الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفجيرة.. سجلت طفرات هائلة على مدى 41 عاماً

الفجيرة.. سجلت طفرات هائلة على مدى 41 عاماً
25 نوفمبر 2012
تغيرت ملامح الحياة بشكل جذري في إمارة الفجيرة خلال الـ 41 عاما الماضية التي عاشتها الإمارة في ظل اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر من عام 1971، حيث طالت التغيرات جميع مجالات الحياة الاجتماعية والعمرانية والاقتصادية والثقافية والصحية والتعليمية وغيرها من مختلف مناحي الحياة الأخرى. وحافظت الفجيرة مثل بقية الإمارات على روح الأصالة التاريخية المستمدة منها قيمها ومبادئها العربية والإسلامية القويمة. وقد عضد اتحاد الدولة في أكثر من موقع أهمية الحفاظ على التراث والإرث الثقافي المحلي لكل إمارة بشكل خاص، ولدولة الإمارات بشكل عام معتمدة على أقوال وتوجيهات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في ضرورة التمسك بتراث الآباء والأجداد وإحياء هذا التراث والموروث المحلي لدى النشء من الأجيال القادمة، ومن ثم حافظت دولة الإمارات على شكلها العربي وعلى موروثها الشعبي الأصيل، بالرغم من حركة التقدم التكنولوجي والتقني الكبيرة التي تشهدها جميع إمارات الدولة. كانت الفجيرة إحدى إمارات ساحل عمان المتصالحة، وقد أقام آل الشرقي فيها حكماً امتد منذ سنوات طويلة وحتى الآن، وذكرت كتب التاريخ أن أصل سكان الفجيرة يعود إلى الهجرات المتتابعة من الفينيقيين الذين جاؤوا إلى جنوب شرق الجزيرة العربية في عصور التاريخ الأولى، وقد اشتهر أهل الفجيرة تاريخيا بركوب البحر لذا أطلق عليهم “عمالقة البحار”، لما أبدوه من حنكة في ركوب البحر وممارسة فنونه المختلفة. أصل تسمية الفجيرة اختلفت كتب التاريخ حول أصل تسمية إمارة الفجيرة بهذا الاسم، فمنهم من قال إنها سميت بذلك لكثرة ينابيع المياه التي تتفجر فيها، كما قال البعض إنها سميت، نظرا لحالة الفقر والبؤس التي كانت تعيشها في القرون الماضية. وبحسب مراد عبد الله البلوشي في كتابه الصادر عن هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بعنوان “الفجيرة في عهد الشيخ محمد بن حمد الشرقي.. 1937 – 1974”، فإن رأس الأسرة الحاكمة في الفجيرة قد قدم من منطقة “نزوى” العمانية والجد الأول هو الشيخ محمد بن مطر، ولد فيها وكان أبوه حاكما ومن محمد بن مطر أصبح الحكم في الشرقيين وراثيا، وكانت مدة حكم الواحد منهم لا تتجاوز سبع سنوات باستثناء الشيخ حمد بن عبد الله والد الشيخ محمد فقد حكم قرابة خمسين عاما وتوفي في الثمانين من عمره. وأكدت مصادر التاريخ فيما كتب عن إمارات ساحل عمان أن سكان الفجيرة من العرب معظمهم من الشرقيين، وترجع أنسابهم إلى فهم بن مالك وقد غادروا اليمن بعد انهيار سد مأرب واتجهوا شرقا على ساحل عمان، وهم من المساكرة الذين يتحدرون من الأزد كما أنهم هناوية شافعية. ويتفرع الشرقيون إلى عدة أفخاذ يعيشون على سواحل عمان وفي الأودية وسلاسل الجبال المطلة على الساحل الشرقي للدولة. قلاع وحصون حفل تاريخ الفجيرة الحديث بالعديد من القلاع والحصون التي أقامها أهل الفجيرة للدفاع عن أنفسهم من المعتدين من داخل مناطق الساحل، سواء من اللصوص أو الغارات التي كان يشنها البعض للسطو على منتجات القرى الزراعية ومن الماشية وغيرها أو من خارج الساحل ومن الغزاة. وقال أحمد خليفة الشامسي رئيس هيئة الفجيرة للسياحة والآثار: تمتلك الفجيرة العديد من القلاع والحصون التاريخية منها قلعة الفجيرة التي تتوسط قرية الفجيرة التاريخية ويعود تاريخها إلى عام 1500م، وتقع وسط مدينة الفجيرة وتبعد عن الساحل قرابة ثلاثة كيلومترات تقريبا، ثم قلعة البثنة وتقع في منطقة البثنة ويعود تاريخ بنائها إلى عام 1735 وتقع على طريق الفجيرة - الذيد.وحصن ومربعة الحيل التي شيدت في عام 1670م وتبعد عن مدينة الفجيرة قرابة 4 كيلومترات تقريبا، ويتكون الحصن من مساحة كبيرة يقام عليها عدد من الغرف ويقع أعلى المربعة أو الحصن برج المراقبة التاريخي وبه العديد من الفتحات التي كانت تستخدم للرمي. ثم قلاع أخرى عديدة منتشرة في كافة مناطق الفجيرة، ومنها قلاع مسافي ودبا والسيجي والطويين، ناهيك عن مسجد البدية وقلعته الشهيرة التي تقع على الطريق الرئيسي لشارع الفجيرة - دبا وقد شيد قبل 300 عام من الآن. وأضاف الشامسي: دأبت حكومة الفجيرة بدعم كبير من دولة الاتحاد على صيانة وترميم تلك الآثار بشكل علمي دقيق، حيث قمنا بترميم أكثر من 20 موقعا تراثيا منذ قيام دولة الاتحاد وحتى الآن، وشملت قلاعا وحصونا كما قمنا بأعمال تنقيب بحثا عن الآثار القديمة، قامت بها البعثة الفرنسية والتي أسفرت عن اكتشاف أكبر مستوطنة بشرية للسكان في المنطقة، والتي يعود تاريخها إلى عصرين مختلفين نسبيا هما عصر الحديد الثاني والعصر البرونزي المتأخر في حدود الألف الثاني قبل الميلاد. وقال الشامسي: انتهت قبل فترة قليلة أعمال الترميم الخاصة بقلعة مسافي والبثنة والسياج المقام حولهما وستبدأ الهيئة العمل على ترميم موقع جديد هو قلعة دبا الفجيرة وهو الأكبر مقارنة بالموقعين السابقين من حيث المساحة الإجمالية، وذلك في أواخر العام الجاري. كما يشمل المشروع الجديد لأعمال الترميم الخاص بالقلاع والحصون ترميم قلعة سكمكم التي من المنتظر أن يبدأ العمل بها في أوائل العام القادم بعد الانتهاء من كافة الدراسات. أثمن المواقع الأثرية وقال الشامسي: هناك أربعة مواقع أثرية في مسافي الفجيرة تم اكتشافها تباعا غير أن أعمال التنقيب شملت ثلاثة مواقع من الأربعة، وجميعها تقع في محيط واحد ومتقارب نسبيا، حيث يقع الموقع الأثري الأول المكتشف داخل مزارع النخيل غرب مسافي وفيه تم الكشف عن مبان عدة مركبة فوق بعضها البعض بطراز معماري فريد من نوعه. وهناك موقع تم اكتشافه مؤخرا وسنعمل على تطويره في الفترة المقبلة ضمن خطة طموح لإحياء الآثار القديمة في الفجيرة، وهو عبارة عن مبنى محصن تم تشييده أسفل منحدر جبلي صخري وسوف نسعى خلال الشهور القادمة إلى البدء من جديد باستكمال جميع أعمال التنقيب والحفريات في هذا الموقع الذي يعد من أثمن المواقع نظرا لتوغله في الحقبة البرونزية من العصور القديمة. ونسعى إلى اكتشاف أسرار الموقع الثالث، وهو مبنى مشيد بطريقة تجعله يبدو وكأنه معبد من العصور القديمة لما وجد فيه من أشكال مختلفة من التماثيل البرونزية والأحاجي والفخاريات المزينة بأشكال الثعابين وغيرها، كما تم اكتشاف مستوطنة سكنية في هذا الموقع التاريخي. وتواصل هيئة الفجيرة للسياحة والآثار العمل بالتعاون مع البعثة الوطنية الفرنسية للآثار للكشف والتنقيب عن الآثار في الفجيرة، وستعمل خلال الفترة المقبلة في مسافي ومناطق الفجيرة الأخرى، كما ستعمل على الكشف عن المزيد من المعلومات عن القناة المائية “الفلج” التي تم اكتشافها مؤخرا وإلى أي زمن تعود. وجميعها قلاع وحصون ومكتشفات ساهمت دولة الاتحاد في المضي قدما في اكتشافها وإظهارها، لما فيها من مؤشرات ودلائل وقرائن تؤكد عظم حضارة المنطقة وبراعة قاطنيها على مر التاريخ القديم والحديث. نهضة اقتصادية وعمرانية وشهدت الفجيرة مع قدوم الاتحاد نهضة كبيرة لمسها الإنسان في مختلف مناحي الحياة، حيث تبدلت وتحولت ملامح الحياة في أكثر من 45 منطقة هي مجمل مدن ومناطق الفجيرة، وتبدأ من مدينة الفجيرة وضواحيها وهي سكمكم والقرية وقراط ومربح وقدفع والفرفار ومدوك ووادي سهم والحيل والغزيمري والبثنة والبليدة ومسافي ومربض وثوبان والسيجي والحنية، ووادي العبادلة والسدر والحلاة والطيبة والخليبية والطويين وحبحب وأحفرة وأوحلة ووادي مي، ثم مدينة دبا وضواحيها وهي البدية وشرم ورول ضدنا وضدنا والعقة والفقيت ورول دبا ودبا والغوب ووعيب الحنة وغيرها. وكانت القرارات الأولى التي اتخذها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، مع جملة قرارات أخرى تخص بقية الإمارات، وجميعها تصب في صالح الدولة الوليدة وتنمية البنية الأساسية بها، هو قرار إقامة ميناء الفجيرة البحري ثم مطار الفجيرة الجوي لدعم اقتصاد الإمارة وتوفير فرص العمل للمواطنين، كما أصدر قراره بتعبيد شارع الفجيرة - الذيد لربط الساحل الشرقي بالإمارات الأخرى. وغطت المساكن الشعبية الجديدة منذ قيام الاتحاد ما يزيد على 80% من احتياجات أهالي الفجيرة، حيث قامت دولة الاتحاد بتوجيهات من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ومن بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ببناء الآلاف من المساكن الشعبية الحديثة للمواطنين في الفجيرة، وقد زاد عددها ليصل إلى 3 آلاف مسكن تقريباً منذ قيام الاتحاد وحتى الآن في الفجيرة وحدها، ناهيك عن المساكن الأخرى التي أقامتها المؤسسات الخيرية مثل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية وجمعية الفجيرة الخيرية. كما عمدت الدولة إلى إنشاء الطرق، حيث شقت طريق الفجيرة / الذيد / الشارقة ثم طريق الفجيرة / دبا، ثم العديد من الطرق الحيوية التي شهدتها الفجيرة مثل طريق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي يعد أحدث المنجزات التي حققتها دولة الاتحاد في ملف الطرق. وقد ساهمت الطرق التي أقيمت في الفجيرة في ربط المناطق الجبلية بمثيلتها من المناطق الواقعة في الوديان والسهول والمناطق الساحلية، كما ساهمت في تقوية أواصر الترابط بين القبائل. وخير مثال على ذلك طريق الشيخ خليفة بن زايد الجديد الذي ربط الفجيرة بدبي والشارقة وأبوظبي، كما ربط مناطق الساحل الشرقي بمناطق المنطقة الوسطى. شبكة طرق تحقق التنقل الآمن قال خليفة عبيد اليماحي من أهالي الفجيرة: لقد نجحت الدولة نجاحاً كبيراً في إقامة شبكة من الطرق الحديثة، ساهمت في التنقل الآمن والسريع للمواطنين إلى مناطق متعددة، خاصة أن مناطقنا قبل تطوير وتعبيد تلك الشوارع لم تكن على الإطلاق بنفس حالة التواصل الحميم التي هي عليها الآن بفعل تلك الشبكة، حيث وعلى سبيل المثال كان من الصعب علينا التنقل إلى مناطق مثل مليحة ووادي سهم وأخيضر، حيث يتزوج المواطنون من الفجيرة من تلك القبائل وبعد إنشاء طريق خليفة أصبح من السهل التواصل. مناطق الفجيرة وسكانها ذكر كتاب صادر للمؤلف ناجي محمد جواد عن حكومة الفجيرة عام 1970 أن عدد مناطق الفجيرة بلغ 32 منطقة، وهي الفجيرة العاصمة وبها 300 مسكن وعدد سكانها 3 آلاف نسمة، ثم الغرفة على ساحل البحر إلى الجنوب من الفجيرة على بعد 3 كيلومترات من المدينة وعدد المنازل بها 180 منزلاً وسكانها 2000 نسمة، وسكمكم 5 كيلومترات من المدينة إلى الجبل شمال شرق الفجيرة وعدد منازلها 90 منزلاً وسكانها 100 نسمة، وصفد 7 كيلومترات من المدينة وبها 50 منزلا وسكانها 250 نسمة، وجرية القرية وعدد منازلها 200 منزل ويعيش بها 1800 نسمة، ومربح بها 250 منزلا وبها 2500 نسمة، ثم قدفع 130 منزلا تعيش بها 600 نسمة، والبدية 200 منزل يعيش بها 1800 نسمة، والشرم 60 منزلا وسكانها 300 نسمة، والعجة نفس العدد السابق في المنازل والسكان، وفي ضدنه 150 منزلا يعيش بها 750 نسمة، ورول ضدنه 50 بيتا بها 250 نسمة، ودبا بعد رول ضدنا 50 بيتا بها 250 نسمة، ورول دبا 150 بيتا بها قرابة 650 نسمة، وسمبريد على ساحل البحر بعد العكامية مباشرة بها 200 بيت ويعيش بها 800 نسمة، وغرفة دبا 100 بيت وبها 500 نسمة، ومنطقة زكت 50 بيتا وعدد سكانها 250 نسمة، والفرع 30 بيتا وسكانها 150 نسمة، والجبل 30 بيتا و150 نسمة، والفرفار 30 بيتا و150 نسمة، والأحفرة 35 بيتا يقطنها 200 نسمة، ووادي مي 25 بيتا يقطنها 200 نسمة، أوحلة 50 بيتا يقطنها 250 نسمة، ومدوك 30 بيتا بها 150 نسمة، وادي سام 30 بيتا يسكنها 150 نسمة، والبثنة 100 بيت يسكنها 650 نسمة، والبليدة 50 بيتا يسكنها 250 نسمة، ومسافي 100 بيت يسكنها 500 نسمة، وسيجي 50 بيتا يسكنها 250 نسمة. وبذلك يصل عدد سكان الفجيرة عام 1970 إلى حوالي 19750 نسمة بمن فيهم المقيمون الذين كانت نسبتهم متدنية جدا في ذلك الوقت، بينما شهدت ارتفاعا كبيرا في السنة الحالية، حيث تجاوز عدد السكان في الفجيرة قرابة 170 ألف نسمة.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©