السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زواج الأقارب والأمراض الوراثية

6 ديسمبر 2011 21:51
هناك كثير من الخلط والالتباس والضبابية التي تحجب حقيقة زواج الأقارب وعلاقته بالأمراض الوراثية، فالدراسات الطبية تتوقع إحصائياً أن يصاب طفل واحد من كل 25 طفلاً بمرض وراثي ناتج عن خلل في الجينات أو بمرض له عوامل وراثية خلال الخمس وعشرين سنة من عمره. ويتوقع أن يصاب طفل واحد لكل 33 حالة ولادة لطفل حي بعيب خَلقي شديد، كما يصاب العدد نفسه بمشكلات تأخر في المهارات أو تأخر عقلي، وتسعة من هؤلاء المصابين بهذه الأمراض يتوفون مبكراً أو يحتاجون إلى البقاء في المستشفيات لمدة طويلة أو بشكل متكرر. من هنا، كانت أهمية إجراء الفحص الطبي قبل الزواج الذي يمكن من معرفة العديد من الأمراض الوراثية الخطيرة، أو على الأقل يمكن من معالجة بعضها قبل بدء الحياة الزوجية. ويقسم الأطباء أسباب العيوب الخلقية والأمراض الوراثية إلى أربعة أقسام رئيسية، الأول، الأمراض المتعلقة بالكرموسومات، وهذا النوع في العادة ليست له علاقة بالقرابة، وأسباب حدوثه في الغالب غير معروفة. والقسم الثاني من العيوب الخلقية والأمراض الوراثية تلك الأمراض الناتجة عن خلل في الجينات. وتتفرع من هذا القسم أربعة أنواع من الأمراض المتنحية، والأمراض السائدة، والأمراض المرتبطة بالجنس المتنحية، والأمراض المرتبطة بالجنس السائدة. فالأمراض المتنحية، هي أمراض تصيب الذكور والإناث بالتساوي، ويكون كلا الأبوين حاملاً للمرض مع أنهما لايعانيان من أي مشاكل صحية لها علاقة بالمرض، وعادة ما تكون بين الزوجين صلة قرابة. ومن أشهر هذه الأمراض أمراض الدم الوراثية، خاصة مرض فقر الدم المنجلي «الأنيميا المنجلية»، و»الثلاسيميا». أما الأمراض السائدة فإنها في العادة ليست لها علاقة بالقرابة، وتتميز بإصابة أحد الوالدين بنفس المرض، وأشهر أمراض هذا النوع متلازمة مارفان. وهذا النوع من الأمراض لا علاقة له بالقرابة، لكن عند زواج اثنين مصابين بنفس المرض ـ وقد تكون بينهما صلة نسب ـ فقد تكون الإصابة في أطفالهما أشد وأخطر. أما الأمراض المرتبطة بالجنس المتنحية، فهي تنتقل من الأم الحاملة للمرض فتصيب أطفالها الذكور فقط، كما هو الحال في مرض ما يسمى بأنيميا الفول، وهذا النوع عادة ليس له علاقة بزواج الأقارب، لكنه قد يصيب البنات إذا تزوج رجل مصاب بالمرض إحدى قريباته الحاملة للمرض. كما أن الأمراض المرتبطة بالجنس السائدة، هي أنواع من الأمراض النادرة والتي في العادة تنتقل من الأم إلى أطفالها الذكور والإناث، وقد تكون شديدة عند الذكور مقارنة بالإناث. أما بالنسبة للأمراض متعددة الأسباب، فهي لا تحدث إلا للأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي وتعرضوا لسبب ما في البيئة المحيطة بهم، وعادة ليس لزواج الأقارب علاقة بحدوث هذه الأمراض، لكن إذا تزوج شخصان مصابان بأي نوع من هذه الأمراض، يزيد ذلك من احتمال إصابة الأطفال مقارنة بإصابة أحد الوالدين فقط بالمرض. كما أن هناك مجموعة من الأمراض المتفرقة التي يصعب حصرها، والتي تنتقل فقط من الأم إلى بقية أطفالها، وهي عادة مجهولة الأسباب. ومن ثم تكمن أهمية الفحص الطبي قبل الزواج، وإن اصطدم بمعوقات وعوامل ثقافية عديدة، ينهض المجتمع إلى تغييرها.. وسلامتك. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©