً مختلفة”، لافتاً إلى أن أميركا من أكثر دول العالم التي يوجد بها كم هائل من المطاعم العالمية، خاصة المطبخ الفرنسي والإيطالي، واستطاع الأميركيون أيضاً إضفاء النكهات الخاصة بهم من خلال تطوير هذه الوجبات وإعادة تقديمها بطعم مختلف حسب الولاية التي يوجد بها هذا المطعم، فمثلاً البيتزا في تكساس طعمها يختلف عن البيتزا في نيويورك أو في نيوأورليانز. تاريخ المطبخ الأميركي يتميز المطبخ الأميركي بأسلوبه المُستَوحى من نمط الحياة في الولايات المتحدة، إلا أن تاريخه يعود إلى ما قبل الفترة الاستعمارية، عندما تمتع المواطنون الأميركيون بطرق متنوعة في الطبخ ومكوناته فمع ظهور المستعمرات الأوروبية، تغير أسلوب الطهي كثيراً، وظهرت العديد من المكونات الجديدة وطرق وكتب الطهي الحديث في أوروبا. واستمر ذلك التوسع حتى القرنين التاسع عشر والعشرين مع تدفق المهاجرين من مختلف بلدان العالم، الأمر الذي خلق تنوعاً غنياً في البلاد، وأوجد سمة إقليمية مميزة فيها، ولعبت الأجبان والكروم علاوة على وسائل الطهي دوراً مهماً في طبيعة المطبخ الأميركي. الأطباق النباتية للأميركيين ألفا نوع من الأطعمة النباتية على الأقل التي ساهمت كثيراً في طهيهم، كما أن هناك الكثير من الخضروات الجذرية ذات الأصول الأميركية وهي تستخدم بكثرة في الطعام مثل الكمأة ونبات رأس السهم والجذور المرة وجذور الخبز واللفت، والبردي، البطاطس البيضاء والبطاطا الحلوة، ومن ضمن الخضروات الورقية براعم وسويقات توت السلمون وحشيشة السعال والسرخس وحشيشة اللبن ونبات الخشب والبقلة والجرجير ونبات القرن وبراعمه ونبات الأيكة وجذور الشوربة. ? ومن الفواكه الفراولة التي يسميها الأوروبيون “فيرجينيا” لأنها أكبر من تلك الموجودة في الجبال الأوروبية وهناك أنواع أخرى من الفواكه مثل العنيبة والتوت الأزرق والكرز والكشمش وعنب الثعلب والبلسان والبرقوق والتفاح البري والسماق والبيتايا وزهرة الربيع البيضاء واليوكا ومن الفواكه التي لم تكن موجودة إلا في أميركا الجنوبية الصبار بأنواعه مثل “شويا وساجوارو” والأجاص والكرز والكاكا الأميركي والبرقوق. كما انتشرت المكسرات في الأطعمة بكثرة مثل الجوز الزيتوني وجوز الشاطئ والبندق والكستناء والجوز الأسود والجوز الأبيض، واستخدم أيضاً البلوط بكثرة في إنتاج زيت القلي وكان يهرس ويخلط مع الذرة والأرز البري الذي كان موجوداً في بعض المناطق الجنوبية. ?وكانت البذور منتشرة أيضاً بكثرة مثل الصنوبر الأبيض والأصفر وحبوب عباد الشمس ونبات وحيد القرن. أطباق الحيوانات البرية لحوم الفرائس ومنها الغزلان الالكة والموظ والخراف ذات القرون والدببة والأسود الجبلية والماعز والظباء الأميركية الموجودة في جبال روكي كانت مصدر أكبر كمية من البروتين الحيواني. ومن بين الفرائس التي كانت تطهى في المطبخ الأميركي الأرانب والراكون والسناجب والسناجب البرية والخنازير والبقر.? أما الطيور فكان يطهى منها الديك الرومي والحجل والسمان والحمام والزقزاق والقبرات والعقبان، كما انتشرت الطيور المائية وتوافرت بكثرة خاصة على السواحل مثل البط والإوز والبجع. ومن البروتينات ذات المصادر البرمائية كان هناك التمساح الأميركي والضفادع التي تؤكل أرجلها وبخاصة الكبيرة منها أما لحوم الحلزونات فكانت من الأكلات التي كان يستمتع بها الأميركيون مع العديد من السلاحف بأنواعها مثل السلاحف وبيوضها إضافة إلى السلاحف البحرية والخضراء كونها مصدراً “روحانياً” للبروتينات لدى المواطنين الأميركيين وهي مهددة بالانقراض حالياً. المأكولات البحرية من الأسماك التي يأكلها الأميركيون من البحر القد والمسطح والمفلطح والرنجة والهلبوت والحفش والقتار والمطرقة من الساحل الشرقي كما اصطاد الأميركيون الحيتان من الساحل الغربي وكانت محرمة عند تناولها في وجبة تشمل لحم الغزلان. كانت الفقمة والفظ من الأسماك التي تؤكل وثعبان البحر أيضاً من نيويورك من منطقة فينغر لايكس وسمك القط التي تفضلها القبائل الأميركية. أما القشريات فهي الروبيان والكركند وسرطان البحر والسلطعون الكبير من الشمال الغربي والسلطعون الأزرق من الشرق. ومن المحاريات توجد الرخويات من ساحل كاليفورنيا والبطلينوس والبطلينوس الرخو من الساحل الشرقي، وتؤكل المحار في كلا الساحلين مع بلح البحر والقواقع. أبرز المكونات اختلف الطعام الأميركي في الاستعمار باختلاف مكان الاستقرار، فقد تأسس المطبخ المحلي في منتصف القرن الـ18 وكانت المستعمرات في (نيو انجلاند) شبيهة للغاية في عاداتها الغذائية بتلك الموجودة في انجلترا، وبينما كان بالإمكان الزراعة طوال العام تقريباً في المستعمرات الجنوبية، كان الزرع ممنوعاً في المواسم في المستعمرات الشمالية، وعلاوة على ذلك منح القرب من المحيط مزايا للمستعمرين في الحصول على السمك الطازج وإضافته إلى غذائهم خاصة في المستعمرات الشمالية. على الرغم من هذا، كان القمح يستخدم للخبز في انجلترا ولكن كان من المستحيل زراعته وكان استيراده أمراً مكلفاً للغاية. وقد كان طحين الذرة من البدائل المستخدمة، كما كان “كيك جوني” من البدائل الفقيرة المستخدمة للخبز المصنوع من القمح والذي تقبلته المستعمرات الشمالية والجنوبية. أشهر الأطباق الأميركية ? تكس مكس لازانيا: من المأكولات الأميركية أو بصورة خاصة تكساس مكسيكان فهو أميركي مكسيكي في الوقت ذاته وله نكهة مميزة ولذيذة وهو عبارة عن خبز التورتيلا الذي يستخدم كبديل لشرائح اللازانيا ويحشى باللحم المفروم وحبوب الذرة والفاصوليا الحمراء وصلصة الطماطم والبصل والثوم. ? بورجر اللحم: من المأكولات الأميركية الأكثر شهرة في العالم و هو عبارة عن لحم مفروم يضاف إليه البصل والثوم والبهارات والخردل ويقلى في زيت قليل ويوضع في الخبز مع الخس والطماطم والبصل والجبن ومخلل الخيار وصلصة الطماطم والمايونيز والخردل. ? الديك الرومي المشوي: من المأكولات الأميركية الشهيرة وهي عبارة عن طير التركي متبلاً بالأعشاب والملح والفلفل الأسود والزيت يشوى في الفرن. ? حساء المأكولات البحرية مع الخضار: يعتبر حساء “كلام شاودر” من الأنواع المشهورة في أميركا وهو حساء يتكون من السمك والجمبري والمحار ومرق السمك ويضاف له كذلك البطاطس والكرفس والجزر والكراث والبقدونس والكريمة والدقيق وهو حساء ذو مذاق مميز ولذيذ. ? صلصة “ثاوزند ايلاند/ الألف جزيرة”: من الصلصات الأميركية المعروفة عالمياً، وهي عبارة عن مايونيز ومعجون طماطم وخردل وقليل من الخل والملح والفلفل. ? الشوفان بالحليب: من المأكولات الأميركية اللذيذة والسهلة التحضير وهي غنية بالقيم الغذائية ويمكن صنعها في وجبة الفطور وخاصة في فصل الشتاء وهي عبارة عن حليب وشوفان و يحلى بالعسل ويزين برشة من القرفة. ? الدونات: تعتبر من الحلويات الأميركية التي يتم تناولها كمقبلات أو وجبة خفيفة وهي عبارة عن دقيق حليب وخميرة وبيض وزيت وماء وسكر وبطاطس مسلوقة.