الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي

27 مارس 2009 02:22
هل يمكن أن أتغزل في مدينة لست من أهلها؟. هل أستطيع أن أنسج خيوط المدح في مدينة جئتها طلباً للرزق والخبرة. ظاهر الأمر يقول إنَّ الكتابة عن أبوظبي ستكون مجاملة باردة، وتملقاً غير مقبول، ومحاولة تقرب لأهلها في غير محلها، ودفقاً لماء الوجه من أجل رضا نائب المدير والمدير ونائب الرئيس والرئيس. لكن باطن الأمر يقول لي بملء فيه: احتفل ما بقي لك من عمر، فأنت في أبوظبي. طبيعتنا «البدوقروية» التي نشأنا عليها ليست على وفاق تام مع بث المشاعر بشكل علني، حتى أن أحد أمثالنا الشهيرة يقول: «الله لا يبيّن غلاك»، بمعنى أنني أتمنى من الله أن لا يضع من أحبه في مصيبة أو مشكلة يتبيّن من خلالها مقدار ودرجة حبي له. هي طبيعة صحراوية جلفة بلا شك، لكنها طبيعتنا على أية حال، رضينا بها ورضيت بنا، وعرف الآخر المقابل لي أن حبي له واهتمامي به ليس شرطاً أن يكون محسوساً وظاهراً، إنما هو حب باطني ثابت وعميق، يظهر متى اقتضى الأمر ظهوره. عندما قررت المجيء إلى أبوظبي، تساءلت في نفسي: كيف يمكن لي أن أعيش خارج الرياض. قد أسافر عنها لأيام، لأسابيع، لأشهر، لكنني أعود إليها في نهاية المطاف. الآن أنا أودعها بشكل دائم، أودعها وأنا لا أعرف هل سأعود لها في يوم من الأيام أم أن نهايتي قد كُتبت بعيدة عنها؟! لا رياض بعد اليوم. الأمر مؤلم بلا شك، لكن عندما يكون البديل هو أبوظبي فإن المسائل تصير وردية أكثر وصباحية أكثر وممطرة أكثر. يقول صديقي علي العزير إن أبوظبي مدينة تفيض عن حاجتها هدوءاً، وأضيف: وتفيض حباً يفيض عن حاجتنا. عبدالله العتيبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©